سمحت السلطات البريطانية لفريق من العلماء والباحثين، كانوا وراء تجربة استنساخ النعجة الشهيرة"دوللي"، باستنساخ أجنة لصالح الابحاث الطبية. وسيتولى البروفسور ايان ويلموت، المعروف بأنه"الاب الروحي"للنعجة، وفريقه العلمي في"كينغز كوليدج"، التابعة لجامعة لندن، اجراء الابحاث على الأجنة المستنسخة لدرس تأثير خلاياها في تطور المرض المعروف باسم مرض"العصب الحركي". وهذه هي المرة الثانية التي تسمح بها الهيئة البريطانية المسؤولة عن تنظيم اخلاقيات علم الاحياء باستنساخ اجنة بشرية لاغراض علاجية. وكانت الاولى في 11 آب اغسطس 2002 بعدما صدر قانون في هذا الشأن في شباط فبراير من العام نفسه. ومع ان جمعيات عدة في بريطانيا"تدين"استنساخ الاجنة او العبث بها وتصفها بأنها"غير اخلاقية وقد تمهد الطريق لاحقاً لاستنساخ انسان"إلا ان البروفسور ويلموت قال صباح امس"انها المرة الاولى التي ستتم فيها الدراسة تفصيلاً وباسلوب غير مسبوق". وسيعمد العلماء والباحثون الى استنساخ اجنة من خلايا اشخاص مصابين بمرض"العصب الحركي"على امل اكتشاف علاج يوقف تطور المرض وايجاد الدواء اللازم لذلك. وفي بريطانيا ما يصل الى خمسة آلاف مُصاب. وغالباً ما يموت المريض بعد ظهور اصابته بنحو 14 شهراً. وعادة ما تظهر دلائل المرض عبر تعطل حركة عضلات الوجه والحلق ما يجعل المريض يجد صعوبة في الكلام والبلع. وكان البروفسور قاد فريق بحث ساعد في استنساخ النعجة"دوللي"عام 1996 كأول حيوان ثديي يُستنسخ من خلية حيوان يافع. وقال البروفسور روجر بيديرسون من جامعة كمبريدج البريطانية امس"انها تطورات مذهلة ومثيرة وستسمح التجارب الجديدة بدراسة المرض وتطوره ومراحله ما يسمح بايجاد علاج له". ووصف الادعاءات بأن الدراسات الجديدة قد تؤدي الى استنساخ انسان بشري بأنها"هراء"وقال:"هناك ضوابط وقوانين وافية تمنع بشدة درس الاجنة المستنسخة في رحم اي امرأة". لكن الدكتور دونالد بروس من الكنيسة الاسكتلندية قال:"ليس للعلم حدود... ويمكن ان تتطور الدراسات سراً في المستقبل". يُشار الى ان العام الماضي شهد اعلان شركة"جينيتك سيفينجس اند كلون"في كاليفورنيا أنها نجحت في استنساخ أول قط في العالم دعته"ليتل نيكي"وباعته لامرأة من تكساس مقابل 50 ألف دولار. والهر المستنسخ طابق في التركيب الوراثي القط"نيكي"17 عاماً وظلت المرأة تربيه حتى موته في أيلول سبتمبر 2004. وانتقدت جمعية"هيومين سوسايتي"وغيرها من جماعات الرفق بالحيوان استنساخ الحيوانات المدللة بسبب"ما يمثل خطراً محتملاً على الحيوانات المستنسخة كما أنه يمثل اهداراً للمال في وقت لم يستطع العالم الصناعي الاتفاق على اجراءات لمساعدة الفقراء في العالم. وأثارت قضية الاستنساخ جدلاً في أنحاء العالم وقادت الولاياتالمتحدة اتجاهاً لابرام معاهدة دولية لحظر ذلك الاجراء علاوة على منع إجراء أبحاث على الخلايا الجذعية. وتعارض الاكاديميات الوطنية في 67 دولة ومن بينها الجمعية الملكية البريطانية ذلك الاتجاه بقوة. وكان السويسريون وافقوا العام الماضي على تشريع صارم في شأن أبحاث الخلايا الجذعية يحظر استنساخ الاجنة البشرية ويضع سويسرا في مستوى دول اوروبية أخرى في هذا الشأن. ويقول مؤيدون لأبحاث الخلايا الجذعية"انها توفر الفرصة للتعرف بشكل أفضل الى أسباب الاصابة بأمراض مثل مرض باركنسون أو ألزايمر او داء السكري ومن ثم تساعد أكثر في ايجاد علاج لها". ولا تؤيد غالبية الدول العربية والاسلامية اجراء تجارب الاستنساخ.