الرباط - "الحياة" - قال وزير الخارجية المغربي السيد محمد بن عيسى "ان تفعيل اتحاد المغرب العربي رهن بامتلاك الدول الأعضاء الشجاعة في التعاطي مع الخلافات القائمة"، والتي أدت الى تجميد الاتحاد المغاربي لأكثر من تسع سنوات. اعتبر وزير الخارجية المغربي السيد محمد بن عيسى في اتصال مع "الحياة" ان أي مسعى للنهوض بالاتحاد في غياب شفافية المواقف مآلها الفشل، و"قد حاولنا في السابق وفشلنا، ويجب ان تكون لدينا روح الموضوعية والشجاعة لتناول القضايا كما هي في الواقع". ورحب بجهود رأب الصدع بين الأشقاء في منطقة المغربي العربي، لكنه نفى حدوث أي وساطة تونسية لتقريب الموقفين المغربي والجزائري لعقد القمة المغاربية المؤجلة. وكان اعلان المغرب في حزيران يونيو الماضي عدم مشاركته في القمة المغاربية التي كان من المقرر ان تستضيفها الجزائر في 21 من الشهر نفسه، أدى الى تأجيلها من دون تحديد موعد جديد لانعقادها. وقال ان "ما يهمنا هو ان نتعامل مع الواقع كما هو"، واضاف "هناك مشاكل قائمة ولا يمكن وضعها جانباً"، في اشارة الى الخلاف المزمن بين الرباطوالجزائر حول النزاع في الصحراء الغربية. ومن المقرر ان يتوجه وزير الخارجية المغربي الى الجزائر في الثاني من الشهر المقبل للمشاركة في اجتماع وزراء الخارجية المغاربيين الذي يعد لترتيبات القمة المغاربية. لكن بن عيسى رهن نجاح الاجتماع ب "توضيح المواقف"، مضيفاً ان ملف الصحراء "أحد الملفات الرئيسىة، تضاف اليه مشاكل بين الدول المغاربية". وعن احتمال اجتماعه بنظيره الجزائري عبدالعزيز بلخادم في الجزائر على هامش اجتماعات وزراء الخارجية، قال بن عيسى ان "التواصل قائم، لكن ينقصه ان نبذل جهودا حقيقية للتغلب على الصعاب التي تعترض تطوير الاتحاد المغاربي". بيد ان بن عيسى عبر عن تفاؤله إزاء امكان التغلب على "ما يعترضنا من عقبات في طريق تفعيل جدي لاتحاد المغرب العربي". وأضاق: "هناك مشاكل قائمة ومزمنة يجب ان نتناولها بكل موضوعية وشجاعة حتى نفسح المجال أمام تطور طبيعي وفعلي لاتحاد المغربي العربي". وأشار المسؤول المغربي الى ان بلاده "لم تعارض ابداً تفعيل الاتحاد، وانما ترى ان يكون التفعيل وفق معطيات الواقع". وكان بن عيسى اجتمع الخميس الماضي في تونس مع الرئيس زين العابدين بن علي، وسلمه رسالة من العاهل المغربي الملك محمد السادس. وعلق الوزير المغربي على زيارته عشية الاجتماع المغاربي في الجزائر بالقول ان المغرب "يدعم أي جهد يبذل لتقليص المسافة بين دول الاتحاد المغاربي ان ثنائياً أو ثلاثياً أو جماعياًً"، مضيفاً ان "الأهم هو التعاطي مع المشاكل المطروحة بواقعية اكبر". يذكر ان العلاقات المغربية - الجزائرية شهدت انفراجاً عقب الفيضانات التي اجتاحت مناطق مغربية. واعقبت ذلك محادثات هاتفية بين الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة والعاهل المغربي محمد السادس رأى فيها مراقبون "إذابة للجليد" الذي يعتري علاقات البلدين منذ الهجوم على فندق أطلس اسني في مراكش عام 1994 مخلفاً مقتل سائحين.