حالت عطلة رأس السنة الهجرية، أمس دون وقوع مجزرة بشرية كبيرة في وسط بغداد التي هزها انفجار سيارة مفخخة، لكن الهجمات المتنقلة وعمليات التصفية لرجال شرطة تم خطفهم سابقاً أدى الى سقوط 32 قتيلاً عراقياً وجرح 19 آخرين بحسب احصاءات غير نهائية. انفجرت سيارة مفخخة امس، قرب ميدان التحرير في وسط بغداد، والمكتظ بالمحال التجارية غير ان وجود عطلة عامة في العراق لمناسبة عيد رأس السنة الهجرية أدى الى اقتصار عدد الضحايا على أربعة قتلى وستة جرحى. وقال مسؤول في مستشفى الكندي طلب عدم الكشف هويته:"تسلمنا جثتي قتيلين ونقل جريح الى المستشفى". واوضح علي عبد المطلب الضابط في الشرطة في جهاز حماية المستشفى ان اربعة جرحى نقلوا الى مستشفى الجراحة العصبية. وفي مستشفى ابن النفيس، قال شرطي في الجهاز الامني ان جريحا اصابته طفيفة عولج في المركز. واوضح الضابط في الشرطة محمد سلمان ان"سيارة رباعية الدفع انفجرت عند مرور قافلة اميركية لم تصب بأذى"، مرجحا ان يكون التفجير حصل عن بعد وليس عملية انتحارية. ووقع الانفجار في الثامنة والنصف صباحاً بالتوقيت المحلي، وتناثر الحطام في ميدان التحرير وتقاطعات عدة ومتاجر وأكشاك وارتفع عمود من الدخان الاسود الى السماء في المكان، ودوت اصوات سيارات الاسعاف. وسارع رجال الاطفاء الى اخماد النار التي اندلعت في السيارات. وقال ناطق باسم الجيش الاميركي ان السيارة فُجرت عن بعد وان قافلة عسكرية اميركية مرت في المنطقة قبل وقت قصير من وقوع الانفجار. لكنه نفى اي اصابات بين جنوده. وقال احمد صباح عابد الذي كان في المكان انه عندما وصلت القافلة الاميركية الى ساحة التحرير،"فر سائق السيارة وتركها قبل ان تنفجر". وأغلقت الشرطة العراقية والقوات الاميركية القطاع. وانفجرت سيارة مفخخة ثانية في بلدة سلمان باك 20 كلم جنوب شرقي بغداد، وقال مسؤول في الداخلية العراقية ان الانفجار حصل امام حاجز تابع للشرطة العراقية ما أدى الى جرح خمسة اشخاص بينهم رجال شرطة، وتم توقيف سبعة مشبوهين في المكان. وفي بعقوبة شمال بغداد، قالت الشرطة العراقية ان مدنياً عراقياً قتل وأصيب ثلاثة من رجال الشرطة بجروح في اشتباكات بين مسلحين ورجال شرطة. وقال ضابط في الشرطة ان"مسلحين هاجموا سيارتي شرطة كانتا تقومان بدورية في الثامنة والنصف صباحا في وسط بعقوبة". وبعدها بقليل، قتل مسلحون الملازم في الشرطة عدي جابر بينما كان في سيارته في بعقوبة، حسبما ذكر مسؤول في شرطة محافظة ديالى. وفي الحديثة 350 كلم غرب بغداد، أفاد شهود ان لغماً ارضياً انفجر اثناء مرور رتل لناقلات جنود اميركية على الطريق العام جنوب البلدة، وتسبب في وقوع عدد من الاصابات. واشار الشهود الى ان عدداً من الجنود انتشر في محيط المنطقة وقاموا بحملة تفتيش تحسباً من وجود الغام اخرى. وفي كركوك، قال مدير شرطة المدينة اللواء تورهان يوسف ان مدنياً قتل واصيب آخر بجروح في انفجار عبوة ناسفة لدى مرور رتل اميركي فوق احد الجسور، وفرضت القوات الاميركية طوقاً امنياً حول المكان ومنعت المدنيين من الاقتراب منه. وفي الكوت 571 كم جنوب شرقي بغداد، أدى انفجار عبوة ناسفة قرب مكتب المنظمة الاميركية غير الحكومية ميرسي كوربس الى اصابة اربعة من المارة بجروح، وفقاً للشرطة المحلية. وذكرت مصادرالشرطة في بلدة الاسكندرية التابعة لمدينة الحلة 54 كلم جنوببغداد أنه تم العثور على اربع جثث تعود لعناصر في الشرطة مقتولين بعدما كانوا خطفوا قبل اربعة ايام، وذلك رميا بالرصاص وهم موثوقو الايدي. وتلقت وكالة"اسوشييتد برس"شريطاً يصور عملية تصفية الضحايا بأسلحة صوبت الى رؤوسهم من الخلف وهم معصوبو الاعين، وتم تأريخ الشريط في الثالث من الشهر الجاري. وعثر في جنوببغداد على اكثر من عشرين جثة متفحمة لسائقين عراقيين كانوا ينقلون شحنات من السكر لمصلحة وزارة التجارة. وافاد مصدر في الشرطة ان دورية عثرت في منطقة الصويرة 06 كلم جنوب شرقي بغداد على نحو عشرين شاحنة محترقة تنقل السكر الى بغداد، وان شرطيين وجنديين كانوا برفقة القافلة قتلوا ايضاً، موضحاً ان"الجثث داخل الشاحنات كانت متحللة ما يعني ان الهجوم حصل قبل يومين على الاقل". واشار الى ان الدورية التي عثرت على الشاحنات كانت في مهمة بين الصويرة وسلمان باك التي تبعد عشرين كيلومتراً جنوببغداد لضمان أمن الطريق لمرور نحو مئة سيارة جديدة للشرطة. وقال ان"هذه السيارات وصلت الى مرفأ ام قصر في الجنوب على ان تتوجه الى بغداد". والمنطقة التي وقعت فيها المجزرة خارجة عن نطاق السيطرة الامنية وتكثر فيها الهجمات. وصرح مسؤول في"الاتحاد الوطني الكردستاني"ان عراقيا قتل مساء اول من امس، في كمين لموكب كردي آت من مدينة كركوك شمال العراق. وقال ممثل الاتحاد في بغداد سعدون شافي ان"مجموعة من 54 شخصا بينهم موظفون في اللجنة الانتخابية والمجلس المحلي كانوا متوجهين من كركوك الى بغداد لمناقشة نتائج الانتخابات". وتعرضت المجموعة التي تضم 51 امرأة لكمين في شارع حيفا معقل المسلحين العرب السنَة الذي يشهد مواجهات مع الجيش الاميركي بشكل شبه يومي. وقال شافي ان"حراس الاتحاد ومقاتلين اكراد بشمركة تابعين للجيش العراقي ردوا على اطلاق النار". واضاف ان"الاشتباكات استمرت ساعتين ونصف ساعة قتل خلالها احد عناصرالاتحاد وجرح حارسان". واكد ناطق عسكري اميركي ان قوة للتدخل أرسلت الى المكان، موضحا ان عراقيين عدة قتلوا من دون ان يضيف اي تفاصيل. واكد المسؤول في المفوضية المستقلة للانتخابات فريد ايار ان تحقيقاً فتح في الحادث.