بدأت ايطاليا اتصالات من اجل اطلاق سراح الصحافية جوليانا سغرينا التي تعمل لصحيفة"إل مانيفستو"اليسارية، وخطفت اول من امس في بغداد، وذلك بعد ساعات على اعلان جهة تطلق على نفسها اسم"تنظيم الجهاد الاسلامي"في بيان بث على أحد المواقع الاسلامية على الانترنت مسؤوليتها عن الخطف وإمهالها الحكومة الايطالية 72 ساعة لسحب قواتها من العراق في مقابل الافراج عنها. وأعرب وزير الداخلية الايطالي جوزيبي بيسانو امس، عن أمله بأن"يكون خطف سغرينا سياسياً وليس بهدف الابتزاز لأنه سيكون في الحال الثانية أكثر تعقيداً، اما اذا كان سياسياً فسيكتشفون ان الصحافية ممن يدعمون قضاياهم، والصحيفة التي تعمل فيها سغرينا تعارض الغزو الاميركي للعراق وتوجه انتقادات دائمة لسياسة الولاياتالمتحدة". وكان رئيس الوزراء الايطالي سيلفيو بيرلوسكوني اعلن"أن مفاوضات بدأت في محاولة للتوصل الى الافراج عن سغرينا"، وقال خلال اجتماع للمجلس الوطني لحزبه ان"المشاورات بدأت". وعبر عن أمله بأن يكون خطف الصحافية يندرج"في سياق سياسي، وان يكون من الممكن التوصل الى حل بسرعة"، مضيفاً ان"كل ما يمكن فعله بدأ". وذكرت صحيفة"كورييري دي لا سيرا"الايطالية أن برلسكوني أشار إلى أن نية الحكومة الايطالية تتجه للسعي نحو تأمين إطلاق سراح سغرينا. وقالت الصحافية باربرة شوفيلي زميلة سغرينا والتي تعمل لحساب محطة اذاعية انها كانت تلقت اتصالاً من هاتف سغرينا النقال وسمعت موسيقى عربية لكن أحداً لم يجب على المكالمة. وكانت شوفيلي آخر من تحدث الى سغرينا عندما تم خطفها. مشيرة الى ان جوليانا"كانت شريكتي في الغرفة، هاتفتني قبل ساعة عندما كانوا يحاولون اخذها بعيداً. سمعت صوت طلقات... بدأت أصرخ جوليانا... جوليانا ولكنها لم ترد". وخطفت سغرينا 56 عاماً بعد 15 دقيقة فقط من اتصالها بصحيفة"إل مانيفستو"، وجاء خطفها بعد شهر بالضبط من اختفاء الصحافية الفرنسية فلورانس اوبينا في بغداد والتي يعتقد انها خطفت. ويشكل خطف سغرينا آخر عملية تستهدف ايطاليا في العراق بعد سلسلة من عمليات الخطف والقتل التي طاولت جنوداً ومدنيين ايطاليين منذ انتشار القوات الايطالية هناك. وتواصل الحكومة الفرنسية مساعيها لمعرفة مصير أوبينا. وكان وزير الخارجية ميشال بارنييه اعلن لدى لقائه مندوبين عن صحيفة"ليبراسيون"انه"لم يفقد الأمل"في العثور عليها وعلى مرافقها حسين حنون السعدي الذي اختفى معها. وقال بارنييه الذي اوضحت الصحيفة انه اراد ان يكون"واثقاً وحذراً في الوقت نفسه"، ان"المؤشرات ومقارنة المعلومات الجديدة المتوافرة، تتيح لنا الا نفقد الأمل". واضاف"نحن في وضع مختلف جداً عن وضع كريستيان شينو وجورج مالبرونو الصحافيين اللذين خطفا ثم اطلقا فظروف واسباب اختفائهما لا تقارن"بما حصل مع أوبينا. وقالت الصحيفة في هذا الصدد"يمكننا الاعتقاد ان لدى السلطات الفرنسية التي لم تفقد الامل، مؤشرات وتقويماً للمسألة لا تريد الكشف عنهما". وخلصت الى القول ان"فرضية حصول عملية خطف حقيرة للحصول على فدية، تبدو الأكثر احتمالاً حتى اليوم".