كرّر التحالف الرباعي المعارض في البحرين تأكيد"مقاطعته الانتخابات البرلمانية المقبلة"، واشترط تعديلات دستورية"مجزية"للمشاركة فيها، قبل أن يؤكد انه لن يذهب بعريضته الدستورية إلى مجلس النواب بعدما الديوان الملكي تسلمها عبر البريد. وقال رئيس"جمعية الوفاق الوطني الإسلامية"إسلاميون شيعة الشيخ علي سلمان في مؤتمر صحافي أمس، إن السلطة راهنت على دخول المعارضة في انتخابات 2002، بيد انها فوجئت في ما بعد بقرار المقاطعة، مشدّدا على أن التحالف الرباعي"لن يذهب إلى صناديق الاقتراع ما لم يقدم الحكم على تعديلات دستورية مجزية، وإلا فان المقاطعة لانتخابات 2006 ستستمر". وبحسب سلمان، فان التعديلات، في حدودها الدنيا، يجب أن تستند إلى مكتسبات دستور 1973 وتزيد من حجم المشاركة الشعبية، ومكاسب ميثاق العمل الوطني الذي تم التصويت عليه قبل ثلاث سنوات، وتتجه إلى تعديل الدوائر الانتخابية. وقال إن العريضة الدستورية التي وقع عليها 75 ألف شخص"لا نستطيع أن نذهب بها إلا إلى الملك لأنها موجهة اليه"، وأوضح ان التحالف الرباعي أرسلها إلى الديوان الملكي عبر"البريد الممتاز"لكنه أكد في رده على سؤال"الحياة"انه"إذا رفض الديوان تسلمها، سنعيد الكرّة، باعتبارها رغبة شعبية تتمسك باحترام الدستور والقانون". وعلمت"الحياة"ان الديوان الملكي رفض بالفعل تسلم العريضة وان ادارة البريد اتصلت بالتحالف طالبة منه استرجاع الوثيقة. وكان سلمان أكد ل"الحياة"قبل المؤتمر الصحافي ان"سنتين من المقاطعة أثبتتا صحة قرارنا، ولو لم نتخذه لكان هناك استسلام للواقع الدستوري"، لافتا إلى ان محدودية نتاج مجلسي الشورى والنواب"قد تدفع جمعيات أخرى وشخصيات مستقلة لمقاطعة الاستحقاق الانتخابي في 2006". وأفاد رئيس الوفاق ان المؤتمر الدستوري الثاني الذي سيعقده التحالف نهاية الأسبوع المقبل سيقدم فيه الخبير الدستوري ووزير الدولة السابق للشؤون القانونية حسين البحارنة ورقة حول"آلية تعديل الدساتير في الفقه الدستوري وشرعية تعديل دستور 1973"وأوراقاً أخرى تتعلق ب"معايير الدوائر الانتخابية، ورؤية نقدية لعمل مجلسي الشورى والنواب، وصلاحيات الملك في المملكة الدستورية". ولم يتوقع صداماً مع السلطة في هذا المؤتمر، مثلما حدث العام الماضي، عندما منعت الجهات الرسمية ضيوفاً خليجيين وغربيين من حضور المؤتمر، واعتبرت ذلك تدخلا في الشؤون الداخلية، وبرّر توقعه ب"تفهم السلطة لاستمرار الممارسة السياسية وحاجة المجتمع لمناقشة قضاياه الملحة، وعدم قيام السلطة بحملة مضادة في وسائل الإعلام". من جانبه أعلن رئيس"جمعية العمل الإسلامي"الشيعية، في المؤتمر الصحافي ذاته"فشل التجربة النيابية"، و أكد انها عجزت عن تقديم شيء ملموس للناس، بينما لاحظ رئيس جمعية التجمع القومي الديموقراطي قومي، رسول الجشي، ان الاتصالات التي تمت مع القصر الملكي في العام 2002 كانت ستحقق نتائج ايجابية"لولا اندفاع بعض الجمعيات الأخرى للمشاركة"، غير انه اعتبر الحوار الأخير مع التحالف الرباعي"متوقفاً"وليس منتهياً ويمكن أن يعاود في أي مرحلة.