"لن أذهب إلى الكوافير ولن أضع مكياجاً ولن ألبس سوى جينز وتي- شيرت"... هذه كانت شروط لاعبة كرة المضرب ياسمين عبدالله للعمل كمذيعة في التلفزيون المصري، وهذا ما جعلها مختلفة عن بقية المذيعات. درست عبدالله علم النفس في الجامعة الأميركية وتخصصت في الصحافة والإعلان، وحصلت على ماجستير في الصحافة التلفزيونية. خاضت تجربة التقديم التلفزيوني، وسرعان ما لفتت الأنظار كمذيعة متميزة ومختلفة شكلاً وموضوعاً. ولم تنس أنها لاعبة تنس في الدرجة الأولى، وهي التي حققت فيه حضوراً على مستوى دولي في أهم بطولات العالم. فقد حصدت لقب بطلة مصر لمدة 15 عاماً وإفريقيا لعامين، لذلك تمارس تدريبها للناشئين في مدرستها الخاصة لتدريب كرة المضرب. ولضيق وقتها ما بين التلفزيون والتدريب كان هذا الحوار داخل سيارتها... كيف كان تحولك من ملاعب كرة المضرب إلى التلفزيون؟ - بعد فوزي ببطولة مصر الدولية في كرة المضرب للسيدات العام 1996، تمت استضافتي في أحد البرامج الرياضية. وهناك شاهدتني مصادفة سناء منصور رئيسة القناة الفضائية المصرية آنذاك، ولا أعرف ما الذي لفت انتباهها فيّ، وأرسلت لي مخرجاً إلى نادي الجزيرة وأخبرني أنها تريد مقابلتي. ذهبت وعرضت عليّ أن أعمل مذيعة. حينها رفضت لأنني كنت طالبة، ولكنها طلبت مني إجراء اختبار أمام الكاميرا وفوجئت بها تكلمني بعد شهر وتقول لي إنها تكلمت مع وزير الإعلام ووافق بقرار استثنائي أن أعمل كمذيعة لكوني ما زلت طالبة. واعتذرت مرة أخرى ولكنها استمرت في تكرار طلبها على مدار عامين بين الحين والآخر حتى اضطررت للموافقة وقلت يبدو أنه قدري. ولكن لماذا رفضت العمل بشدة؟ - في الحقيقة، حصرت اهتماماتي في تلك الفترة برياضة كرة المضرب والدراسة الجامعية. لم أكن أرغب بالأضواء وودت العيش في هدوء. لذا طلبت من سناء منصور أن أقدم برنامجاً رياضياً لأنه مجالي فوافقت، إلا أنها بعد ذلك طلبت مني تقديم برنامج عن الأبراج خلال شهر رمضان. وانتهى مشوارك مع كرة المضرب؟ - طبعاً لا بل مستحيل فأنا كنت الأولى في هذا المجال على صعيد مصر لمدة 15 سنة متتالية، وبطلة لأفريقيا عامي 1991 و1992. احترفت كرة المضرب لسنوات عدة في الخارج ووصلت للعب في قمة البطولات العالمية ويمبلدون ورولان غاروس. كرة المضرب تعيش في دمي، وأنا ما زلت أعمل مدربة حتى الآن في المدرسة الخاصة التي امتلكها لتدريب كرة المضرب، وأتمنى أن يخرج منها أبطال عالميون. كيف جاء اشتراكك في برنامج"البيت بيتك"؟ - سمعت بالمصادفة أن هناك برنامجاً ضخماً سيقدم في شهر رمضان وأنه تم اختيار 14 مذيعاً ومذيعة لتقديمه. وبعد أسبوع من بداية تقديمه فوجئت باتصال منهم يطلبون مني تقديم حلقة فوافقت والحلقة أصبحت ست حلقات وبعد انتهاء رمضان طلبوا مني تقديمه في شكل مستمر. وكيف ترين البرنامج؟ - في الحقيقة، أعتبره نقلة في نوعية البرامج التلفزيونية المصرية. كنا نحتاج الى مثل هذا البرنامج في التلفزيون المصري؟ - أكيد لأن المشاهدين أصبحوا لا يلتفون حول أي برنامج مصري إلا نادراً، وذهبوا للفضائيات وبرامجها، واعتقد بأن البرنامج نجح في اعادة المشاهدين بكثافة للتلفزيون المصري وذلك كان هدفه الأساسي. ما رأيك بالنقد الذي أكد انه نسخة عن أحد البرامج الحوارية الذي يعرض على فضائية عربية أخرى؟ - البرنامج الذي يشيرون إليه هو تقليد لبرنامج غربي، فلماذا يتحدثون عن"البيت بيتك"، ولكل برنامج طبيعته ومساحة حرية يتحرك من خلالها. في النهاية، أفكار البرامج التلفزيونية والإذاعية على مستوى العالم هي فقط 56 فكرة. وجهت انتقادات كثيرة لمذيعي البرنامج، سواء لخروجهم عن النص المعد أو لمقاطعتهم الضيوف بصورة لافتة، ما تعليقك؟ - ربما حدث ذلك خلال شهر رمضان. أم اليوم فالتفاهم بين أعضاء فريق العمل يحول دون الوقوع في أخطاء مشابهة. المشكلة تكمن في أنك ملتزم بوقت محدد وبإعلانات مسبوقة، لذا تضطر أحياناً لمقاطعة الضيوف. هل يأتي بث أكثر من حلقة أسبوعياً في مصلحة البرنامج؟ - هناك ميزة في ذلك ولكنها قد تحمل المجازفة. فلو قدمت برنامجاً أسبوعياً لن تكون هناك صلة شديدة بينك وبين المشاهد، فيما يساعد تقديم أكثر من حلقة في تعلق المشاهدين بك. ولكن في الوقت نفسه، من الممكن أن يمل المشاهد كما إن إدارة برنامج خمس مرات على الهواء أسبوعياً تحمل مجازفة عدم تقديم حلقات مثيرة على مدار الأسبوع. ملابسك وماكياجك يختلفان عن الكثير من المذيعات فالبساطة تبدو واضحة عليك عكس ما تتطلب المهنة من شكل جذاب؟ - تضحك، أنا فعلاً لا أهتم كثيراً بنفسي، وذلك بحكم إنني رياضية وستجد بصفة عامة البنت الرياضية لا تهتم بنفسها كأي أنثى أخرى ووقتها كله في التمرين، وأنا قضيت سنوات طويلة داخل الملعب. أتذكر أنني عندما طلبت مني سناء منصور العمل كمذيعة، قلت لها عندي ثلاثة شروط أولاً لن أذهب للكوافير ولن أضع ماكياجاً ولن ألبس سوى جينز وتي - شيرت، فوافقت. وفي النهاية أنا طبيعية كما أحب أن أكون وكأي بنت مصرية. ما أحب البرامج إلى قلبك؟ -"الأبراج"و"سيكولوجيا"و"البيت بيتك". ما هي أفضل حلقاتك في"البيت بيتك"؟ - حلقة بيل غيتس وحلقة يوسف شاهين. بماذا أفادتك كرة المضرب؟ - أصبحت أحب المنافسة والتفوق والاجتهاد حتى أحقق ما أريد. كنت في مصر وإفريقيا الرقم واحد في كرة المضرب، هل تريدين تكرار التجربة في التلفزيون؟ - في كرة المضرب سعيت الى تحقيق ذلك. أما في المجال الإعلامي فلست رقم واحد ولا أسعى الى ذلك بكل أمانة، كل ما أريده أن أكون جيدة في ما أقدمه. ما هي أحلام ياسمين عبدالله؟ - ربما تكاد لا تكون هناك أحلام حتى الآن؟ جميع أحلامي كانت تتمحور حول الرياضة، وحققتها. أخيراً... هل تستطيع المرأة أن تكون وزيرة للإعلام؟ - نجاح المرأة مضمون في المجالات والمناصب كافة.