في خطوة تنذر بانقسامات حادة في ظل الاشتباك السياسي المفتوح، باشر الموالون في لبنان تجميع صفوفهم في اوسع تحرك للضغط على المعارضة منذ اندلاع الازمة السياسية في البلاد في شهر ايلول سبتمبر الماضي، فدعا رئيس المجلس النيابي نبيه بري الى لقاء موسع بعد غد الاثنين يشارك فيه رئيس الحكومة عمر كرامي وعدد كبير من الوزراء ورؤساء الكتل النيابية وقادة احزاب وشخصيات سياسية. وكان كرامي هاجم المعارضة امس ودافع عن سورية التي دخلت الى لبنان بناء على طلب الحكومة اللبنانية. وقال:"نراهم يسيرون وفق مخططات اسرائيل وأميركا... وان تاريخهم في الحكم أسود". كما صدر بيان عن حزب البعث في لبنان هاجم رئيس"اللقاء النيابي الديموقراطي"وليد جنبلاط وانتقد تصريحات البطريرك الماروني نصرالله صفير وبيان المطارنة الموارنة. كما اتهم جنبلاط بقتل مئات المسيحيين في الجبل رداً على اتهام جنبلاط البعث بقتل والده. وقالت مصادر مطلعة على تحرك بري ان تصعيد المعارضة"وخرقها اتفاق الطائف دفعا بري للدعوة الى اجتماع موسع للموالاة لاصدار بيان شامل". ولفتت مصادر نيابية الى ان الوضع اللبناني"يتجه الى المجهول لا سيما ان بعض ابرز رموز المعارضة في اشارة الى جنبلاط يعتقدون ان مناوئيهم غير قادرين على الرد على مواقفها المخالفة لموقف اكثرية اللبنانيين". وأوضحت ان الموالاة"ستضغط لضبط الفلتان ولتمرير رسالة بأن البلد ليس مع المعارضة وان الاخيرة غير قادرة على الامساك بزمام المبادرة حتى لو تجاوزت الحدود وراحت تتصرف وكأننا ضعفاء وان الاجواء الخارجية مواتية للتمادي في حشر سورية والانقلاب على دورها في لبنان". واعتبرت المصادر ان"القيادة السورية اظهرت انفتاحاً على الجميع عندما اوفدت نائب وزير الخارجية وليد المعلم للقاء اطراف في المعارضة لرفضها العلاقة بها من خلال القنوات الامنية لكن كل هذه الايجابية قوبلت برد فعل سلبي وبتناغم مع القوى الدولية التي تقف وراء القرار الرقم 1559". وفي نيويورك قالت مصادر مقربة من مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة لتنفيذ القرار الرقم 1559، تيري رود لارسن، ان زيارته لدمشقوبيروت التي تبدأ غداً الاحد، تمثل"جولة استطلاعية"في اطار التهيئة لتقرير الامين العام الى مجلس الامن في نيسان ابريل، وانه سيقوم ب"جولة تقصي الحقائق لاحقاً". وقالت المصادر ل"الحياة"ان لارسن، الذي زار دمشق قبل شهرين واجتمع مع الرئيس بشار الاسد، بصفته منسق عملية السلام للشرق الاوسط، يعود الى دمشق يوم الاحد ليجتمع مرة اخرى مع الرئيس السوري متأبطاً"التشجيع العظيم الذي خرج به اثناء اللقاء الاخير بينهما". وتابعت"انه يشعر بأن ايجاد الحلول المعقولة ممكن". وانه يعود الى دمشقوبيروت بصفته الجديدة كمراقب لتنفيذ القرار الرقم 1559"بناء على روح التعاون المتبادل". وأضافت المصادر ان لارسن يريد لهذه الزيارة ان تكون ذات"طابع هادئ بهدف الاستمرار في الحوار البناء". وسيجتمع لارسن في بيروت مع كبار المسؤولين من جميع القطاعات. ويجري لارسن المحادثات مع المسؤولين الفرنسيين في باريس بعد انتهاء زيارته لدمشقوبيروت ثم يتوجه الى واشنطن، بعد التوقف في نيويورك، لاجراء محادثات مع المسؤولين الاميركيين. وكلف الامين العام لارسن متابعة ومراقبة تنفيذ القرار الرقم 1559 الذي شاركت فرنسا والولايات المتحدة في صوغه وتقديمه الى مجلس الامن. ويطالب القرار"كل القوات الاجنبية المتبقية بالانسحاب من لبنان"، ويدعو الى"حل كل الميليشيات اللبنانية وغير اللبنانية ونزع سلاحها، ويؤيد سيطرة حكومة لبنان على جميع الاراضي اللبنانية".