أكدت القاهرة أنها ستعيد السفير المصري إلى إسرائيل قريباً جداً بناء على ما تم التوصل إليه من"تفاهمات"في قمة شرم الشيخ الرباعية أول من أمس. وقال وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط إن مسألة عودة السفير المصري إلى إسرائيل هي مسألة وقت. وتتناول التكهنات في القاهرة حالياً ثلاثة اسماء على رأسها محمد بسيوني السفير السابق في إسرائيل، وسفير مصر الحالي في ألمانيا محمد العرابي، وسفير مصر الحالي في السودان محمد عاصم. وعلمت"الحياة"أن حظوظ بسيوني الذي خدم في تل أبيب 20 عاماً، ارتفعت، وهو ما سيعلن عنه وشيكاً. وكانت مصر سحبت بسيوني في تشرين الأول أكتوبر عام 2001 احتجاجاً على الاستخدام المفرط للقوة ضد الانتفاضة من جانب الجيش الإسرائيلي. وكان أبو الغيط قال ان مهمة السفير المصري العائد إلى تل أبيب هي العمل من أجل خدمة مصالح بلده والحفاظ على أوضاع معينة في ما يتعلق بعلاقة مصر بإسرائيل. وأكد في مؤتمر صحافي مع نظيرته السويسرية ميشلين كالمي ري أن قمة شرم الشيخ الرباعية خطوة جيدة، وأن السلام هو الرابح الأكبر في هذه القمة. يذكر أن سويسرا مكلفة من جانب الجمعية العامة للأمم المتحدة إعادة عقد اجتماع للدول الموقعة على اتفاقية جنيف الرابعة في شأن تأثير الجدار الفاصل الذي تبنيه اسرائيل في الأراضي المحتلة على الظروف الإنسانية والحياة الطبيعية للشعب الفلسطيني. وسئل أبو الغيط عن"ضمانات"لتنفيذ التزامات الأطراف في قمة شرم الشيخ، فأجاب أنه ليست هناك ضمانات مكتوبة، لكن الأطراف أعلنت هذه الالتزامات بشكل علني الجانبان الفلسطيني والإسرائيلي، مشيراً إلى أن الولاياتالمتحدة على لسان وزير خارجيتها كوندوليزا رايس أكدت التزام بلادها الدفع في اتجاه تنفيذ هذه الالتزامات وتأمين التزام الأطراف بها. وأوضح أن مصر ستبعث برسائل شفوية لوزراء خارجية المجموعة الرباعية والأمين العام للأمم المتحدة عن نتائج قمة شرم الشيخ. وأعرب عن اعتقاده بأن المجتمع الدولي كله سيراقب مدى تنفيذ الالتزامات، وقال:"وصلنا الآن إلى مرحلة يحدث فيها تحول بعد أربع سنوات من الصدام المسلح بين الجانبين وتوقف عملية المفاوضات وكل شيء تقريباً". وتحدث عن مراحل مهمة بدأت في شرم الشيخ باتفاق وقف العمليات العسكرية بشكل متبادل وبكل أشكالها، تتلوه إجراءات تعود بنا إلى الوضع الذي كان قائماً يوم 28 أيلول سبتمبر عام الفين قبل الانتفاضة وانسحاب إسرائيل كاملاً من غزة، وإنهاء الوجود العسكري والاستيطاني فيها بالكامل، والانسحاب من بعض المستوطنات شمال الضفة الغربية كمرحلة ثانية، ثم البدء في تنفيذ"خريطة الطريق"في المرحلة الثالثة. ولفت أبو الغيط إلى"إمكان حدوث مصاعب أمام هذه الخطوات، لكن بالتصميم يمكن تجاوزها". ورفض تأكيد ما تردد من توقيعه ونظيره الإسرائيلي اليوم على"اتفاق"لنشر قوة من حرس الحدود المصري عند معبر صلاح الدين، كما رفض التحليلات الذاهبة إلى أن قمة شرم الشيخ ركزت على الجانب الأمني من دون السياسي، وأن إسرائيل هي الرابح الأكبر من هذه القمة. وقال إن مكسب القمة هو في رفع المعاناة عن الشعب الفلسطيني وإتاحة الفرصة له لالتقاط أنفاسه ووضع نفسه على طريق التنمية والاستقرار واستعادة الحقوق وظهور الدولة. وأشار إلى حديث شارون أمام القمة عن دولة فلسطينية تعيش إلى جوار إسرائيل، وقال إن بزوغ الدولة الفلسطينية أصبح أمراً قريب المنال. وعن إمكان تعطيل الفصائل لالتزامات السلطة الفلسطينية في قمة شرم الشيخ بوقف إطلاق النار ضد الإسرائيليين في كل مكان، قال أبو الغيط إن الرئيس محمود عباس أبو مازن سيواصل مشاوراته مع قادة الفصائل، وأن مصر ستدعو قادة الفصائل في أقرب فرصة للتشاور في شأن التوافق على الحد الأدنى الفلسطيني. وأعرب عن اعتقاده بأن الفصائل لم ترفض التفاهمات الجديدة، لكنها تريد أن تعرف من القيادة الفلسطينية ما تم الاتفاق عليه في شرم الشيخ. وأشار أبو الغيط إلى أن الرئيس حسني مبارك تحدث مع شارون خلال اجتماعهما على هامش القمة الرباعية عن إطلاق حوار سوري - إسرائيلي وأن شارون طرح أفكاراً معينة. وتوقع أبو الغيط أن يتحرك المسار السوري واللبناني، لكن في التوقيت المناسب.