لم تتجاوب الولاياتالمتحدة مع مساعي إسرائيل للحصول على 12 بليون دولار من المساعدات العسكرية الاميركية وضمانات قروض، بل وضعت شروطاً محددة لهذه المساعدات، فيما حاول الوفد الاسرائيلي التقليل من شأن هذا التشدد، نافياً ان تكون له علاقة بالتعديلات الاسرائيلية على "خريطة الطريق". في حين أكد امين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية محمود عباس ابو مازن ان القيادة الفلسطينية قررت "نزع الطابع العسكري" عن الانتفاضة لمدة عام. راجع ص 5 وكانت صحيفة "هآرتس" كشفت ان الوفد الاسرائيلي اخفق في الحصول على مساعدات اميركية سريعة، مشيرة ان الاميركيين اشترطوا الحصول على "بيانات دقيقة" عن التقليص الذي ستقره الحكومة الاسرائيلية في موازنتها، واوجه انفاق هذه المساعدات، وطبيعة الاصلاحات في سوق العمالة والمال. وأوضحت ان نائب وزير المال الاميركي حضر الاجتماع مع الوفد الاسرائيلي برئاسة دوف فايسغلاس، مدير مكتب رئيس الوزراء آرييل شارون. وقالت إن الوفد تعهد "خفض استثمارات" اسرائيل في الاراضي الفلسطينية المحتلة، في اشارة مبطنة الى التوسع الاستيطاني المتسارع فيها. ويأتي الموقف الاميركي في وقت تنشط الديبلوماسية الاوروبية لاقناع الرئيس جورج بوش بالاسراع في اعلان "خريطة الطريق"، اذ اكد مسؤول اوروبي ل"الحياة" ان البريطانيين والاوروبيين يبذلون جهودا مضنية مع الاميركيين لحملهم على اعتبار حل القضية الفلسطينية عنصرا مهما في كسب الرأي العام العربي، والتخلص من الاعتقاد السائد ب"ازدواجية المعايير" السائدة في البلدان العربية. ويلاقي الموقف الاوروبي صدى في موسكو التي رفضت بشدة اي تعديل على "خريطة الطريق"، معتبرة ان المساس بها "غير مسموح به". وقال وزير الخارجية الروسي ايغور ايفانوف في مؤتمر صحافي مشترك مع ابو مازن ان بلاده تعتبر التعديلات الاسرائيلية على "خريطة الطريق" أمر "لا يجوز السماح به" لأن هذه الوثيقة كانت حصيلة مفاوضات طويلة ومعقدة، معتبراً ان التعديلات "تبعد التسوية لفترة طويلة". وأبلغ السفير الفلسطيني في موسكو خيري العريدي "الحياة" ان موسكو رحبت بتعيين رئيس وزراء فلسطيني، لكن الجانبين اتفقا على ألا تكون صلاحياته على حساب صلاحيات الرئيس ياسر عرفات.