شهد العراق أمس أوسع تصعيد في الاعتداءات الطائفية منذ الانتخابات الأخيرة، فبعد ساعات على مقتل 14 شخصاً وجرح 22 آخرين في تفجير انتحاري استهدف مسجداً شيعياً شمال شرقي بغداد، أطلق مسلحون النار على مخبز شيعي مكتظ بالزبائن والعمال في بغداد وأردوا سبعة منهم. وتزامنت الاعتداءات الطائفية أمس مع تحرك أميركي باتجاه نقل مسؤولية الأمن الى القوات العراقية. فكشف قائد القوات المتعددة الجنسية الجنرال جورح كايسي أن القوات الأميركية ستنقل حملة مكافحة المسلحين المناوئين لها الى القوات العراقية هذا العام. وجاء هذا الاعلان في وقت شدد وزير الدفاع الأميركي دونالد رامسفيلد أثناء زيارة مفاجئة للعراق بدأها في الموصل على أن"تدريب قوات الأمن العراقية يحظى بالأولوية لدى القوات الأميركية"، لافتاً الى أن العراقيين سيتسلمون"مع الوقت"مهمة"التغلب على المتمردين فهذا بلدهم وهذه مسؤوليتهم فعندما تصبح قوات الامن العراقية واثقة من نفسها وقادرة، ستتمكن قواتنا وقوات التحالف من العودة الى بلادها مرفوعة الرأس". واعتبر رامسفيلد اثر لقائه رئيس الوزراء العراقي الموقت اياد علاوي في بغداد أن الانتخابات"انجاز مذهل ومحط افتخار في الولاياتالمتحدة وفي أوروبا وعبر العالم". وفي السياق ذاته، أعلن الجيش الأميركي أمس، تعيين الجنرال جون فاينس قائداً للقوات البرية في القوة المتعددة الجنسية في العراق، خلفاً للجنرال توماس ميتس، وذلك في اطار التحضير ل"عمليات تبديل حاسمة"هذا العام. وتسلم فاينس منصبه الجديد في حفل أقيم اول من أمس في قصر للرئيس العراقي المخلوع صدام حسين قرب بغداد في حضور قائد القوة المتعددة الجنسية في العراق الذي أكد أن حملة"مكافحة المتمردين"ستنقل هذا العام"الى قوات الأمن العراقية التي تعد نفسها لتصبح مستقلة"، مشيراً الى"أن عملية نقل السلطة هي الأولى خلال عام سيتميز بعمليات تبديل حاسمة". وعلى الصعيد السياسي، دعا ابراهيم الجعفري زعيم حزب"الدعوة الاسلامية"وأحد مرشحي قائمة"الائتلاف العراقي الموحد"لمنصب رئيس الوزراء، الزعيم الشيعي مقتدى الصدر الى"معاودة نشاطاته السياسية لبناء العراق الجديد"، لافتاً الى أن الباب"مفتوح لكل من لم يشارك في الانتخابات". وجاء ذلك في حين تظاهر المئات من العرب والتركمان في مدينة كركوك النفطية للتنديد ب"تزوير"الأكراد في الانتخابات والمطالبة باعادتها. ويتهم التركمان والعرب الأكراد باستقدام عشرات الآلاف من ناخبي السليمانية واربيل للاقتراع في كركوك. وعلى الصعيد الأمني، قتل 14 شخصاً وجرح 22 آخرون على الأقل في انفجار سيارة مفخخة أمام مسجد شيعي في بلدروز شمال شرقي بغداد في أول يوم جمعة من شهر محرم. وأكد الضابط في الأجهزة الأمنية ماهر صلاح أن"القوات الأمنية انتشرت حول المسجد بحثاً عن السيارة لكن سيارة أخرى انفجرت في اللحظة التي عثروا فيها على السيارة الأولى"، مشيراً الى أن بين القتلى ثلاثة جنود على الأقل. وفي منطقة الأمين شرق بغداد، قتل سبعة عراقيين في هجوم مسلح استهدف مخبزاً شيعياً. وقال ضابط شرطة إن"الهجوم على مخبز السعادة قبالة مركز شرطة الراشد في حي الأمين أوقع سبعة قتلى". كما قُتل 11 عراقياً وجرح ثمانية آخرون في سلسلة هجمات منذ ليل أول من أمس في شمال بغداد وغربها. وفي الاطار ذاته، أعلن محافظ كربلاء أمس خطة أمنية لمناسبة ذكرى عاشوراء، موضحاً أن"مجلس المحافظة اتخذ سلسلة من الاجراءات لمناسبة ذكرى عاشوراء"تشمل اقفال"كل مداخل المدينة اعتباراً من 14 الشهر الجاري، ومنع حركة السير داخل المدينة اعتباراً من 16 الجاري". من جهة اخرى، اعلنت"هيئة علماء المسلمين"امس عزمها على عقد"مؤتمر عام لأهل السنة"قريبا بهدف توحيد صفوف الطائفة. وقال الشيخ احمد عبد الغفور السامرائي احد قياديي الهيئة في خطبة الجمعة في مسجد ام القرى في بغداد"سنبدأ العمل بمشروع المؤتمر العام لأهل السنة"الذي سيشارك فيه ممثلون عن الجمعيات والمؤسسات والعشائر والنقابات والاحزاب والمحافظات. واوضح ان"هذا المؤتمر لن يكون بديلاً من اي هيئة او حزب او تجمع عراقي انما هو الخيط الذي تنتظم به اهل السنة بجميع تجمعاتها واسمائها". واضاف:"نريد ان نجمع شملنا لنمد يد الاخوة والمحبة الى كل طبقات العراقيين"، مؤكداً ان احدى الاولويات الرئيسية للمؤتمر ستكون"السعي لتحرير العراق من الاحتلال عن طريق ... العمل السياسي".