لوس انجليس - أ ف ب - تجري حفلة توزيع الاوسكارات للمرة 71 غداً الاحد في ظل منافسة حامية بين فيلم يروي فظائع الحرب العالمية الثانية، وآخر رومانسي رقيق يتخيل قصة حب جارف يعيشها شكسبير الشاب اثناء قيامه بتأليف قصة اشهر عاشقين في العالم "روميو وجولييت". وخلافاً للعام الماضي حين بدا واضحاً حتى قبل اعلان الترشيحات ان فيلم "تايتانيك" سيحصد القسم الاكبر من الجوائز، تبدو المنافسة غير محسومة هذه السنة. الا ان فيلمين يبدوان مرجحين اكثر من غيرهما وهما "شكسبير اين لاف" شكسبير العاشق للبريطاني جون مادن الذي رشح لاكبر عدد من الترشيحات 13 ترشيحا و"سيفينغ برايفت رايان" انقاذ الجندي رايان للاميركي ستيفن سبيلبرغ 11 ترشيحا. ويحظى فيلم "شكسبير العاشق" بتقدير النقاد كما لاقى نجاحاً جماهيرياً كبيراً اذ جمع قرابة 70 مليون دولار من العائدات، وهو معدل مشرف بالنسبة الى فيلم لا يعتبر مخصصا للجمهور الواسع. اما "انقاذ الجندي رايان" الذي تخطت عائداته ال 200 مليون دولار فاعتبره النقاد، رغم انقسامهم حوله، نقطة تحول ستتغير معها من دون شك اساليب تصوير الافلام الحربية ومضمونها. والحرب العالمية الثانية حاضرة في فيلمين آخرين مرشحين على غرار فيلم سبيلبرغ لاوسكار افضل فيلم هما "ذا ثين ريد لاين" الخط الاحمر الرفيع لتيرينس ماليك عن معركة غوادالكانال الشهيرة و"لا فيتا اي بيلا" الحياة حلوة للايطالي روبرتو بينينيي عن المحرقة. وهذا الفيلم الذي يعتبر اول شريط سينمائي يعالج موضوع معسكرات الاعتقال النازية بأسلوب كوميدي، هو اول فيلم ناطق بلغة غير الانكليزية يحصل على هذا العدد من الترشيحات سبعة. كما انه الاول منذ "زد" لكوستا غافراس 1970 الذي يرشح في آن لجائزتي افضل فيلم وافضل فيلم اجنبي. أخيراً رشح فيلم تاريخي بريطاني آخر هو "اليزابيث" لاوسكار افضل فيلم، غير انه من غير المتوقع اجمالا ان يتمكن، رغم جودته الفنية العالية، من التفوق على منافسيه الاربعة الاقوياء. وتبدو المنافسة شديدة ايضا على اوسكار افضل ممثل بين توم هانكس بطل "انقاذ الجندي رايان" الذي سبق له الفوز بجائزتي اوسكار افضل ممثل وبين منافسين بارزين آخرين هما نيك نولتي 59 عاما وادوارد نورتون 25 عاما. وعلى اوسكار افضل ممثلة تتنافس اميركيتان من جيلين مختلفين هما ميريل ستريب 50 عاما عن "وان ترو ثينغ" - شيء واحد حقيقي وغوينيث بالترو 26 عاما- عن "شكسبير العاشق" مع ممثلة برازيلية هي فرناندا مونتينغرو عن "محطة البرازيل" واخرى استرالية هي كيت بلانشيت عن "اليزابيث" وثالثة بريطانية هي ايميلي واتسون عن "جاكي وهيلاري". وتعتبر البريطانية جودي دانش عن "شكسبير العاشق" ولين ريدغراف عن "غادز اند مونسترز" آلهة ووحوش الاوفر حظاً في فئة افضل ممثلة في دور ثانوي. وبالنسبة الى الممثلين في الادوار الثانوية فان المنافسة شديدة بين جيمس كوبرن، احد نجوم افلام الاثارة والفئة "ب"، عن "احباط" وبين الاسترالي جفري راش عن "شكسبير العاشق". غير ان المنافسة الفعلية هي تلك التي تجري في الكواليس بين شركات الانتاج التي ترى في الاوسكارات فرصة لرفع ايرادات افلامها. وابرز هذه الشركات "ميراماكس" المستقلة التي حظيت افلامها، ومن بينها "شكسبير العاشق" و"الحياة حلوة"، ب23 ترشيحا. وبينما تستمر التحضيرات لحفلة الاوسكار التي تجري هذه السنة للمرة الاولى يوم احد كانت تجري ايام الاثنين يستمر الجدل حاداً حول منح المخرج ايليا كازان 89 عاماً اوسكاراً شرفياً تقديراً له على مسيرته الفنية. وقد احتج العديدون في هوليوود على منحه هذه الجائزة حيث يعتبر مسؤولاً عن تدمير حياة عدد من زملائه بعد ان فضح اسماءهم للجنة مكارثي التى كانت مكلفة مطاردة "الشيوعيين في هوليوود". ويخشى المنظمون ان يؤثر هذا الجدل على سير الحفلة التي يشاهدها مئات الملايين من المشاهدين في العالم. فقد دعت احدى اللجان المناهضة لكازان الى تظاهرة امام قاعة "دوروثي تشاندلر" في لوس انجليس، حيث ستوزع الاوسكارات قبيل المساء، والى الامتناع عن التصفيق له.