أكد رئيس بعثة التقصي عن الحقيقة في تفجير الرابع عشر من شباط فبراير الذي أودى بحياة الرئيس رفيق الحريري وآخرين، بيتر فيتزجيرالد أن البعثة ستنهي عملها خلال وقت قصير،"لتقدم بعده تقريراً إلى الأمين العام للأمم المتحدة يتضمن نتائج البحث". وأضاف فيتزجيرالد في بيان تلاه في فندق موفنبيك في بيروت أمس:"انضم إلي أخيراً رفاقي في قوات الشرطة الوطنية الايرلندية غاردا سيوكانا، ورئيس المراقبين ورئيس المكتب الوطني للتحقيق الجنائي مارتين دونيللان، والمراقب ورئيس قسم خدمات الدعم الوطنية باتريك ليهي. كما سينضم إلينا قريباً زملاء خبراء في القانون والشؤون السياسية". وأوضح فيتزجيرالد أن الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان"أرسلني وفريقي إلى هنا، لننجز طلب مجلس الأمن، وإرسال تقرير عاجل يشرح ظروف اغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري و15 شخصاً آخرين وأسبابه وتبعاته"، مضيفاً:"نحن نقدر ضمانة الرئيس لحود للأمين العام بتعاون الحكومة مع المهمة. وأتوقع العمل عن قرب مع السلطات اللبنانية، ولمتابعة تقدمها في التحقيق في هذه الجريمة النكراء. كما أننا سنتحدث مع أطراف عدة من شأنها أن تسهل مهمتنا". واختتم فيتزجيرالد:"نحن نعرف ثقل المهمة الموكلة إلينا، ونؤكد للمهتمين أننا سنعمل بنزاهة وباحتراف تأمين. اعرف أن مهمتنا تلقى اهتماماً كبيراً في لبنان. غير انني، وبسبب ضيق وقتي، لن أدلي بالمزيد من التصريحات العلنية خلال مدة المهمة. نأمل في إنهاء مهمتنا في وقت قصير، ومن ثم رفع تقرير يتضمن نتائج بحثنا إلى الأمين العام للأمم المتحدة". فرنجية ثم زار فريق الخبراء الدوليين وزير الداخلية سليمان فرنجية الذي أكد، في مؤتمر صحافي عقده بعد اللقاء، تعاون السلطة اللبنانية مع الفريق المكلف من الأممالمتحدة التحقيق في جريمة اغتيال الرئيس الحريري"بما يريحهم ويريح الرأي العام"، مشدداً على انهم"ليسوا لجنة تحقيق ليحققوا خارج السلطة الرسمية ولكن سيتعاونون مع السلطة الرسمية، وسنتعاون بما يريحهم ويريح الرأي العام، ولن يكون هناك شيء خافياً على أحد". وأضاف فرنجية أن"القضاء لديه كل المعلومات وسيزودهم بها"، موضحاً أن الخبراء لن يتجولوا بمفردهم،"سيكون معهم ضابط ارتباط بين وزارة الداخلية وبينهم هو العميد اشرف ريفي". وعن موقف الرئيسين الفرنسي جاك شيراك والأميركي جورج بوش من إعادة الانتشار وكذلك المعارضة التي طالبت بالانسحاب الكامل، أجاب:"لا يوجد ضعف لدى الدولة، ولكن هناك تجاوب مع الضغط الدولي، ونحن نضع هذا التجاوب في إطار تطبيق الطائف، للوصول إلى إيجابيات". وعن سبب عدم الإعلان عن طبيعة الانفجار بعد 11 يوماً من حدوثه، قال فرنجية:"مهما قلنا سنتهم بأننا نخبئ أشياء، الآن أتى فريق من الأممالمتحدة طالبت به المعارضة، فمهما قلنا عن طبيعة الانفجار فإنهم سيشككون بأقوال الدولة، لنرى لجنة التحقيق الدولية ماذا ستقول في تقريرها". ورداً على الكلام الأخير لنائب وزير الخارجية السوري السفير وليد المعلم وما إذا كان كلامه يحوي تهديداً مبطناً للبنان، قال فرنجية:"هذا واقع، والدول دائماً تدافع عن حقها في هذا الموضوع، ومع كل ما يصدر من استفزازات وهتافات ضد سورية لها الحق بالدفاع عن نفسها، وإذا خرجت سورية من لبنان غير مرتاحة فهل سيكون وضعنا مستقراً". واختتم فرنجية أن"ما يحصل هو حرب إعلامية وليس حواراً سياسياً، نحن اتهمنا بمسؤولية دم الرئيس الحريري من بعض النواب، في اعتقادي انهم يسعون لربح شعبية للانتخابات، ويحملون ذمتهم باتهامنا، وإذا حصل لنا شيء فنحن لدينا قواعد شعبية، نخاف رد فعلها". عضوم وأكد وزير العدل عدنان عضوم أن الفريق"لا يحق له الاستجواب"، وان مهمته محددة فقط بالاستقصاء وجمع المعلومات تمهيداً لرفع تقرير إلى الأمين العام للأمم المتحدة عن أسباب حادثة اغتيال الحريري، وذلك خلال لقائه فريق الخبراء في حضور النائبة العامة التمييزية بالانتداب القاضية ربيعة عماش قدورة والمحقق العدلي في حادثة اغتيال الحريري القاضي ميشال أبو عراج. وأضاف عضوم في مؤتمر صحافي عقده بعد انصراف المحققين أن"سبق لقاضي التحقيق العسكري الأول أن اصدر قراراً طلب بموجبه الاستعانة بخبراء سويسريين في مجالي المتفجرات وفي الطب الجنائي، وقد حدد لهم المهمة التي سيقومون بها". آل الحريري كما قدم رئيس وأعضاء الفريق الدولي أمس التعازي إلى نجلي الرئيس الحريري بهاء الدين وسعد الدين. وبعد اللقاء قال فيتزجيرالد:"أردت فقط أن أقول ان هدف وجودي هنا اليوم هو التعبير عن تعازي الحارة للعائلة ولأقدم لها الاحترام والتقدير. كما أردت ان ابلغها عن هدف الزيارة وهو تمثيل الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان وتزويده بالمعلومات التي طلبها تحضيراً لرفعها الى مجلس الأمن الدولي". من جهة اخرى، وعلى صعيد التحقيقات القضائية، سطّر امس القاضي ابو عراج استنابات قضائية جديدة الى كل الوحدات في قسم المباحث الجنائية المركزية بعدما أوكل اليهم مهمات محددة. ويباشر القاضي ابو عراج يوم الاثنين المقبل سماع افادات عدد من الشهود من الجرحى الذين اصيبوا في الحادث، بينهم الجرحى من مرافقي الرئيس الحريري. كما سيستمع ابو عراج الى افادة رئيس مجلس ادارة فندق السان جورج الذي سبق ان اكد في بيان اصدره عدم وجود نفق تحت الفندق، رداً على كلام النائب محمد قباني بهذا الخصوص. كذلك سيستجوب القاضي ابو عراج يوم الاثنين المقبل والدي أحمد أبو عدس بعدما تعذّر استجوابهم امس. وتقدم امس المحامي حسين حيدر بصفته الشخصية، بشكوى مباشرة امام القاضي ابو عراج، ضد مجهولين بجرم قتل ابنه رواد في الحادث وهو كان يعمل موظفاً في فندق السان جورج.