مع توقع وصول نائب رئيس الشرطة الايرلندية بيترفيتز جيرالد خلال الايام القليلة المقبلة الى لبنان بناء على تكليف من الامين العام للأمم المتحدة كوفي انان وكذلك لجنة تحقيق دولية مؤلفة من خبراء سويسريين لاجراء تحقيق في حادث اغتيال الرئيس رفيق الحريري، أصدر وزير العدل القاضي عدنان عضوم امس، قراراً عين بموجبه رئيس محكمة الجنايات في بيروت القاضي ميشال ابو عراج "محققاً عدلياً" في قضية الاعتداء على أمن الدولة الداخلي في 14 شباط فبراير الماضي التي اسفرت عن مقتل الرئيس رفيق الحريري وعدد من الاشخاص وما تفرع عنها". وفي هذا الوقت ينتظر ان يرفع قاضي التحقيق العسكري الاول رشيد مزهر يده عن القضية، ويحيل الملف الى النيابة العامة التمييزية لايداعه المحقق العدلي لمباشرة تحقيقاته. أما على صعيد التحقيقات الاولية، فإن مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي جان فهد انتقل مجدداً امس الى مكان الحادث يرافقه احد العمال الذين قاموا بأعمال في المنطقة قبل ايام من الاغتيال والذي اكد عدم وجود مجارٍ للصرف الصحي في المكان الذي وقع فيه الحادث، وانما على بعد 50 متراً منه. وعُثر أمس على جثة يعتقد بأنها للمدعو عبدالحميد الغلاييني وهي متفحمة تحت احدى السيارات المحترقة، وقد نقلت الى مستشفى الجامعة الاميركية حيث ستجرى فحوصات DNA للتأكد من صاحبها. وكان القاضي فهد كلّف امس القاضي مزهر، تعيين خبراء ومهندسين في مجال الاتصالات السكلية واللاسلكية لتحديد امكان حصول التفجير سلكياً بواسطة سلك يوضع تحت الارض ويكون متصلاً بشريط كهربائي موصول بدوره بصاعق داخل عبوة متفجرة، او حصوله لاسلكياً بواسطة التحكم عن بعد إثر التشويش على اجهزة الحريري المتطورة في مجال تعطيل المتفجرات. ومن هذا المنطلق فإن جميع التقارير والأدلة التي جمعت من جانب الاجهزة الامنية المختصة من مكان الحادث ستكون موضع بحث من لجنة التحقيق الدولية المؤلفة من خبراء سويسريين في مجال المتفجرات وADN والتي ستكون منطلقاً للتحقيق العدلي مع أبو عراج، في وقت لا يزال والد ووالدة أحمد ابو عدس الذي ظهر في شريط فيديو مصور، وأعلن فيه مسؤولية "منظمة النصرة والجهاد في بلاد الشام" عن الحادث، قيد التوقيف. وفي إطار التحقيقات ايضاً، التقى بعد ظهر امس وزير العدل سفيرة استراليا في لبنان ستيفان شوابسكي يرافقها ضابط الارتباط الاسترالي في الشرق الاوسط ريتشارد ستانفورد الذي اوضح ان التحقيقات التي اجرتها بلاده اظهرت براءة الاشخاص العشرة الذين اشتبهت السلطات اللبنانية بتورطهم في الاغتيال. وكانت الشرطة الاسترالية اكدت ان الفحوص المخبرية اثبتت عدم وجود أي آثار لمتفجرات على ملابس الاشخاص العشرة او المقاعد التي جلسوا عليها في الطائرة التي اقلتهم الى استراليا. برقية تعزية من سمير القنطار أكد الأسير سمير القنطار اعتزازه بمسيرة الرئيس الحريري وبالجهد الذي بذله في سبيل وطنه وأمته. وقال في برقية تعزية أرسلها من معتقله في الأراضي المحتلة: "لقد اختطفوه من بين أيدينا ولم نعرف كيف نحافظ عليه، وهو الشعلة المتقدمة دوماً حباً للأرض وعشقاً للوطن". ودعا اللبنانيين الى "التوحد بجميع فئاتهم وان يصونوا مقاومتهم الباسلة التي حررت الأرض وان يبقوا أوفياء لدماء شهداء لبنان من معروف سعد الى كمال جنبلاط ورينيه معوض وعباس الموسوي ورفيق الحريري".