نجحت الديبلوماسية الاميركية في انتزاع"وعد"اسرائيلي ب"اعادة النظر"في قرار مصادرة املاك المقدسيين المقيمين خارج حدود القدس بعدما فصلهم الجدار الفاصل عنها. تزامن ذلك مع تلقي الرئيس محمود عباس ابو مازن دعما سياسيا واقتصاديا خلال زيارته لموسكو التي قال ان لها"دورا مهما في كل تحرك مقبل"، خصوصا في اطار الدفع باتجاه تنفيذ خطة"خريطة الطريق". راجع ص 7 وكان موضوع المخططات الاسرائيلية في القدس موضع بحث بين وزيرة الخارجية الاميركية كونداليزا رايس ومستشار رئيس الحكومة الاسرائيلية دوف فايسغلاس الذي يزور واشنطن للتحضير لزيارة ارييل شارون. وأشارت مصادر مقربة من فايسغلاس أنه حمل رسالة الى رايس من الحكومة الاسرائيلية تشترط وقف اطلاق النار قبل معاودة المفاوضات. ويأتي اللقاء قبل أسبوع من زيارة ال24 ساعة المتوقعة لرايس الاثنين المقبل لاسرائيل والفلسطينيين والتي تلتقي خلالها كلا من عباس وشارون. وسبق محادثات رايس مع فايسغلاس اعراب الولاياتالمتحدة لاسرائيل عن"قلقها"من قرار تطبيق"قانون املاك الغائبين"الذي يعني فقدان الفلسطينيين نصف املاكهم في القدس والتي تقدر بمئات ملايين الدولارات. وكتبت صحيفة"هآرتس"ان اسرائيل نقلت الى الجانب الاميركي انها تعد"باعادة النظر"في هذا القانون القديم الذي قررت الحكومة تفعيله الصيف الماضي. في غضون ذلك، بدأ الرئيس الفلسطيني مرحلة جديدة من الجهود الساعية الى الخروج من الجمود السياسي. فبعد النجاحات التي حققها على الصعيد الداخلي لجهة التهدئة وتنفيذ الالتزامات الامنية، ثم التنسيق مع دول الجوار خلال زيارته للاردن ومصر وسورية، انتقل"ابو مازن"الى مرحلة حشد التأييد الدولي لعملية السلام، مستهلا جولته الدولية بموسكو التي اكد ان لها"دورا مهما في كل تحرك مقبل"سواء في اطار"مبادرات روسية"او في اطار"خريطة الطريق"التي وضعتها اللجنة الرباعية التي تشكل روسيا احد اركانها. وقال"ابو مازن"الذي التقى الرئيس فلاديمير بوتن ووزير الخارجية سيرغي لافرورف، ان الفلسطينيين"قاموا بواجبهم"على صعيد تعزيز الديموقراطية، مشددا على ان المرحلة المقبلة ستشهد تحركا ناشطا على صعيد الجهود الدولية الرامية الى دفع عملية التسوية. من جانبه، قال بوتن ان الزيارة تفتح"مرحلة جديدة في العلاقات الثنائية"التي وصفها بأنها"تاريخية". وبعدما اشاد بخطوات التهدئة الفلسطينية، كرر ثوابت الموقف الروسي في شأن التسوية السلمية التي قال انها يجب ان تكون شاملة وعادلة وتعتمد المرجعيات الدولية، ومنها"خريطة الطريق"، داعيا الى وضع آلية لمراقبة تنفيذ بنودها، والى ادراج خطة الانسحاب من غزة في اطارها. وابدى استعدادا لتقديم مساعدات اقتصادية وانسانية الى السلطة.