رفض الرئيس الامريكي جورج بوش الاحد الحديث عن اي «انهزامية» في العراق مؤكداً ان الولاياتالمتحدة «تكسب الحرب» رغم ان «تضحيات» ما زالت تنتظر الامريكيين.واشار بوش في خطابه الى الامة، الاول الذي يلقيه من المكتب البيضاوي منذ اعلان اجتياح العراق في آذار - مارس 2003، الى احتمال خفض عدد القوات في العراق تدريجياً. لكنه اكد ان الامريكيين سيبقون في العراق الى حين تحقيق «النصر».وقال الرئيس الامريكي الذي يواجه تراجعاً في تأييد الرأي العام له، في خطاب استغرق 20 دقيقة حاول خلاله الاخذ بالانتقادات لاستراتيجيته «ليس فقط بامكاننا كسب الحرب وانما نحن نكسبها». واضاف ان «البعض يقولون انه تمت خسارة الحرب وانها لا تستحق ان ننفق عليها سنتا اضافيا ولا ان نخصص لها يوما اضافيا» قائلا «لكنني لا اعتقد ذلك».وتابع الرئيس الامريكي ان «الانهزامية قد يكون لها اهداف حزبية لكن لا تبررها الوقائع».وتذرع بوش بضرورات محاربة الارهاب لدعوة مواطنيه الراغبين في عودة الجنود البالغ عددهم 160 الفا في العراق الى البلاد، الى «التحلي بالصبر في هذه القضية الصعبة والنبيلة والضرورية».وقال «لدينا المزيد من المشقات والتضحيات امامنا» معتمدا لهجة اكثر واقعية كما فعل في خطاباته السابقة منذ ان وصل مستوى شعبيته الى ادنى مستوى له في استطلاعات الرأي التي اجريت في تشرين الثاني - نوفمبر.وتابع الرئيس «اعلم ان بعض قرارتي قاد الى خسائر رهيبة (...) واعلم ان هذه الحرب مثيرة للجدل». واقر بان «المهمة اصعب مما كنا نتوقع» وان قسما كبيرا من المعلومات حول الترسانة غير التقليدية لدى صدام حسين «تبين انها خاطئة».كما اقر بان الانتخابات التشريعية التي جرت في العراق الخميس «لا تعني انتهاء العنف».وقال متوجها لمنتقديه «لقد سمعت معارضتكم (...) لكن ليس امام بلادنا سوى خيارين: اما النصر او الهزيمة». واشار الى «مسؤوليته» كرئيس يفترض به ان يتخذ قرارات مؤلمة. واكد على «التقدم المستمر» الذي يحرز في الحرب ضد الارهابيين. واعتبر الرئيس الامريكي ان الانتخابات التشريعية التي جرت الخميس في العراق تشير الى «بداية امر جديد: ديموقراطية دستورية في وسط الشرق الاوسط».وشدد مرة جديدة على ضرورة انبثاق، مع العراق، حليف آمن ضد الارهاب ونموذج ديموقراطي «في منطقة حيوية».ورغم مقتل 2156 جنديا امريكيا في العراق منذ اذار - مارس 2003 رفض بوش الانسحاب بشكل مبكر لكنه اشار الى احتمال خفض تدريجي للقوات.وقال حين يتمكن الجيش العراقي من تولي مهامه وتحرز العملية الديموقراطية تقدما «ستتطلب مهمتنا عددا اقل من الجنود الامريكيين». لكنه رفض مرة جديدة وضع «جداول زمنية مصطنعة».واضاف «من المهم ان يفهم كل امريكي عواقب الانسحاب من العراق قبل انجاز العمل». ورأى الرئيس الامريكي ان الانسحاب المبكر يعني ان «نتخلى عن اصدقائنا العراقيين وان نقول للعالم انه لا يمكن الوثوق بكلمة امريكا».واضاف «سنضع العراق بين ايدي اعداء تعهدوا بمهاجمتنا، وذلك سيشجع الحركة الارهابية العالمية وسيجعلها اخطر من اي وقت مضى». وخلص الرئيس الى القول ان «الانسحاب قبل تحقيق النصر سيكون عملاً متهوراً ومهيناً، ولن اسمح بذلك».