دعا الأمين العام للأمم المتحدة كوفي انان أمس حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي الى التحرك لإنهاء العنف في اقليم دارفور، غرب السودان. وطالب باستراتيجية فعالة توقف القتل وتحمي الناس، معتبراً ان"قدرة الاتحاد الافريقي على توفير الأمن في دارفور دون مستوى التحدي". وقال انان، في كلمة أمام مؤتمر ميونيخ عن الأمن، ان لجنة التحقيق الدولية في دارفور أكدت ان المدنيين في الاقليم يتعرضون الى جرائم حرب يمكن اعتبارها جرائم ضد الانسانية. وأضاف ان"الناس يموتون كل يوم، ونحن نعجز عن حمايتهم، يجب اتخاذ اجراءات اضافية بسرعة ويجب على المنظمات التي تتمتع بقدرات حقيقية، مثل حلف شمال الاطلسي والاتحاد الأوروبي، ان تفكر بشكل جدي بما يمكنها أن تفعله بشكل عملي للمساعدة في انهاء هذه المأساة". ودعا انان الأجهزة الدولية الى ان تعمل بأسرع وقت ممكن في دارفور حيث قتل عشرات الآلاف وشرد 1.6 مليون شخص. وقال:"تذكروا هذا: عيوبنا الجماعية الحالية تقاس بعدد الأرواح التي تفقد". وزاد انان:"يجب أن نتوصل عن طريق التعاون معاً بشكل وثيق الى استراتيجية فعالة توقف القتل وتحمي الناس المعرضين الى الخطر، وإذا لم يحدث ذلك فاننا سنخذل الناس في دارفور. انني مستعد للقيام بواجبي كاملاً في صوغ مثل هذه الاستراتيجية". وأضاف:"كان من الأفضل لو تمت معالجة مشاكل الحكم المزمنة التي يعاني منها السودان... يجب أن يكون هدفنا النهائي عالماً مسالماً ودولاً قادرة تستطيع ممارسة سيادتها بشكل مسؤول والتعامل مع الضغوط الداخلية قبل أن تصبح نزاعاً". لكن وزير الدولة للخارجية السوداني نجيب الخير عبدالوهاب، انتقد موقف انان وقال للصحافيين امس ان مشكلة دارفور سببها عدم وفاء المجتمع الدولي والمانحين بالتزاماتهم لتوفير حاجات السلام في الاقليم. وأوضح عبدالوهاب ان المسؤولية الرئيسية لحل أزمة دارفور هي مسؤولية الاتحاد الافريقي وحكوماته، وأن أي دعوة للتدخل في دارفور لن يكون لها أثر ان لم تحظ بموافقة الخرطوم والاتحاد الافريقي. وزاد:"لن ترسل أي قوات الى دارفور من أي جهة الا بموافقتنا مع الاتحاد الافريقي"، لكنه أكد حرص حكومته على الشراكة مع الأسرة الدولية لتأمين ضرورات السلام. الى ذلك، ذكر عبدالوهاب ان وزارة الخارجية وقعت أمس اتفاقاً مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر في شأن الحاجات اللوجستية لتأمين ترحيل أسرى الحكومة لدى"الحركة الشعبية لتحرير السودان". وقال ان الصليب الأحمر سينقل 700 أسير ومعتقل تحتجزهم"الحركة الشعبية"في جنوب البلاد الى الخرطوم في نهاية الاسبوع. ومن جهة أخرى، أفاد وزير الدولة للخارجية ان وزيرة التعاون الدولي النرويجية هيلدا جونسون ستصل الى الخرطوم اليوم في زيارة تستمر خمسة أيام، تجري خلالها محادثات مع المسؤولين في شأن تنفيذ اتفاق السلام في جنوب البلاد، وعقد مؤتمر دولي للمانحين لتوفير ضرورات السلام ينتظر ان يعقد في أوسلو في نيسان ابريل المقبل. وفي السياق ذاته، أعرب مبعوث الأممالمتحدة الى السودان يان برونك عن احباطه إزاء استمرار انتهاك القوات الحكومية ومتمردي دارفور وقف النار في دارفور، ودعا الطرفين الى احترام الهدنة والوفاء بالتزاماتهما. وتوقع برونك خلال لقاء مع منظمات المجتمع المدني الوطنية في الخرطوم أمس ان يحيل مجلس الأمن تقرير اللجنة الدولية في جرائم الحرب في دارفور على"وحدة دولية"لاتخاذ قرار في شأنه. ونصح الحكومة برفع الحصانة عن المشتبهين بأنهم ارتكبوا انتهاكات دارفور"حتى يواجه القتلة مصيرهم ولا يفروا من العدالة الدولية".