رأى الرئيس الاميركي جورج بوش أول أمس الجمعة في موافقة بغداد على الاتفاق الامني بين الحكومتين الاميركية والعراقية اشارة تقدم تحقق في بلد وصل فيه الالتزام العسكري الاميركي الى "نهاية مكللة بالنجاح". وفي كلمة القاها في واشنطن، دافع بوش بشراسة عن سياسته المثيرة للجدل في المنطقة خلال سنوات حكمه الثماني كما دافع مجددا عن حرب العراق. وقال "عندما سقط نظام صدام حسين رفضنا ان نقيم مكانه رجلا قويا يكون مؤيدا لنا. وبالرغم من التضحيات الجسام التي قدمناها بقينا الى جانب العراقيين عندما انتخبوا قادتهم وبنوا ديموقراطية فتية". وتطرق بوش الى القرار المثير للجدل بارسال 30الف جندي اضافي الى العراق مطلع 2007واشار الى النجاح الذي تحقق بشكل عام في تحسن الظروف الامنية. واضاف "بالامس، اقرت الحكومة الديموقراطية في العراق مستفيدة مما تحقق بفضل هذه الجهود، اتفاقيتين مع الولاياتالمتحدة تتعلقان بعلاقاتنا الدبلوماسية والاقتصادية وعلاقاتنا الامنية وترسمان اطار انسحاب القوات الاميركية عندما تتكلل نهاية المعركة في العراق بالنجاح". وقال بوش ايضا "كما هو الحال في كل مؤسسة كبرى" لم تصل الجهود الاميركية في الشرق الاوسط خلال ثماني سنوات من الرئاسة "دائما الى النتيجة التي كنا نتوخاها". واضاف "في العراق مثلا، استمرت المعركة اطول مما كنا نتوقع وكانت التكاليف اكبر من المتوقع ايضا". ولكنه اشار الى ان العراق يقدم حاليا للشرق الاوسط "مثالا مؤثرا لبلد معتدل ومزدهر وحر". كما اعتبر الرئيس الاميركي بوش السبت ان الوضع المستقبلي للوجود العسكري الاميركي في العراق يشكل فرصة مصالحة في الولاياتالمتحدة حول حرب بات الاميركيون "على وشك الانتصار فيها". وقال "في وقت تدخل فيه اميركا مرحلة جديدة في علاقاتها مع العراق، امامنا هنا فرصة تبني مقاربة جديدة". واضاف "شهدنا خلافات مشروعة حول القرار الاولي بالاطاحة بصدام حسين ثم حول كيفية ادارة الحرب". وتابع بوش انه في ضوء التقدم الذي احرز في العراق، "على الاميركيين ان يتمكنوا من التفاهم على ان المصلحة الاستراتيجية والمعنوية للبلاد تقضي بدعم عراق حر وديموقراطي بات يرى النور في قلب الشرق الاوسط". ونبه الى ان "الحرب في العراق لم تنته بعد، ولكن بفضل هذه الاتفاقات وشجاعة رجالنا ونسائنا في العراق، فاننا على وشك الانتصار فيها". واكد ان الاتفاقين "يجعلان المكتسبات الديموقراطية للعراق اكثر صلابة ويعززان سيادته ويضعان علاقاته مع الولاياتالمتحدة على اسس صلبة". وشدد بوش الذي رفض طويلا تحديد موعد لانسحاب القوات الاميركية، على انسحاب "كل القوات الاميركية من العراق بحلول نهاية العام 2011".