طوت بريطانيا صفحة مع فرنسا، أمس، عندما سلمتها الإسلامي الجزائري رشيد رمدة 35 عاماً بعد قضائه 10 سنوات في السجن، بدون محاكمة، على ذمة طلب باريس تسلمه لمحاكمته بتهمة التورط في تفجيرات المترو عام 1995. وقال ناطق باسم وزارة الداخلية البريطانية ل"الحياة"ان ترحيل رمدة جاء بعدما قررت محكمة إدارية أمس ان لا حق له في تقديم استئناف جديد ضد قرار وزير الداخلية تشارلز كلارك قبول تسليمه الى فرنسا. وكان محاموه يراهنون على تقديم طعن الى مجلس اللوردات، أعلى هيئة استئناف في بريطانيا، وربما الى المحكمة الأوروبية. وخسر رمدة الشهر الماضي استئنافاً قدمه محاموه أمام قضاة استئناف في المحكمة العليا في لندن ضد قرار كلارك، في نيسان ابريل الماضي، الموافقة على ابعاده الى فرنسا. وجادل محاميه إدوارد فيتزجيرالد بأن قرار كلارك تشوبه عيوب قانونية، في إشارة الى اعتبار الوزير ان الجزائري سيلقى محاكمة عادلة في فرنسا. ويواجه رمدة 23 تهمة بتمويل وتنظيم حملة تفجيرات في فرنسا في صيف 1995. ويزعم الفرنسيون انه أحد ممولي"الجماعة الإسلامية المسلحة"التي تبنت تفجيرات باريس. واعتقل الشاب الجزائري المعروف باسم"أبو فارس"في تشرين الثاني نوفمبر 1995، بناء على طلب من فرنسا لتسلمه في قضية تفجيرات المترو في صيف ذلك العام. وكانت تلك التفجيرات أسوأ هجمات إرهابية تعانيها فرنسا وتسببت في مقتل وجرح عشرات. وتبنّت"الجماعة الإسلامية المسلحة"سلسلة التفجيرات في باريس، التي جاءت في ذروة تصاعد أعمال العنف في الجزائر. لكن محامي رمدة شككوا في ان"الجماعة مخترقة"من السلطات الجزائرية. وليس سراً ان رمدة كان أحد المشرفين على نشرة"الأنصار"التي كانت تصدر في لندن وتجاهر بتأييد"الجماعة المسلحة". وجادل محاموه دائماً بأن المزاعم الخاصة بضلوعه في تمويل هجمات المترو في باريس جاءت من أحد المتهمين، بوعلام بن سعيد، الذي قال في المحكمة ان الفرنسيين اساؤوا معاملته خلال اعتقاله لانتزاع الاعترافات منه. وركز المحامون على هذه النقطة في طلبات الاستئناف التي قدموها، مجادلين بأن الحكومة البريطانية لم تحقق في مزاعم بن سعيد باساءة معاملته. وقام مؤيدو رمدة بحملات عدة تأييداً له في لندن، وركزوا على عدم عدالة اعتقاله عشر سنوات من دون محاكمة. وقالوا ان الشاب الجزائري حفظ القرآن الكريم خلال سنوات سجنه الطويلة في سجن بلمارش، الذي يُطلق عليه"غوانتاناموبريطانيا"، في جنوب شرقي لندن.