امتدت يد الجريمة أمس لتطال واحداً من ابرز وجوه لبنان السياسية رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري الذي قضى في انفجار عبوة كبيرة استهدفت موكبه في محيط فندق السان جورج في بيروت قرابة الواحدة بعد ظهر أمس. فقد انفجرت سيارة مفخخة بنحو 350 كيلوغراماً من المواد المتفجرة، في منطقة السان جورج على مقربة من فندق فينيسيا لدى مرور موكب الرئيس الحريري، ما أدى الى استشهاده وعدد من مرافقيه، اضافة الى مواطنين صودف وجودهم في المكان واصابة عدد كبير بجروح. وفور وقوع الانفجار هرعت الى المكان سيارات الاطفاء والاسعاف وضربت القوى الامنية طوقاً محكماً حول المكان وبدأت اعمال سحب الجثث. وأحدث الانفجار دماراً هائلاً في المنطقة. ووصلت اصداء الانفجار الى ساحة النجمة حيث كانت اللجان النيابية منعقدة لاستكمال البحث في مشروع قانون الانتخابات النيابية. وأدى ضغط الانفجار الى اقفال الباب الرئيسي للقاعة العامة لمجلس النواب وتناثر الزجاج في مبنى المجلس مما اضطر النواب الى تعليق الجلسة والخروج من الابواب الجانبية وسط حال من الهلع. وكانت المعلومات الاولية افادت ان الانفجار استهدف السان جورج ثم قيل انه استهدف مصرف "اتش اس بي سي" قبل ان تتوضح الصورة بوصول احد مرافقي الرئيس الحريري ويدعى سامر اللهيب الذي بدأ الصراخ وأكد ان الرئيس الحريري كان يمر في المكان. وبعد نحو ساعتين على وقوع الانفجار قطع تلفزيون "المستقبل" واذاعة" الشرق" التابعين للرئيس الحريري برامجهما ليبثا الآيات القرآنية، فتأكدت المعلومات التي كانت اشارت الى استشهاد الرئيس الحريري. وكان الرئيس الحريري شارك في جلسة اللجان النيابية المشتركة وجلس بعد خروجه من الجلسة مع النائب باسل فليحان والوزير السابق سمير الجسر في مقهى قريب من المجلس وتناولوا القهوة قبل ان ينطلق موكب الرئيس الحريري. وفور وقوع الانفجار وصل الى المكان رئيس الحكومة عمر كرامي ووزير الداخلية سليمان فرنجية واطلعا ميدانيا على الوضع واعطيا التوجيهات اللازمة للعناصر الامنية الموجودة في المكان. وفور توضح صورة الانفجار توجه الى مستشفى الجامعة الاميركية في بيروت حيث نقلت جثة الرئيس الحريري عدد كبير من الشخصيات السياسية والوفود الشعبية. واستدعت الجريمة التي اودت بالرئيس الحريري عقد مجلس الدفاع الاعلى الثالثة والنصف بعد ظهر امس، برئاسة رئيس الجمهورية اميل لحود وحضور رئيس الحكومة عمر كرامي، ووزراء: الدفاع عبدالرحيم مراد، الخارجية والمغتربين محمود حمود، الداخلية سليمان فرنجية، المال الياس سابا، الاقتصاد والتجارة عدنان القصار، وقائد الجيش العماد ميشال سليمان والمدير العام للامن العام اللواء الركن جميل السيد والمدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء علي الحاج والمدير العام لامن الدولة اللواء الركن ادوار منصور. وعقد مجلس الوزراء جلسة استثنائية في قصر بعبدا عند السادسة مساء في الإطار نفسه. وأعلن المجلس الحداد الرسمي لثلاثة ايام وقرر احالة الجريمة على المجلس العدلي وإقامة مأتم رسمي للرئيس الراحل. كما اجتمعت قوى المعارضة المنضوية في اطار لقاء البريستول عند السادسة مساء في منزل الحريري في قريطم فيما توجه الى بكركي رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط مع اعضاء في "لقاء قرنة شهوان" للتشاور مع البطريرك الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير في الجريمة وتداعياتها. وصدرت إثر الحادث مواقف مستنكرة من لبنان والعالم العربي والعالم.