في هجوم نوعي ترافق مع عمليات أميركية - عراقية ضد المسلحين في الأنبار، احتل مسلحون مدينة الرمادي لحوالى ساعة، بعدما شنوا هجوماً بالقذائف والرشاشات على قاعدة أميركية. لكن الجيش الأميركي قلل من أهمية هذا الهجوم، وقال في بيان إن"هناك اشاعات تدور حول وقوع هجمات كبيرة في الرمادي"، نافياً"وقوع أعمال تمرد ذات أهمية في المدينة". وأقر الجيش الأميركي ب"حصول عملية اطلاق قذائف هاون على قاعدة للمراقبة أميركية - عراقية في المدينة لم تؤد الى وقوع خسائر في الأرواح أو أي أضرار مادية". وأفاد سكان في الرمادي أن مجموعات من الرجال المدججين بالسلاح ويرتدون أقنعة، هاجمت قاعدة عسكرية أميركية في وسط المدينة المضطربة، وأطلقت النار على مكاتب تابعة للمجلس المحلي، قبل أن تسيطر على عدد من الشوارع. ووزعت منشورات في المدينة جاء فيها أن"تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين"بزعامة الأردني أبي مصعب الزرقاوي يسيطر على المدينة وأن"أتباعها سيحرقون الأميركيين ويرسلونهم الى بلادهم بالقوة"، لكن المسلحين تفرقوا بعد ساعات، وعادت المدينة الى حالة من الهدوء النسبي. كما قال مراسل لوكالة"رويترز"إن 400 مسلح سيطروا على أحياء كانت خاضعة لسيطرة القوات الأميركية، مضيفاً أنهم احتلوا جميع الشوارع الرئيسية. وكانت القوات العراقية أعلنت في منتصف تشرين الثاني نوفمبر الماضي مقتل 32"متمرداً"في سلسلة هجمات شنتها على مواقعهم في الرمادي. وأفادت الشرطة أن سكان هيت تظاهروا ضد الهجوم الأميركي، واحتجوا على الاستخدام المفرط للقوة، وطالبوا برحيل القوات الأميركية عن مدينتهم. الى ذلك، أعلن مصدر في وزارة الداخلية العراقية اصابة سعدي العبيدي مستشار وزير الدفاع سعدون الدليمي في هجوم مسلح في بغداد. وقال إن"مسلحين هاجموا موكب سعدي العبيدي مستشار وزير الدفاع العراقي في منطقة اليرموك غرب بغداد، ما أسفر عن اصابته مع اثنين من مرافقيه واحتراق سيارتين من موكبه". وفي الرطبة، أعلنت الشرطة العثور على جثث أربعة أشخاص مقيدين وعليهم آثار أعيرة نارية ملقاة على جانب طريق بين القائم والرطبة. وفي البصرة، أفادت الشرطة أن مسلحين اغتالوا أول من أمس مترجماًً عراقياً يعمل مع القوات البريطانية في المدينة. وفي الكفل، أعلنت الشرطة أن ثلاثة مدنيين قُتلوا عندما دهست عربة عسكرية أميركية من طراز"برادلي"سيارتهم في البلدة. وفي الفلوجة، أعلن الجيش الأميركي في بيان أن أحد جنود مشاة البحرية المارينز توفي أول من أمس متأثراً بإصابته بنيران أسلحة صغيرة. وفي بيان منفصل، أكد الجيش الأميركي وفاة أحد جنوده متأثراً بجرح ناجم عن عيار ناري أصيب به شمال بغداد. وفي كربلاء، أكد مصدر أمني إقالة قائد شرطة المدينة اللواء محمد رضا السلطاني بسبب تزايد عمليات القتل في المدينة ضد البعثيين والعسكريين السابقين، التي وصلت الى 21 قتيلاً خلال شهر واحد. وقال الناطق الرسمي باسم قيادة شرطة كربلاء رحمن مشاوي إن"وزارة الداخلية قررت إقالة السلطاني وتعيين العقيد رزاق عبد علي الطائي بدلاً منه". وأضاف أن"سبب الاقالة هو تزايد عمليات القتل في حق البعثيين والعسكريين السابقين في المدينة، التي وصلت الى 21 قتيلاً خلال شهر واحد فقط"، مشيراً الى أن"السلطاني كان عين قائداً لشرطة المدينة قبل شهر". وكان مصدر في شرطة كربلاء أكد الأحد الماضي مقتل علي جاسم ضابط شرطة مكلف التحقيق في مقتل 18 بعثياً سابقاً في المدينة خلال شهر واحد بأيدي مسلحين. من جهة أخرى، انتقدت"هيئة علماء المسلمين"في بيان استمرار العمليات العسكرية الأميركية والعراقية في المناطق السنية، معتبرة أنها عملية"تصفية جغرافية وجسدية لم تحدث حتى في العهود الوسطى". وجاء في البيان أن"على عادة الطغاة والمستبدين، وما دأبت عليه أيديهم المجرمة متجاوزين كل ما وعدوا به من عدم التعرض للمدن الآمنة بالدهم والاعتقال والقتل والتدمير والسرقة وتهجير أهلها في تصفية جغرافية وجسدية لم تحدث حتى في العهد الوسيط، نفذت قوات الاحتلال تساندها قوات الحكومة الاسلامية الانتقالية منذ أيام وحتى الآن عمليات دهم وتهجير وقتل في مناطق كثيرة من العراق". وناشدت الهيئة"في صورة خاصة جامعة الدول العربية المتمثلة بشخص أمينها العام عمرو موسى ومنظمة المؤتمر الاسلامي وجميع حركات التحرر في العالم التدخل الفوري لوقف هذه المجازر". وطالب الأمين العام لمؤتمر أهل العراق عدنان الدليمي الحكومة العراقية والقوات الأميركية بأن"تتوقف عن ضرب مدننا واعتقال شبابنا ونسائنا". وعلى صعيد قضية الرهائن، صرح وزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتاينماير بأن بلاده تريد الاتصال بمسلحين في العراق يحتجزون ألمانية ويهددون باعدامها. وقال شتاينماير بعد اجتماع للجنة الأزمات التي تشكلت للتعامل مع مشكلة خطف الألمانية:"سنبذل كل جهد لاجراء اتصالات أولاً لدفع الأمور قدماً. وسنتجنب المخاطرة بصحة وحياة الرهينة". جاء ذلك فيما توجه الناشط الاسلامي البريطاني أنس التكريتي الى بغداد للعمل على إطلاق أربعة غربيين هم بريطاني وأميركي وكنديان تحتجزهم جماعة مجهولة اسمها"سيوف الحق".