ابدى حلف شمال الاطلسي ناتو مجددا استعداده للعب دور في حفظ السلام بين الفلسطينيين واسرائيل، في وقت سعى الرئيس محمود عباس ابو مازن في غزة الى اقناع فصائل المعارضة الفلسطينية بالتزام الهدنة، واطلعها على التفاهمات التي جرت في قمة شرم الشيخ. وفيما طالبته"حركة المقاومة الاسلامية"حماس بأن يعمل من اجل اطلاق الاسرى جميعا ومن دون تمييز، اعلنت مصادر فلسطينية واسرائيلية متطابقة ان اسرائيل وافقت على عودة مبعدين الى الضفة الغربية. راجع ص 4 و5 في غضون ذلك، شهدت ازمة تشكيل الحكومة الفلسطينية انفراجا ملحوظا، اذ قالت مصادر فلسطينية مطلعة ل"الحياة"ان"ابو مازن"ورئيس حكومته احمد قريع اتفقا على اعلان"تعديل وزاري"بعد غد يشمل تعيين 8 وزارء جدد. ويضع هذا الاتفاق حدا لخلافات نشبت بين عباس الذي اراد"حكومة جديدة تناسب الواقع الجديد"، وبين قريع الذي اراد"تعديلا وزاريا محدودا"لتشكيل"حكومة انتقالية"بانتظار الانتخابات التشريعية. وعلى الصعيد الدولي، جدد حلف الاطلسي استعداده للعب دور في حفظ السلام بين الفلسطينيين واسرائيل عندما اعلن امينه العام ياب دي هوب شيفر امام مؤتمر دولي للامن عقد في ميونيخ امس، انه ينبغي للحلف أن يكون مستعدا للعب دور رئيسي في دعم اي اتفاق مستقبلي للسلام بين الجانبين. لكنه رهن مثل هذا الدور بوجود اتفاق سلام، وبقبول الجانبين مساعدة الحلف، وربما ايضا بالحصول على تفويض من الاممالمتحدة. وقال انه يستعد لزيارة اسرائيل الاسبوع المقبل، علما انها الزيارة الاولى التي يقوم بها امين عام ل"الناتو"لاسرائيل. في السياق نفسه، اعلن وزير الدفاع الالماني بيتر ستراك في المؤتمر ذاته ان بلاده مستعدة للمشاركة في اي مهمة حفظ سلام لحلف الاطلسي في الشرق الاوسط. وكانت وزيرة الخارجية الاميركية كونداليزا رايس التقت وزراء خارجية"الناتو"الاسبوع الماضي وحضتهم على التفكير بلعب دور محتمل في العملية السلمية. وسبق لحلف الاطلسي ان اعلن استعداده للعب مثل هذا الدور، لكن تكرار هذا الموقف هو اشبه بجس نبض الاطراف المعنية، خصوصا اسرائيل التي ترفض وجود قوة دولية لحفظ سلام. ويرى مراقبون ان موقف"الناتو"يعكس توافقا بين دوله اوروبا واميركا على شكل الحل المقبل في الصراع الفلسطيني - الاسرائيلي، وتحديدا"خريطة الطريق"، في انتظار القبول الاسرائيلي بها. ويسبق هذا الاعلان اجتماع الاتحاد الاوروبي وحلف الاطلسي خلال الزيارة المقبلة للرئيس جورج بوش.