أنهى ليل أمس المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة المكلف متابعة تنفيذ القرار 1559، تيري رود لارسن جولته الاستطلاعية في بيروت، ويتوجه اليوم الى دمشق للقاء الرئيس السوري بشار الأسد. وكان لارسن تابع لقاءاته من اجل الوصول الى آلية تطبيق القرار 1559 والتقى لهذه الغاية رئيس الجمهورية الاسبق أمين الجميل ورئيس اللقاء النيابي الديموقراطي وليد جنبلاط ورئيس حركة التجدد الديموقراطي النائب نسيب لحود ورئيس حزب الوطنيين الاحرار دوري شمعون والوزير السابق ميشال سماحة وكذلك المدير العام للأمن العام اللواء الركن جميل السيد وذلك للمرة الثانية منذ مجيئه الى بيروت ليل الاثنين الماضي. وعلمت "الحياة" من مصادر المجتمعين ان لارسن حرص على الاستماع الى آراء كبار المسؤولين في الدولة إضافة الى قوى أساسية في المعارضة حول كيفية تطبيق القرار 1559. ولم يحمل أي افكار جاهزة. وأكدت المصادر ان لارسن أبدى ارتياحه الى الأجواء التي سادت لقاءاته في بيروت وانه يعوّل على محادثاته اليوم مع الرئيس الاسد، مشيرة الى انه نصح جميع من التقاهم بعدم الدخول في مواجهة مع المجتمع الدولي وان من الأفضل للبنان وسورية التعاطي بمرونة. وقال جنبلاط بعد اجتماعه مع لارسن في حضور النائب غازي العريضي ومدير مركز الأممالمتحدة للاعلام في بيروت نجيب فريجي: "ان الذي أوصل الأمور الى هذا التوتر ? كما يقول وزير الخارجية السوري فاروق الشرع . هو قرار التمديد. فلولا قرار التمديد لما كان القرار 1559". وأضاف: "أعتقد بأن أفضل طريقة، وأنا أمثل قسماً من المعارضة، والبطريرك الماروني نصرالله بطرس صفير له رأيه ونحترم رأيه وهو رأي شرعي وديموقراطي، هي في تطبيق الطائف بحرفيته، يعني تفكيك الجهاز العسكري الاستخباراتي السوري - اللبناني". وتابع جنبلاط: "ان تطبيق الطائف بحرفيته هو أفضل مخرج للتدويل، اما الحديث السياسي مع سورية، فهنا تأتي أهمية دور نائب وزير الخارجية السوري السفير وليد المعلم، ونحن على استعداد انطلاقاً من الطائف ان نتحدث معه عن كيفية هذا المخرج، أي المخرج من التدويل". أما لحود فقال: "كان اللقاء جيداً وقد عبّرت له عن موقفي، كما عبّرت عنه لنائب وزير الخارجية السوري السفير وليد المعلم، ونحن نريد علاقة وثيقة مع سورية، ونريد ان نبني هذه العلاقة في شكل جيد وبناء، لكن هذه العلاقة حتى تكون جيدة وبناءة ووثيقة تقتضي انسحاباً سورياً كاملاً من لبنان وهو ما نطالب به". وأضاف: "أما الآلية التي نتمنى ان تعتمد في هذا الصدد فهي اعادة انتشار سوري الى منطقة البقاع، تتم قبل الانتخابات النيابية، على ان تتبع بجدول زمني تضعه حكومة اتحاد وطني تنبثق من الانتخابات". واعتبر لحود ان "هذه هي المقاربة التي تؤمن لنا الهدف الذي هو الانسحاب الكامل ولكن ضمن آليات توافق وعدم توتر بين البلدين". ونقل لحود عن لارسن قوله ان مهمته مبنية على الحوار مع لبنان وسورية وانه يعتمد على آلية واقعية في التعامل وسيحاول بجميع الوسائل الوصول الى أرضية مشتركة تؤمن حلولاً لجميع المواضيع المطروحة، أي نشر الجيش في الجنوب وسلاح المقاومة. ورداً على سؤال عن موقفه من ارسال الجيش الى الجنوب وسلاح المقاومة، قال لحود: "بحثنا في الاجتماع البند المتعلق بالعلاقات اللبنانية - السورية فقط".