أعطى رئيس الوزراء الاسرائيلي آرييل شارون الضوء الاخضر لاستئناف الاتصالات السياسية مع الفلسطينيين بهدف التحضير للقاء قمة يجمعه مع الرئيس محمود عباس ابو مازن، وسط توقعات فلسطينية بأن تعقد القمة في غضون اسبوعين اذا سويت الخلافات الخاصة بجدول الاعمال. وتزامن هذا التطور مع اجتماع ميداني فلسطيني - اسرائيلي اسفر عن اتفاق على نشر قوات امن فلسطينية وسط قطاع غزةوجنوبه، وتسليم السيطرة الامنية في خمس مدن في الضفة الغربية الى الفلسطينيين، في وقت قررت اسرائيل تعليق عمليات"التصفية المحددة"الاغتيالات في المناطق التي يسيطر عليها الفلسطينيون. راجع ص7 رغم ذلك، اغتالت"قوة خاصة"اسرائيلية ثلاثة ناشطين فلسطينيين في احد شوارع قلقيلية المرشحة للانسحاب الاسرائيلي منها، وهو ما دفع"كتائب الاقصى"التابعة لحركة"فتح"الى التهديد بوضع حد للهدنة ما لم يوقف الجيش الاسرائيلي استهداف اعضائها خلال 42 ساعة. من جانبه، دعا"ابو مازن"اسرائيل الى وقف استهداف الناشطين وتحمل مسؤوليتها للحيلولة دون انهيار جهود التهدئة. واتفقت"حركة المقاومة الاسلامية"حماس وحركة"الجهاد الاسلامي"على اعتبار ان قرار اسرائيل تعليق عمليات الاغتيالات"خطوة غير كافية"، وشددتا على انهما في انتظار"الافعال اكثر من الاقوال". من جانبه، طالب"ابو مازن"في مقابلة اجرتها معه"الحياة - ال بي سي"في رام الله، اسرائيل ب"اطلاق عدد مهم من الاسرى كدفعة اولى"ووقف الاجتياحات وملاحقة المطاردين، والانسحاب من مدن الضفة. وقال انه من دون دعم اميركي للخطوات التي اتخذها في اطار تنفيذ خريطة الطريق"سنسقط جميعاً في هوة ساحقة". واعتبر أن أي أمر واقع تفرضه اسرائيل سواء عبر الاستيطان او الجدار الفاصل"غير شرعي ولن نقبل به". وتمسك بحق الفلسطينيين في القدس، قائلاً:"القدسالشرقية لنا، وهي عاصمتنا". وكشف عن تشكيل لجنة خاصة لتقويم منظمة التحرير الفلسطينية، مضيفاً ان الانتخابات التشريعية باب ل"الشراكة السياسية". ووسط احتجاجات المستوطنين، عقد ضباط فلسطينيون واسرائيليون امس اجتماعاً ميدانياً جنوب قطاع غزة ناقش المواقع التي ستنتشر فيها قوات الامن الفلسطينية عند الحدود وخطوط التماس. وقالت مصادر أمنية ل"الحياة"ان الاجتماع اسفر عن اتفاق على جملة من النقاط والقضايا، أهمها اعطاء الضوء الاخضر لانتشار الامن الفلسطيني في منطقة البريج وسط وحتى رفح جنوبا خلال الساعات ال42 المقبلة، بما يشمل الانتشار داخل الاراضي الفلسطينية عند محور فيلادلفي على طول الشريط الحدودي الفاصل بين القطاع ومصر. ومن المتوقع ان تشمل المفاوضات المقبلة اعادة فتح معبر رفح البري الذي يشكل المنفذ الوحيد للغزيين الى العالم الخارجي، وكذلك اعادة تأهيل مطار غزة الدولي تمهيدا لاعادة فتحه بعد ان دمرته قوات الاحتلال. وبالنسبة الى الضفة الغربية، قال مسؤولان امنيان فلسطينيان ان اسرائيل وافقت على نقل السيطرة الامنية الى الجانب الفلسطيني في خمسة مدن خلال الايام العشرة المقبلة. وأوضحا ان المدن المعنية هي رام الله وطولكرم وقلقيلية واريحا، اضافة الى مدينة يتم تحديدها لاحقاً. إلا أن مصادر اسرائيلية نفت التوصل الى اي اتفاق، مشيرة الى ان وزير الدفاع الاسرائيلي شاؤول موفاز موجود في الخارج. وتتزامن هذه الاجتماعات مع اجتماعات سياسية تحضيرية تهدف الى الترتيب لعقد لقاء قمة بين عباس وشارون. وكان اجتماع عقد في القدس ظهر امس بين مستشار رئيس الوزراء دوف فايسغلاس ووزير المفاوضات صائب عريقات، وقال مدير مكتب رئيس الوزراء الفلسطيني حسن ابو لبدة الذي حضر الاجتماع لوكالة"اسوشييتد برس"ان القمة ستعقد في غضون اسبوعين اذا سويت الخلافات الخاصة بجدول الاعمال. ويصر الجانب الاسرائيلي على ان القمة ستناقش مسألتي"الارهاب والتحريض"، في حين يشدد الجانب الفلسطيني على ضرورة البحث في القضايا السياسية الشائكة.