شهدت مدن عراقية عدة أمس مواجهة جديدة بين القوات الأميركية وقوات الأمن العراقية، من جهة، ومجموعات من المسلحين من جهة ثانية، مما أدى الى سقوط عشرات القتلى والجرحى. وجاء هذا التصعيد بعد يوم واحد من تفجير مقر الشرطة العراقية في بغداد الذي اسفر عن مقتل 47 قتيلاً و جرح 114 آخرين. واعلن الناطق باسم وزارة الداخلية العقيد عدنان عبدالرحمن لوكالة "فرانس برس" مقتل عراقيين اثنين واصابة عشرة اخرين بانفجار سيارة مفخخة جنوب العاصمة. وقال: "فُجّرت صباح هذا اليوم أمس سيارة مفخخة عند نقطة تفتيش في منطقة الصويرة 40 كلم جنوببغداد مما ادى الى مقتل احد عناصر الحرس الوطني وآخر مدني واصابة عشرة آخرين جميعهم من المدنيين". واوضح ان الانفجار وقع قرابة التاسعة صباحاً. وقال مسؤولون في وزارة الصحة العراقية ان الجنود الاميركيين ومسلحين اشتبكوا مجدداً في محافظة الانبار المضطربة مما أدى الى مقتل جندي في المارينز و13 عراقياً وجرح ستة. واعلن ناطق عسكري اميركي ان عنصراً من المارينز قتل الثلثاء في محافظة الانبار غرب العاصمة العراقية. وتضم محافظة الانبار مدينتي الفلوجة والرمادي اللتين يسيطر عليهما مقاتلون يحاربون القوات الاميركية. وتشن القوات التي تقودها الولاياتالمتحدة حملة لاستعادة السيطرة على جيوب للمقاومة في الانبار قبل الانتخابات العراقية التي تجري في كانون الثاني يناير 2005. وتقول واشنطن ان الفلوجة والرمادي أصبحتا ملاذين للمقاتلين الموالين للمتشدد الاردني أحمد الخلايلة "ابو مصعب الزرقاوي" الذي أعلن المسؤولية عن سلسلة من التفجيرات الانتحارية وقتل الرهائن الاجانب. وفي بعقوبة، شمال شرقي بغداد، اصيب اربعة من عناصر الشرطة المحلية احدهم حاله خطرة، كما اصيب مدني بانفجار عبوة ناسفة. وقال الضابط في الشرطة نوفل كامل الذي اصيب برضوض بسيطة في الانفجار: "كنا انهينا واجباً للتو في مدينة المقدادية وعند عودتنا الى بعقوبة وبالقرب من الحي الصناعي حصل انفجار قوي ادى الى اصابة اربعة من رجال الشرطة الذي كانوا معي في السيارة نفسها بجروح". واضاف ان "هذه المنطقة تعتبر مكاناً خطراً، وغالباً ما تحصل فيها تفجيرات واعتداءات ضد عناصر من الشرطة العراقية". يذكر ان 12 شرطيا قتلوا الثلثاء في هجوم شنه مسلحون مجهولون على باص كانوا يستقلونه في وسط مدينة بعقوبة. وفي كركوك، افاد مسؤول في الشرطة ان اثنين من عمال البناء يعملان في القاعدة العسكرية الاميركية في بعقوبة قُتلا أمس عندما فتح عليهم مسلحون مجهولون النار. وقال الرائد سلام عبدالقادر آمر الطرق الخارجية في شرطة كركوك ان "مسلحين مجهولين فتحوا فجر هذا اليوم أمس النار على اثنين من عمال البناء ممن يعملون لدى القوات الاميركية في القاعدة العسكرية الاميركية في بعقوبة". الى ذلك، أعلنت جماعة اسلامية لم يسمع بها من قبل مسؤوليتها عن هجوم على خطوط أنابيب نفطية في العراق تسبب في وقف صادرات النفط الخام الى تركيا. وأعطب الهجوم خطوط أنابيب قرب كركوك أول من أمس بما في ذلك خطوط تصدير النفط العراقي الخام عبر تركيا. وقالت جماعة تطلق على نفسها اسم "أتباع جماعة الزرقاوي" في بيان على موقع على الانترنت انها كانت وراء الهجوم وانها نسفت أيضا خط أنابيب في جنوبالعراق الاثنين. وتعهد البيان تدمير كل خطوط البترول العراقية. وفي القاهرة د ب أ، أفيد ان ثلاث جثث أخرى لعمال مصريين اُعيدت أمس من العراق ليرتفع بذلك عدد الجثث التي اُعيدت في خلال أسبوعين إلى خمس. وأفادت مصادر في مطار القاهرة أن الجثة الاولى هي لبكر أحمد نصار 37 عاماً الذي توفي في الأول من أيلول سبتمبر الجاري الحالي متأثرا بإصابته بطلقات نارية. والجثة الثانية هي لنصر جمعة بحيري 40 عاماً ومات أيضا في أول أيلول متأثراً بإصابته في انفجار. أما الجثة الثالثة فهي لعبده أبو الوفا سيد فرغلي 38 عاماً الذي توفي في 11 أيلول وكان يعمل سائقاً لدى شركة كويتية في العراق. ولا يحدد تقرير صادر عن السلطات الاميركية أسباب الوفاة.