في اشارة واضحة الى أهمية دور المرأة في تربية أجيال تنبذ الارهاب، شددت الشيخة سبيكة بنت ابراهيم آل خليفة قرينة ملك البحرين الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة، رئيسة منظمة المرأة العربية 2005-2007 ورئيسة المجلس الأعلى للمرأة البحرينية، على انه رغم وصول المرأة العربية الى العديد من المناصب العليا والمهمة، غير أن الوظيفة الأهم لها تبقى رعايتها للأبناء كأم ومربية وحرصها على ان تكون مثلاً أعلى يحتذي به الشباب في ظل الأوضاع الحالية. وكانت الشيخة سبيكة تتحدث خلال ندوة بعنوان"المرأة العربية: الماضي، الحاضر والمستقبل"، في كلية تشرشل في جامعة كامبريدج البريطانية، نظمتها منظمة المرأة العربية، وتهدف الى تصحيح الصورة النمطية للمرأة العربية لدى الغرب. وقالت:"ان للمرأة دوراً جوهرياً في غرس القيم العربية الأصيلة والمعتقدات التي تنشد السلام والتسامح والاحترام لتمكين الأبناء من تغيير مفاهيمهم وأفكارهم السائدة للابتعاد عن التمرد والتطرف الذي يصعب التعامل معه عند حدوثه". واعتبرت انه"سيكون من الصعب على المرأة تحمل هذه المسؤولية المهمة والحرجة في تنشئة الاجيال المقبلة من دون الحصول على الدعم المناسب من قوى المجتمع على اختلاف أشكالها". واعتبرت الشيخة سبيكة ان"العالم اليوم يعيش مفارقات كبرى على صعيد مسيرة تنميته، ففي الوقت الذي نلمس فيه تطورات متسارعة على صعيد الاتصالات والعلوم والتكنولوجيا كنتيجة للعولمة التي يفترض ان تجعل من العالم قرية كونية واحدة، يعمر عليها الرخاء والاستقرار المطلوب، الا اننا لا نزال بعيدين عن حصولنا على الفوائد المرجوة من هذا التطور، فالفقر والمجاعة والامراض بالاضافة الى ما تسببه العولمة من اخلال في العدالة الاجتماعية بين شعوب العالم وزيادة الاختلاف بين ثقافتهم هو واقع معاش على رغم التطور التكنولوجي والعلمي المتسارع". وتساءلت:"ما الذي يجعلنا نتقدم بهذا الشكل من جانب ونتراجع من جانب آخر؟ اعتقد بأن هناك عنصر مفقود في معادلة التنمية الشاملة، ذلك العنصر هو المرأة. فغالبية فقراء العالم هم من النساء اللواتي يعانين من ظاهرة عدم المساواة في ما يخص حصولهن على حقهن في العيش الكريم، وهي ظاهرة متفشية في كل دول العالم بما فيها المنطقة العربية، حيث تفتقر المرأة لسبل الحصول على التعليم، وفي غالب الأحيان تكون مغيبة عن اتخاذ القرارات السياسية والاجتماعية المهمة، وتعاني حقوقها الاساسية من التهميش في أحيان اخرى". وتحدثت خلال الندوة التي رعتها الشيخة سبيكة في اطار رئاستها لمنظمة المرأة العربية، البروفسورة ودودة بدران المديرة العامة لمنظمة المرأة العربية، مشيرة الى دور المنظمة في تصحيح الصورة النمطية للمرأة العربية لدى الغرب، من خلال إقامة سلسلة ندوات في عدد من الجامعات الغربية تسلط الضوء على الواقع الحقيقي للمرأة العربية، وتعرف بدورها المستحدث الى حد ما في الحياة السياسية والاقتصادية. من جهته أشار السير جون بويد عميد كلية تشرشل الى مسؤولية المؤسسات التعليمية في ردم هوة التواصل والمعرفة بين الثقافات المختلفة، مشيرا الى ان كليته المعروفة بتخصصها بالعلوم والهندسة لا تزال تعاني من عدم إقبال النساء عليها، وان هذه المواد لا تزال تخيف العديد من النساء البريطانيات. وقال:"نحن في الغرب لا يزال علينا القيام بالكثير من أجل الدفع بالمساواة الحقيقية بين المرأة والرجل"، منوهاً بأن النساء لم يكن في استطاعتهن التخرج من جامعة كامبريدج العريقة قبل العام 1948.