في ما يأتي نص كلمة رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية محمود عباس ابو مازن في قمة شرم الشيخ الرباعية: "سيادة الرئيس محمد حسني مبارك، جلالة الملك عبدالله الثاني، السيد رئيس الوزراء ارييل شارون، أيها السادة: أود في البداية أن اعبر عن الشكر والتقدير للرئيس مبارك ولجمهورية مصر العربية لاستضافة هذا اللقاء استمراراً للدور المصري الفاعل في رعاية عملية السلام في منطقتنا، كما أشكر جلالة الملك عبدالله لجهوده وجهود المملكة الاردنية الهاشمية في هذا المجال وأود تهنئة جلالة الملك والملكة رانيا بالمولود الجديد الأمير هاشم وكذلك بعيد ميلاده. اتفقنا ورئيس الوزراء ارييل شارون على وقف كل اعمال العنف ضد الاسرائيليين والفلسطينيين اينما كانوا. ان الهدوء الذي ستشهده اراضينا ابتداء من اليوم هو بداية لحقبة جديدة، بداية للسلام والأمل، وما أعلناه اليوم بجانب انه يمثل تنفيذاً لأول بنود خريطة الطريق التي اسستها اللجنة الرباعية هو ايضاً خطوة اساسية مهمة توفر فرصة جديدة كي تستعيد عملية السلام مسارها وزخمها وكي يستعيد الشعبان الفلسطيني والإسرائيلي الأمل والثقة في إمكان تحقيق السلام. وأحسب أننا ندرك جميعا مسؤولياتنا الكبيرة والمشتركة لتعزيز هذه الفرصة وتطويرها. ان ذلك يكون بالسعي السريع لاستعادة روح الشراكة في السلام وفي المستقبل وتكريس التبادلية والاقلاع عن الخطوات الاحادية الجانب. ويترتب علينا ابتداء من اللحظة ان نعمل لحماية ما اعلناه بتوفير الآليات الملائمة لضمان التنفيذ. ما اتقفنا عليه اليوم هو مجرد بداية لعملية جسر الهوة والخلافات بيننا. نختلف على أمور عدة وربما فيها المستوطنات والافراج عن الاسرى والجدار واغلاق مؤسسات القدس ضمن مواضيع اخرى. لن نتمكن اليوم من حل هذه المواضيع بأكملها ولكن مواقفنا منها تبقى واضحة ثابتة. إن تكثيف جهودنا لتنفيذ الاستحقاقات سيقودنا الى التزام آخر من التزامات خارطة الطريق، الا وهو استئناف مفاوضات الوضع النهائي بهدف انهاء الاحتلال الاسرائيلي الذي بدأ العام 67 للاراضي الفلسطينية وحل جميع قضايا الوضع النهائي وهي القدس واللاجئون والحدود والمستوطنات وغيرها من القضايا المحفوظة لمفاوضات الوضع النهائي وذلك حسب المرجعيات المذكورة في خريطة الطريق. السيد الرئيس، جلالة الملك، السيد رئيس الوزراء: قبل أقل من شهر توجه الشعب الفلسطيني الى صناديق الاقتراع في الانتخابات الرئاسية التي عقدت بعد رحيل الرئيس ياسر عرفات. وفي ممارسته الديموقراطية المشهودة فإن الشعب الفلسطيني حدد من خلال هذه الانتخابات تأكيد تمسكه بخيار السلام العادل السلام الذي يضع خاتمة أخيرة لعقود من الحروب والعنف والاحتلال، السلام الذي يعني قيام دولة فلسطينية أو دولة فلسطين الديموقراطية المستقلة الى جانب دولة اسرائيل حسبما جاء في خريطة الطريق. إنني هنا في مدينة شرم الشيخ، مدينة السلام، أجدد باسم منظمة التحرير الفلسطينية والسلطة الوطنية الفلسطينية تمسكنا بمرجعية عملية السلام وقرارات الشرعية الدولية والاتفاقات الموقعة بين منظمة التحرير الفلسطينية وبين حكومة إسرائيل وبخطة خارطة الطريق. وأؤكد حرصنا على احترام جميع التزاماتنا وتنفيذ كامل استحقاقاتنا ولا ندخر أي جهد مستطاع لحماية الفرصة الوليدة للسلام التي يوفرها ما أعلن عنه هنا اليوم. إننا نأمل من اشقائنا في جمهورية مصر العربية والمملكة الاردنية الهاشمية مواصلة جهودهم الطيبة، وكذلك فإننا ننتظر أن تتولى اللجنة الرباعية الدولية مهماتها لضمان تحقيق تقدم متسارع على المسار الفلسطيني - الاسرائيلي مع السعي لبذل الجهود لاحياء عملية السلام على المسارين السوري واللبناني. لقد آن الأوان كي يسترد الشعب الفلسطيني حريته واستقلاله وآن الآوان أن تنتهي عقود طويلة من المعاناة والعذابات، وآن الأوان أن ينعم شعبنا بالسلام وبالحق في عيش حياة عادية كبقية شعوب العالم تحت سيادة القانون، تحت سلطة واحدة وسلاح واحد وتعددية سياسية. إننا نتطلع اليوم لحلول هذا اليوم في اقرب وقت كي تحل لغة الحوار محل لغة الرصاص والمدفع، وكي يحل فيه التعايش وحسن الجوار بدل الجدار وكي نقدم لابنائنا وأحفادنا من فلسطينيين وإسرائيليين غداً مختلفاً واعداً. ها هي فرصة جديدة للسلام تولد اليوم في مدينة السلام فلنتعاهد جميعاً على حمايتها حتى تصبح أمنية السلام حقيقة واقعاً يومياً في هذا الملتقى. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته".