تظاهر بعد ظهر أمس قرابة مئة إسلامي أمام مقر رئاسة الوزراء البريطانية في 10 داونينغ ستريت للإحتجاج على استمرار اعتقال خمسة إسلاميين مصريين اعتقلوا في عملية للشرطة والاستخبارات في ايلول سبتمبر الماضي، وللمطالبة بعدم تسليم إسلامي جزائري الى فرنسا التي تريد محاكمته بتهمة التورط في تفجيرات محطات القطارات في باريس صيف العام 1995. ولوحظ حضور كثيف للشرطة في مكان التظاهرة التي شارك فيها ناشطون إسلاميون معروفون. وقالت الشرطة ان التظاهرة مرّت بسلام ولم يتخللها أي حادث عنف. والمصريون الخمسة هم هاني السباعي وأسامة حسن محمد وسيد عبدالمقصود وسيد عجمي معوّض وإبراهيم العيدروس اعتقلوا في 23 ايلول سبتمبر الماضي في "عملية التحدي" لشرطة اسكتلنديارد والاستخبارات الداخلية "أم. آي. 5". وعلى رغم ان اعتقالهم تم بناء على قانون الإرهاب، إلا ان أياً منهم لم يُقدّم للمحاكمة بهذه التهمة. كذلك تم إبقاؤهم في سجن بلمارش، بينما كانت عائلتهم تطالب بإطلاقهم أو نقلهم الى مركز اعتقال خاص بطالبي اللجوء. أما الشاب الجزائري فهو رشيد رمدة الذي تطالب فرنسا بتسلمه بتهمة التورط في تفجيرات "المترو" عام 1995. وهو ينفي التهمة. وقال ياسر السري أبو عمار المصري الذي شارك في التظاهرة أمس، ان السلطات البريطانية رضخت على ما يبدو لمطالب عائلات المعتقلين المصريين. وأبلغ "الحياة" ان الخمسة نُقلوا من بلمارش الى مركز اعتقال لطالبي اللجوء. ويرأس السري "المرصد الإعلامي الإسلامي" في لندن. وهو محكوم بالإعدام في مصر. كذلك قال ناطق باسم "لجنة نصرة عائلات المسجونين" ان التظاهرة "ليس هدفها طلب المنّة من الكفّار. بل طلب الحق، لأن المعتقلين مظلومون". واتهم جهاز الاستخبارات البريطاني بمحاولة تجنيد إسلاميين مصريين، بإغرائهم بالمال ومنحهم الجنسية شرط التعاون معهم، وإلا يتم ترحيلهم الى مصر. وقال عمر أبو محمد أبو قتادة الفلسطيني ل "الحياة" ان المعتقلين "جاؤوا الى هذه البلاد بسبب الظلم الذي لحق بهم في بلادهم. وللأسف، بدأت بريطانيا تستجيب ضغط بعض الدول لاعتقال ناس لم تثبت عليهم الى الآن اي تهمة". وطالب باطلاق المعتقلين، مشيراً الى إبقاء رشيد رمدة "في بلمارش، أسوأ سجون بريطانيا" منذ تشرين الثاني نوفمبر 1995. وتلقت "الحياة" بياناً من "لجنة مناصرة السجين رشيد رمدة" طالبت بعدم تسليمه الى فرنسا التي وصفها البيان ب "أم الخبائث". أما مصطفى كامل أبو حمزة المصري فقال ل "الحياة" ان مشاركته في التظاهرة هدفها "المطالبة برفع الظلم عن المعتقلين. إذ لم تعثر الشرطة و"أم. آي. 5" على قطعة سلاح واحدة في "عملية التحدي". ان اعتقالهم قرار سياسي نعتبره عداء سافراً للإسلام والمسلمين". وأكدت ل "الحياة" زوجة هاني السباعي ابو كريم الذي تصفه القاهرة بأنه أحد قادة جماعة "الجهاد"، ان زوجها بريء من أي تهمة تتعلق بالارهاب.