قالت مصادر متطابقة الى"الحياة"ان محادثات وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط في دمشق امس اظهرت"تطابقا سورياً - مصرياً ازاء القلق من تقسيم العراق"وارتياحاً سورياً لمحاولات القاهرة اقناع الادارة الاميركية بأهمية"استثمار مبادرات"دمشق وتطوير"القوة الدافعة"لتشمل المسار السوري بعد انعقاد قمة شرم الشيخ غدا. وكان وزير الخارجية المصري اجرى امس محادثات مع الرئيس بشار الاسد ووزير الخارجية فاروق الشرع قبل انعقاد القمة الرباعية في شرم الشيخ وسفره الى واشنطن منتصف الشهر الجاري وانعقاد مؤتمر وزراء خارجية الدول الثماني ودول الجوار في شأن دعم العملية السياسية في العراق. وقال ناطق رئاسي سوري ان ابو الغيط نقل"رسالة"من الرئيس حسني مبارك الى الاسد"تتعلق بالجهود المبذولة لوضع حد لمعاناة الشعب الفلسطيني في الأراضي المحتلة والخطوات التي من شأنها أن تساعد على تعزيز الوحدة الفلسطينية والموقف في العملية السلمية"، مشيراً الى تأكيد الرئيس السوري"أهمية تحقيق السلام العادل والشامل في المنطقة واستمرار التشاور وتبادل الرأي بين الأطراف العربية المعنية بالعملية السلمية". وفيما تناول لقاء الشرع - ابو الغيط"تفاصيل"ملفي قمة شرم الشيخ والوضع في العراق، علمت"الحياة"ان التحرك المصري يهدف الى"وضع دمشق في الصورة عشية انعقاد قمة شرم الشيخ. صحيح ان سورية ليست مشاركة فيها، لكنها طرف حاضر بقوة سواء في ما يتعلق بالمسار الفلسطيني او المسار السوري. في كلا الحالين سورية حاضرة وفاعلة ومؤثرة". ويستند"حضور"دمشق في المسار الفلسطيني الى"الدور الايجابي الذي لعبته في اطلاق الحوار الفلسطيني - الفلسطيني"، اضافة الى ابلاغ مسؤولين سوريين ابو الغيط امس"الاستعداد لمواصلة الدور الايجابي بما يعزز الوحدة الوطنية الفلسطينية لأن هذا ضروري لتحقيق أي تقدم ملموس". كما يقوم"الحضور السوري"في قمة شرم الشيخ على قناعة القاهرة ب"ضرورة توسيع قوة الدفع لتشمل المسار السوري وان يكون هناك استثمار للخطوات الايجابية التي ظهرت بالدعوة الى استئناف مفاوضات السلام"، ذلك ان دمشق تعتقد ان استئناف المفاوضات يعني مواصلة عملية سياسية مستمرة من حيث توقفت، بينما يعني استئناف المفاوضات من نقطة الصفر، حسب الموقف الاسرائيلي، بدء عملية جديدة"، ما يعني ان سورية"لا تضع شروطاً بل تريد البناء على ما تحقق في المفاوضات السابقة ومن دون شروط مسبقة". ونوهت مصادر سورية مطلعة بالدور المصري، وقالت الى"الحياة"امس:"نأمل في ان يستطيع المصريون اقناع الولاياتالمتحدة بالاستجابة لمبادرات سورية السلمية"خلال محادثات ابو الغيط في واشنطن منتصف الشهر الجاري. وكان العراق الموضوع الثاني الذي تناولته زيارة ابو الغيط. اذ علمت"الحياة"ان سورية ستشارك في اجتماع وزراء خارجية الدول الثماني والدول المجاورة للعراق في 3 اذارمارس المقبل، وان المحادثات السورية - المصرية ترمي الى"تنسيق المواقف لخلق موقف عربي واقليمي من دول الجوار ومصر لقطع الطريق على فكرة تقسيم العراق، باعتبار ان هذا هاجس سوري - مصري"، بل ان المصادر السورية افادت ان محادثات امس اظهرت"تطابقاً مشتركاً ازاء القلق من التقسيم". واتفق الطرفان السوري والمصري على ان الانتخابات العراقية كانت"خطوة مهمة"، مع ضرورة تأكيد الطرفين على"وجوب توسيع المشاركة السياسية في المرحلة المقبلة، خصوصاً من السنة في العملية السياسية المتعلقة بصوغ الدستور". وقال ابو الغيط عقب عودته الى مصر، إنه نقل رسالة من مبارك إلى الأسد تشرح دوافع مصر واستعداداتها لقمة شرم الشيخ، مضيفا انه حمل ردا عليها يتضمن الرؤية السورية لسبل التحرك على المسار السوري - الإسرائيلي، وكذلك ترحيب دمشق بقمة شرم الشيخ. وكان بيان الرئاسة المصرية الذي دعا الى القمة الرباعية أشار إلى إمكان بحث استئناف المفاوضات على المسار السوري. وأكد أن هناك رغبة سورية في دفع الحوار مع إسرائيل واستئناف المفاوضات وتحريك المسار السوري، مشيراً الى أن ردود الفعل الاسرائيلية ستكون لها فعالياتها ومحوريتها في هذا الصدد. وأعرب عن قناعته بوجود إطار ومناخ عام لعملية السلام، مؤكداً أن"المناخ العام أصبح الآن مواتياً لدفع عملية السلام"، و"هناك اهتمام من الولاياتالمتحدة في دفع عملية السلام من خلال زيارة كوندوليزا رايس. وأعرب عن أمله في أن تطلق القمة المسار الفلسطيني - الإسرائيلي بكل مراحله، مشيراً الى أن المسألة هي وقف إطلاق النار وتهيئة المناخ لتحسين الأجواء بين الطرفين واستعادة الثقة بإجراءات سيتفق عليها بين الطرفين بمساعدة مصرية وأردنية أيضاً، وأن هذا المناخ سيهيئ لبدء الاتفاق على الانسحاب الاسرائيلي من غزة وبعض المستوطنات في الضفة الغربية في إطار"خريطة الطريق". وعما اذا كانت هناك ضمانات باتخاذ إسرائيل إجراءات متبادلة مع الفلسطينيين لبناء الثقة، قال أبو الغيط إن الأمر يتوقف على نتائج القمة.