تكشف غواتيمالا كل جمالها في الصباح الباكر مع قدوم معظم الزائرين إلى هذا البلد الذي يقع في أميركا الوسطى للتعرف الى العالم القديم لقبائل المايا وما تبقى من هذا العالم اليوم. وتقدم معظم الشركات السياحية خدماتها لزيارة ما بين معلمين إلى أربعة معالم رئيسية لهذه الدولة ما يعني أنه من المحتم انك ستلتقي المجموعات السياحية نفسها في بعض الاماكن. وإذا أراد المرء أن يشاهد آثار مملكة تيكال وبحيرة أتيتلان ومدينة شيشيكاس تيناغ وما تبقى من انتيغوا فإن الصباح الباكر هو أفضل الاوقات لذلك. وتحاول وزارة السياحة في غواتيمالا طوال الاعوام الاربعة الماضية فتح المزيد من المناطق للزوار مثل الغابات والجبال في إقليم ألتا فيراباز حيث يمكن مشاهدة الحيوان الذي كان رمزاً لدى قبائل المايا والطائر الذي تشتهر به غواتيمالا. ولهيئة حماية البيئة مكتب في عاصمة اقليم كوبان يساعد في القيام بجولات سياحية في الغابة والبقاء ليلة في القرى الهندية. ومدينة شيشيكاس تيناغ أو مدينة" شي شي"كما يحب أهلها أن يطلقوا عليها من المناطق السياحية الجذابة لكن ليس في الخامسة صباحاً. وأيام الخميس والاحد هي أيام السوق ويصل الكثير من الهنود إلى المدينة في الليلة السابقة للسوق بالعربات التي تجرها الخيول والحافلات وسيراً على الاقدام. وتنصب أكشاك الاسواق وتشتعل النار التي يستخدم الفحم فيها على العتبات الحجرية لكنيسة سان توماس. ومع شروق الشمس نحو الساعة السادسة صباحاً يبدأ النشاط وتعرض سيدات المايا وهن يرتدين ملابسهن التقليدية ما لديهن من بضاعة ومن بينها الفاكهة الاستوائية ذات الالوان الغريبة. وقال المرشد السياحي انطونيو كوكسيل، وهو من أصل هندي،"لا بد من أن تكون خبيراً إذا أردت شراء شيْ له قيمة تاريخية حقيقية"، وحذر قائلاً"إن الكثير من القطع الاثرية المعروضة عمرها نحو30 يوماً فقط". وهذا هو الوقت الكافي لها لتبدو قديمة بعد تخزينها لمدة 30 يوماً في الرمال. واللغة الاصلية لانطونيو هي الكاكتشيللكنه لكنه في حقيقة الأمر يتحدث خمس لغات أخرى. وقبل الساعة التاسعة صباحاً بقليل يفتح مانويل رين محله وهو مقهى للانترنت ومحل للمنسوجات في آن. وهو لا يبعد سوى خمس دقائق سيراً على الاقدام من كنيسة سان توماس. وبينما يرسل السائحون من لندن وهامبورغ تحياتهم بالبريد الالكتروني إلى أحبائهم في بلادهم يمكنهم في الوقت نفسه مشاهدة الهرج والمرج في خارج المحل. ويقول رين"في الماضي لم يكن هناك سوى عدد قليل من السائحين ولكن كان لديهم وقت أكثر للتحدث والتعرف الى الآخرين وليس مجرد التقاط الصور فحسب". ومع حلول الساعة الحادية عشرة صباحاً يشتد الزحام في وسط مدينة شي شي وهو وقت وصول السائحين من غواتيمالا سيتي ومن باناغشيل وبحيرة اتيتلان . وتستغرق الرحلة بالحافلة من العاصمة إلى جبل مايا نحو ثلاث ساعات. أما الوصول إلى منطقة كويزالتينانغو الاكثر انعزالاً فإنه يحتاج إلى رحلة أخرى تستغرق ساعتين إذ يبلغ ارتفاعها 2300 متر. كما يطلق على المدينة التي يبلغ تعداد سكانها 150 ألف نسمة اسم إكسيلا. ومعظم الاشخاص الذين يأتون إليها كسائحين يقضون أسبوعين أو أكثر ويحصلون على دورة رخيصة التكاليف لتعلم اللغة الاسبانية في مدرسة محلية ويعيشون مع أسرة من المنطقة. وتتمتع إكسيلا بمرافق أساسية جيدة إذ توجد فيها مطاعم ويجري فيها تنظيم رحلات قصيرة إلى قرى قبائل المايا وفيها ممرات جبلية كما يمكن مشاهدة الطيور فيها. ومن الاماكن التي يتعين على معظم زوار غواتيمالا زيارتها مباني معبد تيكال في الشمال. وهي ليست فقط جنة بالنسبة إلىالمتخصصين في الآثار ولكنها أيضا كذلك بالنسبة الى الطيور الكثيرة والقرود وغيرها من الحيوانات. سمة كاريبية تطبع شرق البلاد إذ يقطنها الجاريفونيون وهم متحدرون من العبيد الافارقة والسكان الكاربيين الاصليين. عالم المايا هو أكثر ما يشكل جاذبية بالنسبة الى معظم السائحين الاجانب. وتشكل مجموعات قبائل المايا العشرين أكثر من نصف سكان غواتيمالا الذين يبلغ تعدادهم 12 مليون نسمة.