عقد وزراء خارجية دول اتحاد المغرب العربي بعد ظهر امس، اجتماعاً في الرباط للبحث في تفعيل هذه الهيئة الاقليمية التي تضم كلا من المغرب وليبيا والجزائر وتونس وموريتانيا، في الذكرى ال16 لتشكيلها العام 1989. وجاء الاجتماع متزامناً مع رسالة بعث بها العاهل المغربي الملك محمد السادس الى الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة، يعتقد بان لها علاقة بتأكيد مشاركته في القمة العربية التي تستضيفها الجزائر في آذار مارس المقبل، وكذلك الجهود المبذولة لمعاودة تفعيل الاتحاد المغاربي وتحسين العلاقات بين البلدين الجارين. وهذه هي الرسالة الرسمية الأولى منذ اجتياز الرباطوالجزائر أزمة حادة صيف العام الماضي. وقال العاهل المغربي في رسائل تهاني الى القادة المغاربيين، لمناسبة الذكرى ال16 لتشكيل الاتحاد، ان المغرب أشد حرصاً من اي وقت على"مواصلة مسيرة بناء المشروع الاستراتيجي الذي يجسد الطموحات التاريخية والمستقبلية لشعوبنا الشقيقة في تحقيق الاندماج المنشود في كل المجالات التي حددتها معاهدة مراكش بإرادة مغاربية خالصة وتطورات تدريجية ثابتة". من جهتها اكدت رئاسة الاتحاد المغاربي التي تتولاها ليبيا، اثر تعثر انعقاد القمة المؤجلة في الجزائر العام الماضي، على ضرورة"إزاحة كل المعوقات التي تسببت في تعثر الاتحاد"وشددت في بيان على اعتبار الاتحاد"اطاراً وحدوياً للشعوب المغاربية وفق ما يجسد تطلعاتها نحو التقدم والازدهار"ما يعني حسب اكثر من مراقب معاودة تأكيد التزامها البناء المغاربي، بعد ان كانت تخلت عن رئاسة الاتحاد، لبعض الوقت بسبب صعوبات وخلافات سياسية. وأعلنت موافقتها على الاضطلاع بدور الرئاسة"استجابة لرغبة قادة دول الاتحاد الى ان تلتئم القمة المغاربية المقبلة"والتي تأخر انعقادها اكثر من عشر سنوات، وتحديداً منذ طلب المغرب تعليق مؤسسات الاتحاد المغاربي العام 1994 بسبب تزايد خلافاته السياسية مع الجزائر وقتذاك حول قضية الصحراء. الى ذلك، قال وزير الخارجية المغربي محمد بن عيسى انه"كلما طال الزمن سنتغلب على القضايا القائمة بيننا والأشقاء المغاربيين". ورهن ذلك"بفضل الارادة والعزيمة القوية سنقوم باستجلاء ما هو في مصلحة المنطقة". وأوضح قبل بدء اجتماع وزراء الخارجية المغاربيين أمس في الرباط، ان آفاق المغرب العربي"ستكون شاسعة وستتيح لنا فرصة التعاون من أجل تحقيق الأمل المنشود الذي يراودنا منذ زمن بعيد". وأضاف ان الاجتماع يركز على معالجة قضايا اجرائية تتعلق بتحديد مهمات الأمين العام للاتحاد ودرس الموازنة ونتائج أعمال لجنة المتابعة، والتشاور في القضايا التي تهم بلدان المنطقة، في اشارة الى امكان تحديد موعد القمة المغاربية وتفعيل اللجان المنبثقة عن مؤسسة الاتحاد. ورأى مراقبون ان مجرد اجتماع وزراء الخارجية المغاربيين على خلفية معاودة الحوار بين المغرب والجزائر يعتبر مؤشراً مشجعاً لجهة اعطاء نفس جديد للمشاورات القائمة.