سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
اعطاب مروحيتين أميركيتين وإصابة 11 جندياً في هجمات متزامنة في الرمادي : 120 قتيلا في "الأربعاء الأسود" في العراق : تفجيرات جوالة واشتباكات مع الأميركيين واغتيالات
قتل 120 عراقياً أمس في اشتباكات متفرقة وتفجيرات طاولت معظم المدن من كركوك شمالاً إلى مدينة الصويرةجنوباً. ودارت معركة شرسة بين القوات الأميركية والمقاومة التي شنت هجمات متزامنة على مراكز الأميركيين في الرمادي، وأسفرت الاشتباكات عن اعطاب مروحيتين أميركيتين وجرح 11 جندياً من مشاة البحرية المارينز. وكانت أكبر حصيلة للقتلى في بعقوبة، حيث أدى انفجار سيارة مفخخة إلى مقتل 68 عراقياً أمام مركز للشرطة واصابة العشرات. وهاجم مسلحون مجهولون منزل محافظ الرمادي فأحرقوه وخطفوا أولاده الثلاثة. واغتيل مسؤولان في محافظة كربلاء. ودان وزير الخارجية الأميركي هذا التفجير، وقال إن "الاعتداء بالمتفجرات محاولة جديدة لإنكار حق الشعب العراقي بالحلم في السيادة". وتعهد عدم "ترك الأحداث المأسوية تحولنا عن هدفنا". أعلن وزير الصحة العراقي علاء العلوان ان 68 عراقياً قتلوا بانفجار سيارة مفخخة وقع صباح أمس أمام مقر للشرطة في بعقوبة شمال بغداد. وقال إن "المسؤولين في مستشفى المدينة العام أبلغوني أن 68 شخصاً قتلوا وجرح 56 آخرون في الانفجار" أمام مديرية شرطة النجدة في بعقوبة. وكانت حصيلة سابقة لوزارة الداخلية العراقية أشارت الى سقوط 51 قتيلاً و40 جريحاً. وكانت حافلة صغيرة محملة بالمتفجرات انفرجت قرب سوق في بعقوبة. ودمر الانفجار الشديد الأكشاك الموجودة في السوق وستة مبانٍ، وذلك قبل أيام من عقد مؤتمر سياسي للتخطيط لمستقبل العراق. وجلس رجل مصاب بجروح بالغة وقد احترقت ملابسه وغطت الدماء جسمه بين أنقاض يتصاعد منها الدخان في جوار الجثث التي بدا أن بعضها جثث لأطفال. وذكر مصدر في وزارة الداخلية ان من بين القتلى 21 شخصاً كانوا يستقلون حافلة صغيرة في جوار الحافلة التي انفجرت. وهذا أكبر عدد من القتلى والجرحى يسقط في هجوم منذ 24 حزيران يونيو عندما سقط أكثر من مئة قتيل في سلسلة تفجيرات وهجمات انتحارية في أماكن متفرقة. ويأتي الانفجار بعد شهر واحد من انتقال السلطة إلى حكومة عراقية موقتة. وإلى جانب مقتل عشرات المدنيين أثناء تجولهم في السوق، قتل في الانفجار أيضاً مجموعة من الرجال كانوا يصطفون عند مكتب للتجنيد. وقال ضابط شرطة في موقع الحادث: "جمعناهم في مكان واحد لتسجيل أسمائهم. كان هناك صف عندما ظهرت هذه السيارة فجأة وانفجرت". وبعد الانفجار نقلت الشرطة القتلى والجرحى في شاحنات وتوجهت بهم الى المستشفيات. وجمع المارة أشلاء لدفنها. ووصل رجال الاطفاء لاخماد الحرائق واضطروا في بعض الأحيان إلى تسليط خراطيم المياه على الجثث لاطفاء النار المشتعلة فيها. وصرخ رجل وهو يشير إلى الضحايا: "رحمة الله عليهم. ما الذنب الذي اقترفوه". وفي بعقوبة التي يسكنها مزيج من السنّة والشيعة، الكثير من أعضاء الجيش العراقي السابق، وشهدت تفجيرات متكررة وهجمات انتحارية على مدى الاثني عشر شهراً الماضية، استهدفت منها أفراد الشرطة والحرس والوطني الذين يعتبرهم المقاتلون متواطئين مع الولاياتالمتحدة وغيرها من القوات الأجنبية المتمركزة في العراق. وفي وقت سابق هذا الأسبوع، خاضت قوات أميركية وعراقية معركة ضارية إلى الجنوب من بعقوبة قرب قرية بهرز، ما أسفر عن مقتل 13 مسلحاً. وتعين على القوات الأميركية اطلاق نيران المدفعية لمواجهة وابل قذائف الهاون التي اطلقها المقاتلون. وفي أعمال عنف أخرى وقعت اليوم قتل عراقيان قرب مدينة كركوك شمال البلاد أثناء محاولتهما وضع متفجرات في خط رئيسي للنفط. ومن جهة أخرى، قال شهود إن هجوماً بالهاون أو هجوماً صاروخياً وقع في شارع مزدحم في بغداد أسفر عن مقتل شخص واصابة خمسة. وإلى الجنوب من بغداد قرب مدينة بابل، قالت وزارة الدفاع البولندية ان سبعة من أفراد الشرطة العراقية لقوا حتفهم في اشتباك بالأسلحة النارية قتل فيه أيضاً 35 من المسلحين. وقال ناطق باسم الوزارة إن القوات الأميركية والأوكرانية التي شاركت في الاشتباك لم تمن بخسائر. وأضاف ان الاشتباك دار في المنطقة التي تسيطر عليها القوات البولندية. وقال الكولونيل كريستوف لازكيفيتش إن الاشتباكات مع المسلحين العراقيين وقعت في مدينة الصويرة، ولكن لم يشارك الجنود البولنديون فيها. وتقود بولندا قوة قوامها 8000 جندي في جنوبالعراق ووسطه، منهم 2500 جندي بولندي. وأضاف لازكيفيتش: "حدث تبادل للنار ونتيجة لذلك قتل 35 متمرداً وسبعة من أفراد الشرطة العراقية واعتقل 40 متمرداً، وأصيب عشرة آخرون من رجال الشرطة، ولم يتكبد الجنود الأميركيون والأوكرانيون خسائر". وقتل جندي أميركي وأصيب ثلاثة عندما مرت سيارتهم على قنبلة شرق بعقوبة أمس الثلثاء. وفي الرمادي، أعلن مسؤول في الشرطة ان مسلحين أحرقوا أمس منزل المحافظ عبدالكريم برجس الراوي وخطفوا أولاده الثلاثة. وقال النقيب عمر الدليمي إن "أولاد المحافظ هم عزالدين ومصطفى وإبراهيم الذين تراوح أعمارهم بين 15 و30 عاماً". وأوضح أن "المحافظ كان في مبنى المحافظة عند وقوع الهجوم"، وترك الخاطفون زوجته وبناته ولم يتعرضوا لهن.