سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
تحفظ روسي عن مقارنة الثورة "البنفسجية" في العراق ب"الوردية" في جورجيا و"البرتقالية" في أوكرانيا . قمة بوش - بوتين : خلافات سياسية مبطنة واتفاق ظاهري ضد الإرهاب وأسلحة الدمار
أكد الرئيسان الأميركي جورج بوش والروسي فلاديمير بوتين خلال لقاء قمة جمعهما في العاصمة السلوفاكية براتيسلافا أمس، حرصهما على تعزيز علاقات الشراكة الاستراتيجية بين البلدين ومواصلة التعاون في المجالات المختلفة، لا سيما في مجال الحرب الدولية على الإرهاب ومنع انتشار أسلحة الدمار الشامل. ولم يمنع اتفاق بوش وبوتين على تعزيز علاقات الشراكة الاستراتيجية بين بلديهما ومواصلة التعاون في المجالات المختلفة، لا سيما في مجال الحرب الدولية على الإرهاب ومنع انتشار أسلحة الدمار الشامل، دون بروز نقاط خلافية في القمة الثانية عشرة للزعيمين. وعلى رغم عدد اللقاءات القياسية بينهما منذ توليهما السلطة، شكلت قمة أمس، نقطة تحول في العلاقات بين البلدين، إذ طغت ملفات خلافية جعلت أوساطاً روسية تعتبر المحادثات الحالية أصعب من سابقاتها. وكانت المدة الزمنية للمحادثات اختصرت على نحو مفاجئ من أربع ساعات إلى ساعتين ونصف الساعة بمبادرة من جانب واشنطن، ما عكس نية أميركية في تركيز النقاش على محاور محددة. الديموقراطية واستبق الرئيس الأميركي القمة بتصريحات حملت دلالات واضحة للروس، إذ قال إن الثورة الديموقراطية التي انتصرت قبل سنوات في أوروبا الشرقية وصلت أخيراً إلى أوكرانياوجورجيا وباتت قريبة من مولدافيا التي ستشهد انتخابات مصيرية بعد أيام، وزاد أن"رياح الديموقراطية ستصل أيضاً إلى بيلاروسيا وكل شعوب المنطقة". واعتبرت هذه العبارات بمثابة تمهيد لبحث ملف الديموقراطية وحقوق الإنسان في روسيا، وهو ما تعهد بوش للقادة الأوروبيين قبل أيام بطرحه للنقاش مع الرئيس الروسي. واعتبر برلمانيون روس أن اللغة الجدية التي طغت أخيراً على تصريحات المسؤولين الأميركيين حيال هذا الملف، تحمل تحولاً نوعياً في نمط التعامل مع روسيا. وتصاعدت الضغوط الأميركية على الكرملين بشدة في المدة الأخيرة، وقادت مجموعة برلمانية حملة لشطب روسيا من نادي الثمانية الكبار، ودعت إلى دراسة إمكان تمويل ودعم تحرك مماثل ل"الثورة البرتقالية"في أوكرانيا. وتزامن هذا مع تصاعد نشاط أوساط داخلية روسية موالية للغرب بلغ ذروته أمس، بإعلان رئيس الوزراء السابق ميخائيل كاسيانوف توقيتاً سبق القمة بساعتين لإعلان انتقاله إلى صفوف المعارضة اليمينية. الأمن النووي إضافة إلى ذلك، شكل ملف الأمن النووي عنصراً آخر غير سار بالنسبة إلى الروس. وكانت واشنطن صعدت من لهجتها في شأن ضرورة وضع المنشآت النووية الروسية تحت رقابة دولية. وبرزت تكهنات في شأن اتفاق تنظم هذه العملية قالت وسائل إعلام أميركية أنها ستوقع خلال القمة. وكانت الخارجية الروسية نفت في وقت سابق نية توقيع اتفاق مماثلة، ورجحت مصادر مطلعة في روسيا أن يلجأ الطرفان إلى حل لا يحرج الكرملين، عبر إصدار إعلان مشترك في شأن تشديد الرقابة على المنشآت النووية الروسية لمنع وصول مواد مشعة إلى أيدي إرهابيين. "ملاحظات"بوتين وشغل ملف التعاون النووي بين روسيا وإيران وقضية"شركة يوكوس"عناصر خلافية أخرى، لكن الجدل الأساسي تركز حول الأوضاع في الجمهوريات السوفياتية السابقة، وقالت مصادر روسية إن بوتين حمل"ملاحظات جدية"في هذا الشأن. وتعتبر موسكو أن سياسة التدخل الغربي في جمهوريات الرابطة، يمكن أن تسفر عن نتائج كارثية خصوصاً إذا انسحبت على آسيا الوسطى التي قد تدخل مرحلة من الفوضى والحروب الأهلية. وتقترح موسكو بديلاً لذلك تعاوناً أميركياً - روسياً لإقامة"حزام آمن"حول الحدود الروسية. ومن بين الاعتراضات التي حملها بوتين إلى قمة براتيسلافا، انتقادات لتزايد النشاط السياسي-العسكري الأميركي في دول الرابطة، لا سيما المساعي الاميركية لنشر قواعد عسكرية في جورجيا وإقامة محطات لطائرات الاستطلاع"أواكس"في قيرغيزيا، الأمر الذي ترفضه موسكو، معتبرة أنه يشكل"مباركة أميركية لتأسيس منظومة موحدة لجمهوريات آسيا الوسطى، تستبعد مشاركة روسيا والصين وإيران".