ينتظر أن يحل بالعاصمة الجزائر خلال الأيام القليلة المقبلة، وزير الدفاع الإسباني، في زيارة رسمية تمهيدا للتوقيع على اتفاقية شاملة للتعاون الأمني والعسكري في مجال مكافحة الإرهاب بين الجزائروإسبانيا . وكشف عن الزيارة وزير الخارجية الجزائري عبد العزيز بلخادم على هامش استقباله وزير الخارجية الاسباني ميغال أنجيل موراتينوس الذي اختتم نهاية الأسبوع زيارة خاطفة للجزائر سلم خلالها رسالة من رئيس الحكومة الاسباني خوسي لويس ثاباتيرو إلى الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة لم يكشف عن فحواها . وجاءت زيارة موراتينوس التي تعد الرابعة منذ مجيء الرئيس بوتفليقة إلى الحكم العام 1999 آخرها تلك التي قام بها منتصف شهر يوليو 2004، للتحضير لانعقاد اللجنة العليا الجزائرية الإسبانية المشتركة تحت إشراف الرئيس عبد العزيز بوتفليقة وخوسي لويس ثاباتيرو بإسبانيا المرتقبة خلال الثلاثي الأول من العام الجاري، التي تتزامن مع تنقل الرئيس عبد العزيز بوتفليقة إلى مدريد بدعوة من رئيس الحكومة الاسباني الذي زار الجزائر العام الماضي . وتعكس القمة المرتقبة بين ثاباتيرو وبوتفليقة جدية التقارب الجديد الحاصل بين الجزائروإسبانيا منذ استلام حكومة خوسي لويس ثاباتيرو مهامها بعد تولي الحزب الاشتراكي الاسباني السلطة في مدريد، وهو التقارب الذي بدأ منذ تم التوقيع على معاهدة الصداقة الموقعة بين البلدين في مدريد شهر أكتوبر 2002 التي قال بشأنها موراتينوس في تصريحات سابقة بالجزائر إنها تعزز إرادة إسبانيا في تطوير العلاقات الثنائية بينها وبين الجزائر إلى تحالف استراتيجي يسهم في إرساء الأمن والاستقرار في حوض المتوسط ومنطقة المغرب العربي . فضلا عن المشروع الغازي الضخم «ميدغاز» الذي قرّب بين مصالح البلدين، وهو المشروع الذي يموّل إسبانيا عبر الأنبوب الغازي الرابط بين البلدين بما يعادل 60٪ من احتياجات إسبانيا من هذه المادة الحيوية، والذي من المنتظر أن يزود إسبانيا بمليار متر مكعب من الغاز الطبيعي سنويا بداية من العام 2007. وكان وزير العدل الاسباني خوان فوناندو لوباز أغيلار قام بزيارة للعاصمة الجزائر سبقت بأسبوع زيارة موراتينوس، اندرجت هي الأخرى في إطار التحضير للتوقيع الشامل على اتفاقية التعاون الأمني والقضائي، كما سمحت بتنصيب لجنة من الخبراء تتكفل بدراسة الإجراءات القانونية التي ستتدعم بها الاتفاقية لتسليم المطلوبين والمجرمين، وصدّ شبكات تمويل ودعم الإرهاب، تكريسا لجهود البلدين في مكافحة الجريمة المنظمة، ويعزز جهود إسبانيا في التنسيق مع دول الحوض الجنوبي من المتوسط لتطويق الخطر الإرهابي حولها ومحاصرة التهديدات الإرهابية بعد أحداث مدريد الدموية . وكان وزير الخارجية الاسباني ميغال إنخل موراتينوس الذي وصف التعاون بين الجزائروإسبانيا أنه «متميز في جميع المجالات» تناول مع المسؤولين الجزائريين وفي مقدمتهم الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة ووزيره للخارجية السيد عبد العزيز بلخادم، فضلا عن التحضير للقمة المرتقبة بين بوتفليقة وثاباتيرو بمدريد، التحضير للقمة الاورومتوسطية المنتظرة ببرشلونة التي تتزامن مع العام العاشر لمسار برشلونة، ومكافحة الإرهاب في حوض المتوسط، وملف الهجرة غير الشرعية، في سياق المفاوضات الجارية بين إسبانياوالجزائر بشأن اتفاقية تتعلق بإعادة المهاجرين الأفارقة غير الشرعيين من إسبانيا إلى الجزائر .