بدأ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس الاحد في طوكيو زيارة لثلاثة ايام تهدف إلى تشجيع التعاون الاقتصادي بين اليابانوروسيا بالرغم من الخلاف على جزر الكوريل الذي تعتبر تسويته في نظر اليابانيين شرطا لتنمية علاقاتهم مع موسكو. وقد وصل بوتين إلى طوكيو آتيا من كوريا الجنوبية حيث شارك في قمة منتدى التعاون الاقتصادي لآسيا المحيط الهادئ (ابيك) وسيجتمع اليوم الاثنين مع رئيس الوزراء جونيشيرو كويزومي على ان يستقبله الثلاثاء الامبراطور اكيهيتو. وترغب موسكو في اعطاء دفع للمبادلات مع طوكيو الذي لا يوازي مستواها الحالي (36,7 مليار دولار في 2004 بحسب موسكو و8,85 مليارات بحسب الارقام اليابانية) القدرات الاقتصادية لدى البلدين، وخصوصا تشجيع مشاركة رؤوس الاموال اليابانية في بناء خط انابيب للنفط بين سيبيريا والمحيط الهادئ، وهي مسألة تشكل موضع منافسة استراتيجية مع الصين. وخط الانابيب النفطي هذا الذي يشكل استثمارا بقيمة 16 مليار دولار، سيسمح بتصدير النفط الروسي إلى اليابان التي تحتاج لتنويع مصادر التموين، بل وايضا باتجاه كل منطقة جنوب شرق آسيا ونحو الولاياتالمتحدة. وترغب موسكو ايضا في مساهمة اليابانيين في تنمية اقصى الشرق الروسي -من الصيد البحري وصولا إلى الصناعة الكيميائية- من اجل تعزيز موقعه في وجه القوة المتنامية للصين. ولفت خبير مطلع جيدا على الملف اندريه فيدروف من المجلس الروسي للسياسة الخارجية والدفاع، إلى انه «من الضروري جذب اليابان إلى الاقتصاد الروسي». وقبل لقائه كويزومي من المفترض ان يتحدث بوتين صباح غد الاثنين امام منتدى اقتصادي روسي ياباني يجمع مئتي رجل اعمال روسي وياباني. اما بخصوص جزر الكوريل التي يطلق عليها اسم «اراضي شمال اليابان» فلا يتوقع حصول تقدم في الوقت الحاضر بشأن هذا الخلاف الموروث من الحرب العالمية الثانية التي احتل الاتحاد السوفياتي السابق على اثرها الجزر اليابانية الاربع. وتطالب اليابان من جهتها باعادة هذه الجزر. وهذا الخلاف يحول دون ابرام اتفاقية سلام نهائية بين البلدين. وقد اكد بوتين مجددا في ايلول - سبتمبر الماضي سيادة روسيا على هذه الجزر التي تطالب اليابان باستعادتها. وعشية الزيارة اكدت مصادر في الكرملين هذا الموقف مضيفة مع ذلك ان «المصلحة الوطنية الروسية وكذلك اليابانية تقتضي ازالة كل المشكلات التي تمنع تطوير العلاقات» بين البلدين. وفي الجانب الياباني اقترح وزير الخارجية الياباني الجديد تارو اسو على روسيا الاستثمار المشترك لجزر كوريل بدون التشدد بشأن مسألة السيادة. وقد تحدث اسو عن هذا الاقتراح الجمعة امام الصحافة اليابانية التي استنتجت انه عرضه على نظيره الروسي سيرغي لافروف على هامش اجتماع ابيك في كوريا الجنوبية. لكن مسؤولا كبيرا في الخارجية اليابانية قال طالبا عدم كشف اسمه لصحيفة «جابان تايمز» ان الامر يتعلق بالاحرى بفكرة شخصية لاسو. ومن المقرر توقيع وثائق عدة في ختام المحادثات بين بوتين وكويزمي. وتتناول هذه الوثائق كما علم من مصادر في الكرملين، الاتفاق الياباني على انضمام روسيا إلى منظمة التجارة العالمية، ومحاربة الارهاب، ومشاركة اليابان في تفكيك الغواصات الروسية النووية، والسياحة، والتكنولوجيات الاعلامية، وتدريب موظفين واداريين. وفيما يزور بوتين طوكيو يقوم الرئيس الاميركي جورج بوش بزيارة مهمة إلى بكين التي تعد المحطة الرئيسية في جولته الاسيوية.