صاحب "جمال اميركي" في حرب الخليج لم يعرف الا بفيلمين حتى الآن، أولهما "جمال اميركي" والثاني "الطريق الى برديشن"، ومع هذا ها هو الانكليزي المقيم والعامل في هوليوود منذ فترة، سام مندس، يخوض اللعبة السينمائية حتى آخرها. فمن المعروف في عاصمة السينما العالمية ان تحقيق مخرج ما لفيلم حربي يعتبر تكريساً مهنياً له، واخراجاً من دائرة الحميمية المطلقة. فكيف اذا كان الفيلم عن احدث الحروب: حرب الخليج؟ يستعد مندس الآن لتحقيق فيلم مقتبس من يوميات كتبها جندي حقيقي هو انطوني سووفورد، خاض حرب الخليج الاولى صراع قوات التحالف بقيادة الولاياتالمتحدة، ضد غزو قوات صدام حسين الأراضي الكويتية. وتتركز المذكرات التي تحمل، كما الفيلم، عنوان "جارهيد" أي المارينز، مغامرات أربعة رفاق خلال تلك الحرب. سبيلبرغ يتخلى عن حلمه لبوب مارشال منذ سنوات طويلة ورواية "مذكرات فتاة الغيشا" حلم يداعب خيال ستيفن سبيلبرغ. اذ في كل مرة كان فيها صاحب "المحطة النهائية" ينتهي من تحقيق فيلم، كان يعلن ان فيلمه التالي سيكون مقتبساً عن رواية آرثر غولدن هذه. أخيراً، كان لا بد لسبيلبرغ من ان يتخلى عن حلمه، لانشغاله بمشاريع عدة اخرى، بدت بالنسبة اليه اكثر الحاحاً من تلك الرواية التي تدور احداثها في سنوات الثلاثين من القرن العشرين، والتي تروي حكاية فتاة غيشا وقعت في غرام رجل ذي سلطة. ونكوص سبيلبرغ هذا، كان من حظ بوب مارشال مخرج "شيكاغو" الذي بدأ تصوير الفيلم من بطولة زانغ زيوي في دور الغيشا وغونغ لي في دور منافستها الشريرة، وكين واتانابي في دور عشيق الغيشا. روميو وجولييت في عشر دقائق تدور أحداث الفيلم الروائي القصير الذي حققه المخرج الفلسطيني فجر يعقوب اخيراً في غرفة العناية الفائقة، حيث يتمدد المراهقان العاشقان على سريري الموت، ويقودان فيهما حوارهما المفترض أن يكون ما بعد الأخير بينهما، ذلك أنهما في حال غيبوبة كاملة. يبدو للوهلة الأولى أن عدة التنفس الاصطناعي وحدها هي من تساعد على تفسير الحوار وإنشائه بغية انتشالهما من حالهما، لكن قوة المجتمع الاتصالي في إعطاء معنى جديد لحركة أصابع اليدين وهي تحاول اللقاء تقطع الحوار بينهما، فيما الأصابع تتوقف في المنتصف. وتكمن المفاجأة في استيقاظ الفتاة من سباتها، وما نراه أمامنا ليس هو إلا رعشاً زائلاً في محاولة إعادة التوازن للغة يفترض أنها جديدة. أدى دوري روميو وجولييت في الفيلم سامر سلامة وتسنيم فريد، وهو من تصوير أحمد الرفاعي ومونتاج ماهر جاموس، والموسيقى مختارة من غوران بريغوفيتش. كيت بلانشيت سارقة ارواح كيت بلانشيت، الفاتنة الانكليزية التي غزت هوليوود منذ سنوات، قالت اخيراً في أحاديث صحافية انها حققت حلماً قديماً من احلام صباها حين قامت بدور كاترين هيبورن في فيلم مارتن سكورسيزي الاخير "الطيار". واستدركت بلانشيت موضحة ان "تمثيل دور شخص يثير اعجابك المطلق، على الشاشة، ليس امراً سهلاً، اذ على الممثل هنا ان يعرف كيف يفرق تماماً بين الصورة التي يحملها لنجمه في ذهنه، بفضل افلامه التي شاهدها، وبين طبيعته الحقيقية. ومن هنا يتعين عليك قبل اداء دور هذا النجم ان تقوم بتحقيق خاص وبحث دقيق. وانا حين فعلت هذا، قبل ان امثل دور كاترين هيبورن، كان يخالجني احياناً شعور بأنني سارقة ارواح...".