يأمل رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي أن تؤدي المحادثات التي يجريها في موسكو اليوم الاثنين مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الى استئناف الجهود الرامية الى انهاء نزاع على جزر حال دون توقيع البلدين على معاهدة لانهاء الحرب العالمية الثانية. وتتوقع اليابان ايضا ان تقدم روسيا اقتراحا لاشتراك اليابان في مد خط انابيب يصل بين حقول الغاز في شرق سيبيريا ومحطة غاز فلاديفوستوك التي تبلغ تكلفته 38 بليون دولار والتي تقوم ببنائه شركة غازبروم الروسية الحكومية لتصدير النفط. واليابان هي اكبر مستورد للغاز الطبيعي المسال وتعتبر روسيا شريكا استراتيجيا مع تطلعها لتنويع وخفض تكاليف واردات الغاز الطبيعي المسال التي ارتفعت بعد كارثة 2011 في محطة فوكوشيما النووية اليابانية. وتسعى روسيا الى تعزيز تواجدها في اسيا مع متابعتها بقلق نمو الصين على رغم العلاقات الحارة مع بكين والتركيز الاميركي على المحيط الهادئ. وقد تستخدم روسيا الاموال والتقنية اليابانية لتطوير المنطقة الواقعة في اقصى شرق روسيا والتي يقل فيها السكان. لكن اهتمام روسيا بزيادة التجارة مع اليابان لن يؤدي بالضرورة الى احراز تقدم في الخلاف بشأن اربعة جزر صغيرة في المحيط الهادئ تعرف باسم الكوريل الجنوبية في روسيا وباسم الاراضي الشمالية في اليابان. وسيطر الاتحاد السوفياتي السابق على الجزر بعد اعلانه الحرب على اليابان في اب/ اغسطس عام 1945 وقبل ايام من استسلام اليابان مجبرا نحو 17 الف ياباني على الهروب. وتقع الجزر قرب اماكن صيد غنية بالاسماك. وحال النزاع دون توصل روسياواليابان الى معاهدة سلام ما يؤثر على العلاقات منذ ذلك الوقت. وناقش مسؤولون روس ويابانيون كبار هذا الخلاف مرارا في السنوات الاخيرة بما في ذلك محادثات ثنائية عقدت بين زعماء البلدين على هامش اجتماعات دولية ولكن ذلك لم يسفر عن اي تقدم. وقال آبي في مقابلة عرضها التلفزيون الرسمي الروسي قبل الزيارة "اود ان نتفق على بداية جديدة للمفاوضات المطولة بشأن ابرام معاهدة سلام". واشارت روسيا مرارا الى ضرورة ان تركز اليابان على العلاقات الاقتصادية. وكرر الكرملين في الاسبوع الماضي رسالته بان التوصل لحل الخلاف على الجزر ليس شرطا مسبقا لزيادة التجارة. وكان هيروشيجي سيكو كبير امناء مجلس الوزراء الياباني قد قال لوكالة رويترز الاسبوع الماضي ان وفدا تجاريا يضم 120 شخصا سيرافق رئيس الوزراء. وقال ان من بين الاهداف "اقناع روسيا بمزايا اقامة علاقة طيبة طويلة الامد مع اليابان. وعبر اقامة علاقات شخصية قوية بين الزعيمين نريد ان نجعل روسيا تشعر بانه من خلال حل مشكلة الاراضي الشمالية بسرعة يمكن لليابان ان تسهم في تنمية روسيا وسيبيريا بشكل خاص".