هل يمكن استخدام الاستنساخ لانتاج نسخ عن العلماء العباقرة أو نجوم السينما المشهورين أو أبطال الرياضة العالمية؟ هذه الأحلام التي أثارتها أول عملية استنساخ غير قابلة للتحقيق في رأي العالم الذي استنسخ النعجة "دولي". فنسخة الشخص في رأي العالم البريطاني ايان ويلموت هي ليست الشخص نفسه. والاستنساخ يجرح عواطف الشخص المستنسخ الذي سيعامل باعتباره نسخة عن الأصل، وينتهك الأخلاق حين يهدف الى استخدام الأجنة المستنسخة عن الأشخاص كقطع غيار. يذكر ايان ويلموت أن سيناريو انتاج أجنة بشرية لغرض استخدام خلاياها يستفز بعض الناس لأن الجنين يمكن أن يصبح نفسا بشرية. ويدعو العالم البريطاني الى احترام آراءالناس الذين يعتقدون بأن الحياة مقدسة، لكنه يؤكد أن الجنين في هذه المرحلة ليس سوى كتلة خلايا لن تصبح كائناً متحسساً إلاّ بعد فترة طويلة من التطور، "لذلك فهي ليست أشخاصاً بعد". ويذكر الدكتور ويلموت أن انشاء مثل هذه الأجنة المخصصة لعلاج مريض بعينه مكلف جداً في الوقت الحالي، وقد يكون أقرب الى التحقيق انشاء بنوك لخلايا الأرومة البشرية التي لم تتطور بعد الى أعضاء أو تتخصص بمهام معينة في الجسم. تعزل هذه الخلايا من الأجنة في مرحلة مبكرة وتستخدم لانتاج أنسجة وأعضاء تحل محل الأنسجة التالفة أوالمريضة. استنساخ الموتى ويناقش يان ويلموت بعض الآراء التي أثارها استنساخ النعجة "دولي". ويشير الى ما ذكر من أن استنساخ شخص يموت قد يحمل العزاء لأهل الفقيد. لكن هذا يثير القلق حول سوء معاملة نسخة الشخص الذي لن يعامل كشخص كامل، وقد يخضع لقيود تفرضها توقعات عائلة الميت ل "توأم" فقيدهم. وهذه التوقعات قد تكون مضللة، لأن الشخصية البشرية لا تحددها الجينات إلاّ بصورة جزئية. والنسخة ليست هي الشخص نفسه بل قد يكون شخصاً مختلفاً كليا. فنسخة بطل الرياضة أو نجم السينما أوالعالم قد يختار مهناً اخرى بسبب فرص متوافرة له وهو في مقتبل العمر لم تتوفر لنسخته الأصلية في حياته. ويعارض الدكتور ويلموت مشاريع فتح عيادات لاستنساخ الأزواج غير القادرين على الانجاب. ويذكر أن الزوجين قد لا يعاملان الطفل المستنسخ عن أحدهما معاملة طبيعية. وينصح باتباع الطرق المعتادة المتوافرة حالياً لعلاج جميع أنواع العقم. ويرفض الاستخدامات المقترحة للاستنساخ لأنها ليست في صالح الطفل المستنسخ، ويعارض بقوة السماح بتطوير أجنة بشرية لغرض استخدام كقطع غيار في عمليات زرع الأعضاء. لكنه يؤكد أن استنساخ الخلايا المزروعة يقدم فرصاً مهمة للطب، ويستبعد صحة التوقعات المطروحة في الوقت الحالي بصدد التكنولوجيا الجديدة مشيراً الى احتمالات تغير موقف الرأي العام وحدوث تطورات علمية غير متوقعة. ويختتم أول بحث له في المجلة العلمية "ساينتفيك أميركان" بالقول: "أن الزمن هو الذي سيقرر. لكن لدى الباحثين الطبيين الذين يختبرون امكانات الاستنساخ أجندة ممتلئة".