بدأت في العاصمة الإماراتيةأبوظبي أمس "الثلاثاء" أعمال المؤتمر الثاني لمنظمة المرأة العربية والذي يعقد تحت عنوان "المرأة في مفهوم وقضايا أمن الإنسان ، المنظور العربي والدولي" وذلك خلال الفترة 11- 13نوفمبر الجاري، بحضور عدد من قرينات أصحاب الجلالة والسمو والفخامة السيدات الأوائل في الوطن العربي ، وعدد من صاحبات المعالي والسعادة رئيسات الوفود المشاركة وممثلات المنظمات الدولية والإقليمية. ورحبت سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، راعي المؤتمر، رئيس منظمة المرأة العربية بالضيوف والمشاركات وتمنت أن يشكل المؤتمر إضافة مهمة إلى الجهود الرامية إلى دعم المرأة العربية والارتقاء بواقعها ومستقبلها. كما رحبت بالحضور في دولة الإمارات العربية المتحدة وتقدمت بالشكر لتلبيتهن الدعوة متمنية سموها أن يكون المؤتمر إضافة هامة للجهود الرامية لدعم المرأة العربية والارتقاء بها. وتوجهت سمو الشيخة فاطمة بالشكر والتقدير لجلالة الملكة رانيا العبدالله ولسمو الشيخة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة لدورهما النشط خلال رئاستهما للمنظمة. كما توجهت بالشكر والتقدير للسيدة الفاضلة سوزان مبارك صاحبة " مبادرة قمة المرأة العربية " والتي أوصت بتأسيس المنظمة، وتقدمت سموها بالشكر للسيدات الأول على دعمهن المستمر للمنظمة. وأشارت إلى أن الدول العربية تتطلع باهتمام بالغ إلى هذا المؤتمر العربي التركيبة، والدولي بطبيعته، وتتطلع إلى ما سيشهده من أفكار ومناقشات حول موضوع في غاية الأهمية، ألا وهو مفهوم أمن الإنسان في علاقته بالمرأة. وأضافت أن قضايا أمن الإنسان هي بالأساس قضايا كونية يشترك فيها البشر أينما كانوا؛ لذلك، فإن التصدي لها يتطلب تعاوناً وتنسيقاً على المستوى العالمي، وذلك في إطار من الانفتاح والتواصل الحضاري الإيجابي الذي يحترم الخصوصية الثقافية، وينظر إلى الاختلاف من منظور التعارف والحرص على مد الجسور. إننا نؤمن بأن الحوار الإيجابي، والتواصل الحضاري المثمر، الذي تتلاقى فيه الثقافات فتستفيد من بعضها بعضاً، أدوات بالغة الأهمية لمن يريد الإصلاح ويسعى إلى التقدم والسلام.إن تبني منظمة المرأة العربية لهذا المؤتمر المهم، دليل قاطع على التزامنا الأصيل والقوي بدعم قضايا المرأة العربية باعتبارها أحد الملفات الحيوية والمهمة في سعينا الدائم إلى تحقيق النهضة العربية الشاملة. وعبرت سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك عن تفاؤلها بمستقبل المرأة فقالت انه طالما أن هناك قادة مخلصين في هذه الأمة فإننا نعتقد بأن المرأة العربية تعيش في ظروف أفضل من الماضي. ومؤتمر أبوظبي سوف يناقش من خلال علماء وباحثين واقع المرأة لإلقاء نظرة فاحصة على التهديدات الواقعة على أمنها الإنساني ووضع تصورات لكيفية النهوض بالمرأة وأمنها بمفهومه الشامل. كما ستناقش بعض الأوراق العلمية إمكانية خلق بيئة مجتمعية داعمة وآمنة للمرأة. ونظرا لأننا نعيش عصر العولمة الاقتصادية فإن مؤتمر أبوظبي سوف يركز على تأثير هذه العولمة على أمن المرأة. فالأمن الاقتصادي تحدده عوامل عالمية وإقليمية وقومية ومحلية وتعايش والدول العربية تحولات اقتصادية عديدة ويتبنى الكثير منها اقتصاديات السوق والآثار الناجمة عن هذه التغيرات يكون وقعها مختلفا على كل من النساء والرجال. وسيطرح المؤتمر قضايا البيئة والصحة وتأثيرها على أمن المرأة وحق المرأة في الحصول على دعم إضافي بوصفها أمّا ومربية كما سيناقش أيضا تأثير الحروب والنزاعات على المرأة ودور المرأة في منع النزاع وإدارته وحله وكذا في الحفاظ على السلام والاستقرار. وأضافت أن المساعي الرامية للتوعية بقضايا المرأة العربية لم تتوقف في ظل الحرص على إيجاد ميثاق إعلامي عربي خاص بالمرأة وتطوير الخطاب الإعلامي النسوي العربي ومدى إمكانية وجود خطاب إعلامي عربي يتناول قضايا المرأة من منظور مستند على مرتكزات ثقافية عربية في المنهج والقرار. ويذكر أن المرأة العربية حققت إنجازات مهمة في مجال العمل الإعلامي وبات لها حضور بارز وتواجد مؤثر في هذا المجال. ويمكن القول أن منتدى المرأة والإعلام قد عقد في أبوظبي في إطار المنتديات التي تم إقرارها خلال القمة الأولى للمرأة العربية في القاهرة بعد أن عقد منتدى المرأة والسياسة في تونس ومنتدى المرأة والقانون في البحرين ومنتدى المرأة في بلاد المهجر في العاصمة الأردنية عمان ومنتدى المرأة والاقتصاد في الكويت ومنتدى المرأة والمجتمع في بغداد، كل هذه المنتديات التي عقدت طوال السنوات القليلة الماضية بحضور أعداد كبيرة من الشخصيات النسائية المرموقة أعطت للمرأة العربية المكانة التي تستحق. ولا تزال هناك المزيد من المؤتمرات والمنتديات المستقبلية التي تهدف إلى منح المرأة في العالم العربي المزيد من الفرص وعوامل النجاح. وفي حفل الافتتاح ألقت السيدة "ليلى بن علي" حرم رئيس الجمهورية التونسية كلمة أكدت فيها أن إحداث منظمة المرأة العربية منذ أكثر من خمس سنوات يمثل علامة بارزة في مسيرة النهوض بالمرأة العربية المعاصرة، ومحطة مهمة على درب تكريس التضامن بين النساء العربيات والارتقاء بمجالات العمل المشترك بما يمكن من مواجهة التحديات الجسيمة والرهانات المصيرية. وأضافت السيدة "ليلى بن علي" أن انعقاد المؤتمر الثاني اليوم في أبوظبي لهو تأكيد على عزم المرأة العربية على المضي قدماً على درب تجسيم تطلعاتها إلى المزيد من التطلعات والتضامن والرقي، وفرصة ثمينة لتدارس المسائل المطروحة التي تتعلق بأمن الإنسان وبقائه، حيث يعقد فيها المؤتمر في ظروف عالمية متقلبة ومرحلة دقيقة تتسم بتحولات كبيرة وتحديات جسيمة على كافة الأصعدة، يواجه فيها الإنسان أشكال متعددة من التوتر والنزاعات المختلفة بما يجعل من موضوع المؤتمر أمراً مشروعاً وضروريا. وأكدت أن المواضيع المطروحة على أجندة المؤتمر وما ستؤدي إليه من توصيات بناءة وشاملة سيسهم في بلورة المفاهيم المتصلة بكل القضايا ذات الصلة، ويعزز العمل الجاد للرقي بأوضاع المرأة وفق نظرة إستراتيجية متكاملة، وفي إطار مقاربة شاملة تأخذ في الاعتبار حاجيات المرأة كإحدى الأولويات لتحقيق التنمية الديمقراطية والاستقرار والأمن والسلام في العالم. وشهدت أروقة انعقاد المؤتمر في قصر الإمارات بالعاصمة أبوظبي إجراءات واستعدادات ترقى لمستوى الحدث، من مستوى عال من حسن التنظيم وحسن الاستقبال.