أعلن الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة أنه وجه دعوة رسمية إلى رئيس الحكومة الإسباني لويس رودريغاز ثاباتيرو لحضور القمة العربية التي ستستضيفها الجزائر يومي 22 و23 اذار مارس المقبل. وأوضح الرئيس الجزائري ان زيارته القصيرة لمدريد أول من أمس"أتاحت لي الفرصة لدعوة صديقي الرئيس ثاباتيرو لحضور قمة ملوك ورؤساء دول وحكومات جامعة الدول العربية المقبلة التي ستحتضنها الجزائر". ومن المقرر أن يكون رئيس الحكومة الإسبانية"ضيف شرف"الاحتفالات بمرور 60 عاماً على تأسيس جامعة الدول العربية. وأكد"الإعلان المشترك"الذي توج الزيارة، الخميس، دعم مدريد"مسار الإصلاحات التي باشرها الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة وسياسة المصالحة الوطنية"، وكشف قرار قيادة البلدين"تعزيز التعاون والتنسيق على الصعيدين السياسي والعملي في مجال مكافحة الإرهاب". وقرر البلدان أيضاً"تشكيل مجموعة عمل مشتركة تضم ممثلين عن وزارتي العدل لدرس مجمل جوانب التعاون القضائي بما في ذلك المسائل المتعلقة بالإرهاب". وبخصوص الوضع في المنطقة المغاربية، أشار"الإعلان المشترك"الى أن البلدين يشددان على أهمية"المضي قدماً نحو مسار الاندماج المغاربي لجعله فضاء متجانساً ومزدهراً من شأنه المساهمة في شراكة أورو - متوسطية فعالة". وجددا تمسكهما بحل عادل ونهائي للنزاع في الصحراء الغربية"في إطار الشرعية الدولية ولوائح منظمة الأممالمتحدة خصوصاً لوائح مجلس الأمن 1495 و1541 التي تكرس حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره". وعبرا عن استعدادهما"المساهمة في تحقيق هذا الهدف من خلال الحوار السياسي". وعقد كل من وزير الشؤون الخارجية عبدالعزيز بلخادم ووزير المال عبداللطيف بن أشنهو ووزير العدل الطيب بلعيز ووزير الطاقة والمناجم شكيب خليل سلسلة محادثات مع المسؤولين الاسبان للتعجيل بالاتفاقات المشتركة في الجوانب القضائية والسياسية والاقتصادية. وفي خطوة لافتة تعبر عن تضامن الشعب الجزائري مع الشعب الإسباني في مجال مكافحة الإرهاب، زار الرئيس بوتفليقة برفقة كاتب الدولة الإسباني للشؤون الخارجية برناردينو ليون محطة اتوشا في مدريد وترحم على أرواح ضحايا اعتداء 11 اذار مارس 2004 الذي خلف عدداً كبيراً من الضحايا. وأمام شاشة الكترونية ضخمة نصبت عند مدخل المحطة تخليداً لذكرى ضحايا الاعتداء، كتب الرئيس بوتفليقة كلمة عبر فيها عن تضامنه الشخصي وكذلك تضامن الشعب الجزائري مع عائلات الضحايا والشعب الاسباني. وكان هذا الاعتداء الذي استهدف مدريد خلف 191 قتيلاً وأكثر من 1500 جريح. وأعلن مصدر رسمي عن زيارة ملك إسبانيا خوان كارلوس والملكة صوفيا إلى الجزائر قريباً. وقال الرئيس بوتفليقة معلقاً على ذلك ان زيارة الملك خوان كارلوس ستكون"محطة قوية في علاقاتنا تبشر بمرحلة جديدة ومهمة في مسار تعميق علاقاتنا الثنائية". وأوضح الرئيس الجزائري في تصريح الى الصحافة في ختام الزيارة التي دامت ست ساعات، ان الشعب الجزائري"آلمه ما ألم بالشعب الإسباني لما أصيب بوحشية ضربات الإرهاب وقد انضم إلى هبة التعاطف والتضامن مع أسر الضحايا التي شملت المجموعة الدولية برمتها". وقال ان ذلك يدل على مدى"الأهمية التي نوليها للكفاح العالمي ضد الإرهاب وللتعاون بين مصالحنا الأمنية في مجال الاستخبارات".