أظهرت زيارة رئيس الوزراء الياباني جونيتشيرو كويزومي لروسيا وجود خلافات قويّة بين البلدين في شأن جزر الكوريل المتنازع عليها بينهما، بعدما أعربت موسكو عن "استغرابها" طلباً يابانياً لتحديد "عائدية" الجزر الأربع. وكان كويزومي والرئيس الروسي فلاديمير بوتين حاولا في المؤتمر الصحافي المشترك تحاشي هذا الموضوع الذي كان دائماً "شوكة" في علاقات البلدين. وقد فجّره من جديد الناطق الرسمي باسم الوفد الياباني الذي قال ان طوكيو تطالب بتحديد "عائدية" الجزر. واعتبر ذلك أساساً لتطبيع العلاقات، ووعد بأن اليابان "لن تستعجل" مسألة تسليمها الكوريل في حال اعترفت روسيا بأن السيادة عليها يابانية. ويختلف هذا الطرح تماماً عن الموقف الروسي الذي يرى ان توسيع العلاقات الاقتصادية والحوار السياسي يمكن ان يوفرا المناخ الكفيل بحل المشكلة. وفي هذا السياق نقلت وكالة "ايتار تاس" الرسمية عن مصدر في الخارجية الروسية ان تصريح الناطق الياباني أثار "استغراباً" في موسكو وخلق انطباعاً بأن الناطق المذكور "كان غائباً عن المؤتمر الصحافي" للزعيمين. الا ان كويزومي نفسه أكد عملياً الموقف الياباني عندما قال اثناء زيارته "معهد كورتشاتوف" للأبحاث النووية ان موضوع عائدية الجزر هي "إرث سلبي" في علاقات البلدين، وان تجاوزه "سيطلق الطاقات" لتطوير العلاقات الثنائية. يذكر ان جزر الكوريل ألحقت بالاتحاد السوفياتي بعد هزيمة اليابان في الحرب العالمية الثانية. وبسبب فشل البلدين في ايجاد حل لهذه المشكلة لم توقّع بينهما معاهدة سلام حتى الآن على رغم مضي 58 عاماً على انتهاء الحرب. وتوصل البلدان عام 1956 الى اتفاق بإعادة الجزيرتين الأصغر على ان تجرى مفاوضات في شأن الجزيرتين الأخريين لاحقاً. الا ان الاتفاق لم ينفذ وحمّل كل من الطرفين الآخر المسؤولية. ونقلت صحيفة "اوترو رد" الالكترونية عن مصادر مطلعة ان الجانبين بحثا صيغة معدّلة لذلك الاتفاق تقضي بتسليم جزيرتين الى اليابان ثم توقيع معاهدة سلام على ان يعقبها التفاوض على تسوية نهائية تستغرق 10-20 عاماً. الا ان خبيراً في الشؤون اليابانية أبلغ "الحياة" ان "المناصفة" هي أقصى ما يمكن ان تقدم عليه روسيا. وأوضح ان التنازل عن الجزر كلها قد يؤدي الى تفاعل متسلسل حيث ستطالب ألمانيا بمقاطعة كالينينغراد وقد تطلب الصين جزءاً من الاراضي في الشرق.