سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
قوبل باستياء روسي على رغم تأكيد بوتين استقرار العلاقات وشفافيتها . باول يلوح ب"حدود للعلاقات" الاميركية - الروسية منتقداً غياب القيم والمعايير المشتركة بين البلدين
انتقد وزير الخارجية الاميركي كولن باول سياسة موسكو على الصعيدين الداخلي والخارجي. وابدى في لهجة غير مسبوقة، تحفظات عن الديموقراطية في روسيا، ورأى ان ثمة "حدوداً في العلاقات بين البلدين، في حال استمر غياب القيم والمعايير المشتركة". وأثارت تصريحات باول في مستهل زيارته لموسكو امس، استياء في العاصمة الروسية. واعتبر البعض ان المسؤول الاميركي "يتحدث بلغة الحرب الباردة". وجاءت انتقادات باول قبل ساعات من لقاء عقده مع الرئيس فلاديمير بوتين، ناقشا خلاله العلاقات الثنائية وعدداً من الملفات الاقليمية والدولية وفي مقدمها الوضع في العراق وتطورات الموقف في الشرق الاوسط، اضافة الى مسائل الحرب على الارهاب وقضايا منع التسلح. وفي مقال نشرته صحيفة "ازفيستيا" الواسعة الانتشار اعتبر الوزير الاميركي ان مستقبل روسيا يعتمد بالدرجة الاولى على "انشاء مؤسسات ديموقراطية على الصعيدين السياسي والاقتصادي". ورأى ان النظام الديموقراطي في روسيا "لم يجد بعد التوازن المطلوب بين السلطات التنفيذية والاشتراعية والقضائية"، في ما اعتبره مراقبون تلميحاً الى الحملة على "حيتان المال" التي طاولت شركة "يوكوس" النفطية اخيراً. وكتب ان السلطات السياسية "لم ترتبط بعد في شكل كامل بمعايير القانون"، مشيراً الى ان "ثمة حدوداً لتطور العلاقات بين البلدين في حال استمر غياب المبادئ والقيم المشتركة". الشيشان والجمهوريات المجاورة كما اعرب باول عن قلق بلاده ازاء "بعض جوانب سياسة موسكو الداخلية في الشيشان"، وكذلك علاقات روسيا مع جاراتها في دول الرابطة المستقلة". وأضاف ان واشنطن تحترم وحدة الاراضي الروسية "لكنها تنظر في المقدار نفسه الى حقوق جيران روسيا". واللافت ان باول اطلق هذا الكلام فور وصوله الى موسكو قادماً من جورجيا. كما جدد في حديث تلفزيوني مطالبته موسكو بسحب قواعدها العسكرية من اراضي جارتها القوقازية، وكرر عرضاً سابقاً بأن تمول واشنطن عملية خروج العسكريين الروس من هناك. وأعرب عن أمل بلاده في ان ترى "جدولاً زمنياً محدداً للانسحاب الروسي". ردود فعل وعلى صعيد ردود الفعل، قال سيرغي ماركوف وهو خبير استراتيجي مقرب من الكرملين ان كلام الوزير الاميركي يعبر عن آراء "مجموعة معينة في الادارة الاميركية تصر على التعامل مع روسيا بلغة العجرفة والاملاء". وقال ان على موسكو الا تلتفت الى تصريحات باول، مشيراً الى ان المسؤولَين عن صناعة السياسة الاميركية حيال روسيا والجمهوريات السوفياتية السابقة هما مستشارة البيت الابيض لشؤون الامن القومي كوندوليزا رايس والرئيس جورج بوش نفسه. كذلك اعتبر برلماني روسي تحدث الى "الحياة" ان تصريحات الوزير الاميركي تدخل في اطار "محاولة ممارسة ضغوط مباشرة على روسيا". وأوضح ان فريقاً في الادارة الاميركية يرى ان اللحظة اصبحت مواتية لإجبار روسيا على تقديم تنازلات في آسيا الوسطى والقوقاز. بوتين ولوحظ ان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اكد خلال لقائه باول امس، عزم بلاده مواصلة تعزيز علاقاتها مع الولاياتالمتحدة. وذكر ان سياسة روسيا في هذا الاتجاه تأخذ "طابعاً مستقراً وشفافاً" بغض النظر عن الخلافات في وجهات النظر ازاء الكثير من الملفات الاقليمية والدولية. وأشار في هذا الاطار الى ان "المزاج العام في البرلمان الروسي وكذلك لدى السلطات التنفيذية" يؤكد هذا التوجه. ولاحقاً، حرص الوزير الاميركي على تخفيف لهجته بعد لقائه بوتين. وقال في مؤنمر صحافي مشترك مع نظيره الروسي ايغور ايفانوف انه "ناقش مع الرئيس مسائل الديموقراطية وحرية الصحافة في روسيا، من دون ان يشكل هذا الملف محوراً رئيسياً للمحادثات". وقال ان طرح هذا الملف لم يكن على اساس التدخل في الشؤون الداخلية لروسيا، مشيراً الى ان "عمق علاقات البلدين" يوفر فرصة لمناقشة كل المواضيع بما في ذلك الخلافية. وفي المقابل، اكد ايفانوف حرص موسكو على "توضيح موقفها ازاء الاسئلة التي قد تظهر لدى الادارة الاميركية". وابدى تصميم روسيا على تعزيز التعاون مع واشنطن على مختلف المستويات، وخصوصاً على صعيدي الحرب على الارهاب ومنع انتشار اسلحة الدمار الشامل.