شددت قرينات زعماء عدد من الدول العربية، في افتتاح المؤتمر الثاني لقمة المرأة العربية المنعقد في عمان، على وجوب النهوض بواقع المرأة العربية لتعزيز مسيرة التطور الحضاري والانساني وتفعيل دورها من اجل تحقيق السلام ومواجهة اخطار الحروب والنزاعات في ظل التحولات الجذرية التي يشهدها العالم. وشاركت في المؤتمر الذي ينهي اعماله اليوم والذي عقد تحت شعار "المرأة العربية رؤية جديدة"، قرينات خمسة رؤساء دول ووفود من 18 دولة عربية وناشطات في مجال حقوق المرأة. المؤتمر الثاني لقمة المرأة العربية افتتح امس في العاصمة الأردنية، بكلمات عرضت مشاكل المرأة في مرآة المسؤولين، مع التشديد على الوضع المأسوي للمرأة الفلسطينية تحت الاحتلال وللمرأة العراقية تحت الحصار. وتحدثت في الافتتاح رئيسة القمة الثانية الملكة رانيا العبدالله، والأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى، ورئيسة القمة الأولى السيدة سوزان مبارك، واللبنانية الأولى اندريه لحود التي نقلت رسالة الرئيس اميل لحود رئيس القمة العربية. وكانت كلمات من الأميرة المغربية للا مريم والسيدة السودانية الأولى فاطمة البشير والنائب اللبنانية بهية الحريري والأمين العام للمجلس القومي للمرأة في مصر فرخنده حسن. وشدد المتحدثون على دعم نساء فلسطين والعراق، والحديث عن دور المرأة المهمش وأهمية اشراكها في عملية التنمية، وضرورة تكاتف الجهود العربية لاتباع استراتيجية واحدة تطور وضع المرأة، وتأكيد أهمية ارتكاز الدول العربية على تراثها والدين الإسلامي. وفيما أكدت السيدة مبارك رئيسة القمة الأولى على ضرورة مشاركة المرأة في تعميم ثقافة السلام، وحددت انه السلام العادل، ودانت التيارات المتشددة التي تحارب تقدم المرأة، تحدثت السيدة البشير عن "قانون السلام الأميركي المتسلط على شعب السودان"، ولفتت الى ما تعانيه القارة الأفريقية من ويلات الحروب والتخلف والمجاعات والأمراض، واعتبرت ان العولمة تفرض تحدياً و"تمثل تهديداً ضد قيمنا وتراثنا". وقالت الملكة رانيا "ان العالم يرانا بالوجه الذي تحدث عنه تقرير التنمية البشرية وجاء فيه ان المرأة العربية لا تزال على هامش الفعاليات المجتمعية، وبخاصة الاقتصادية منها والفكرية والقيادية". وتحدثت عن أهمية امتلاك المرأة أدوات العصر، لافتة الى ان 4 في المئة فقط من مستخدمي الانترنت في العالم العربي من النساء. وشددت على ان حملة "الأردن أولاً" لا تعني تخلي الأردن عن التزامه القومي، بل هي مبادرة لتحسين ظروف الأردنيين. وفي حين قالت للا مريم "ان المملكة المغربية جعلت خوض المرأة معركة التنمية والتقدم هدفاً رئيساً لها"، نقلت السيدة لحود تحية الى "كل امرأة عربية تناضل من أجل كرامة أختها، وأخص بالتحية المرأة الفلسطينية الصامدة في وجه الاحتلال الاسرائيلي واعتداءاته الاجرامية، والمرأة العراقية التي يزيدها الحصار المضروب على أهلها وأبنائها صلابة في النضال". وكان عمرو موسى الأكثر جرأة في طرحه، فلفت الى ضرورة اللحاق بقطار التطور العلمي، وأشار أيضاً الى ما ورد في تقرير التنمية البشرية العربية للعام 2002، إذ تبين ان وضع المرأة في المجتمع العربي هو أحد النواقص الثلاثة التي تثقل كاهل التنمية في المنطقة العربية، وشدد على ان الخوف من أن يؤثر التطور العلمي العالمي على ثقافتنا فنغلب على أمرنا، يعكس مركب نقص وشعوراً بالضعف يجب ان نتخلى عنه. جلسة الافتتاح لم تكن بالطبع المكان المناسب لمناقشة الانجازات في تطوير وضع المرأة والتأكد من فاعليتها، لكن المتحدثين قالوا ان خطوات كبيرة حققت منذ القمة الأولى. وان منظمة المرأة العربية التي أعلن أمس رسمياً عن تأسيسها ستعمل في اطار جامعة الدول العربية وستكون الإطار المؤسساتي الأنسب لتطوير وضع المرأة العربية. ومن المقرر ان يتبنى المؤتمر "استراتيجية للنهوض بالمرأة العربية" في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والقانونية والصحية، تتحقق عن طريق آليات عدة من أبرزها انشاء "منظمة المرأة العربية" والدعوة الى تصحيح الصورة الاعلامية عن المرأة العربية وتطوير التشريعات التي من شأنها ان تمكنها من الوقوف على قدم المساواة مع الرجل. كذلك يتوقع ان يصدر عن القمة "بيان عمان" الذي سيؤكد ما سببته اعتداءات الحادي عشر من ايلول سبتمبر من آثار سلبية على صورة المرأة العربية والمسلمة، وسيشدد على حق الشعب الفلسطيني في مقاومة الاحتلال الاسرائيلي، وسيدعو الى انشاء "صندوق عربي لدعم المرأة الفلسطينية". وكان المؤتمر مناسبة لتعلن الملكة رانيا، في ختام الجلسة الافتتاحية تعديلات لمصلحة المرأة في القوانين الأردنية المتعلقة بالجوازات والجنسية والتقاعد المدني، معتبرة أن التعديلات الجديدة "جاءت لتعطي المرأة الاردنية حقها في المساواة التي كفلها لها الدستور الاردني". وأفاد مصدر اردني ان التعديلات الجديدة تعطي المرأة الاردنية المتزوجة من غير اردني الحق في ان يكتسب ابناؤها الجنسية الاردنية. وكان هذا الحق مقصوراً حتى الآن على الرجال الأردنيين، وتعطيها أيضاً الحق في الحصول على جواز سفر من دون اذن سابق من الزوج كما كانت الحال سابقاً. ومنحت التعديلات الاردنيات اللواتي يبلغن سن التقاعد الحق في الجمع بين معاشهن ومعاش ازواجهن المتوفين. وكان عليهن في السابق ان يخترن بين أحد المعاشين. يذكر أن الملك عبدالله وافق على تعديل يمنح الاردنية المتزوجة الحق في "خلع" زوجها في مقابل تنازلها عن حقوقها المالية.