اعتبر رئيس دولة الامارات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان لدى افتتاحه قمة مجلس التعاون الخليجي السادسة والعشرين مساء أمس في أبو ظبي، ان ما حققته مسيرة المجلس على مدى خمسة وعشرين عاماً يدعو الى الفخر والاعتزاز، مؤكداً أن ما يجمع بين دول المجلس وشعوبها من مودة وتقارب وتعاون كفيل بأن يزيد من صلابة البيت الخليجي الواحد. وأضاف الشيخ خليفة ان "ما تحقق من انجازات قد لا يصل الى طموحاتنا وتوقعات شعوبنا التي تطالب بتسريع الخطى للوصول الى الأهداف التي وضعناها"، مشيرا الى ان دول المجلس "أصبحت رائدة في مجال التنمية والبناء والرخاء الاقتصادي، الا انه يجب أن لا ننسى ان حجم التحديات ونوعها قد تغير بما يستوجب علينا تحصين شعوبنا ودولنا لمواجهة التحديات والتركيز على بناء الانسان الخليجي الواعي والمتعلم والشعب الخليجي الآمن والدول الخليجية المتآزرة". ومع انتهاء الجلسة الافتتاحية عقد قادة دول المجلس جلسة عملهم الأولى المغلقة بإقرار مشروع جدول أعمال القمة الذي انتهى المجلس لوزاري من إعداده أول السبت. كما استمع القادة الى تقرير الأمين العام لمجلس التعاون عن مسيرة المجلس منذ القمة الخامسة والعشرين قمة زايد التي عقدت في المنامة في كانون الأول ديسمبر من العام الماضي. وفي كلمته، أكد ملك البحرين الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة ضرورة تكثيف الجهود في ظل الأوضاع الاقليمية والدولية التي تتفاعل معها دول المجلس ليتواصل العمل الخليجي الجماعي نحو دعم تماسك هذا البناء الشامخ. وأضاف ان "هذه المسيرة المباركة التي ساهمنا جميعاً قيادات وشعوباً في إرساء دعائمها لهي محط أنظارنا واهتمامنا للعمل معاً على طريق التنسيق والتعاون تحقيقاً لما نتطلع اليه من آمال وطموحات وأهداف مشتركة". وقال عاهل البحرين: "ان الأوضاع الاقليمية والدولية التي تتفاعل معها دولنا وتؤثر فيها تستوجب منا جميعاً تكثيف الجهود ليتواصل عملنا الجماعي، حيث لا بديل لدول المجلس في عصر المتغيرات المتسارعة والتحديات الكبيرة من مواصلة العمل الجاد بتصميم أكيد نحو دعم تماسك هذا البناء الشامخ في هذه المنطقة الحيوية المهمة من الوطن العربي". ومضى يقول: "لقد اثبتت التجربة انه لا بديل ولا غنى عن دعم وتعزيز تعاوننا المشترك، واننا ندعو لتسريع خطواتنا وبلا تردد في اتجاه وحدتنا وتعاوننا في كل المجالات السياسية والاقتصادية والعلمية والأمنية بما يمكننا من كسب رهان المرحلة المقبلة، وذلك يتطلب منا المضي قدماً في مسيرتنا برؤية متفائلة للوصول الى ما تطمح اليه دولنا وشعوبنا". من جهته، أكد أمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني "ضرورة تضافر الجهود وتدعيم العمل المشترك بين دول مجلس التعاون الخليجي في مختلف المجالات لترسيخ الأمن والاستقرار لدول المجلس في ظل ما تواجهه المنطقة من تحديات جسام". وقال: "نأمل في ان تسهم هذه القمة في تعزيز المسيرة الخيرة لدولنا من أجل تحقيق آمال شعوبنا وتطلعاتها لا سيما وأن ما يواجهنا من التحديات الجسام يتطلب منا تضافر الجهود وتدعيم العمل المشترك في مختلف المجالات لترسيخ الأمن والاستقرار بلداننا ومنطقتنا". وأكد رئيس الوزراء الكويتي الشيخ صباح الأحمد الصباح الذي يمثل بلاده ان انعقاد هذه الدورة يمثل اسهاماً فعالاً في دفع مسيرة المجلس لتحقيق ما تتطلع اليه شعوبه من خلال ما سيتم التوصل اليه من قرارات ترمي الى تعزيز أواصر التعاون في مختلف المجالات. وقال ان انعقاد القمة يأتي في ظل العديد من المستجدات سواء على الساحة الاقليمية أو الدولية مما يضفي على لقائنا أهمية بالغة ويحتم علينا مواصلة العمل الجاد والدؤوب لدفع مسيرة عملنا الخليجي المشترك. العلاقات مع ايران وأكد الأمين العام لمجلس التعاون عبد الرحمن العطية ان القمة ستدرس الملف النووي الايراني، وقال ان "القمة السادسة والعشرين لاقدة دول المجلس ستبحث تعزيز العلاقات مع ايران من منطق الاخوة الاسلامية والصداقة النابعة من حسن الجوار". وأضاف: "إلا ان موضوع احتلال ايران للجزر الاماراتية الثلاث يبقى في اطار الدعوات الصادقة والمتكررة لدولة الامارات بضرورة مواصلة التفاوض السلمي المباشر حول الجزر الثلاث أو اللجوء الى محكمة العدل الدولية لاستعادة الحق الاماراتي في الجزر". وذكر ان المساعي الهادفة لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة مستمرة مشيراً في هذا الصدد الى ان دول الخليج لن تتخذ موقفاً ضد ايران. ونفى ان تكون دول مجلس التعاون الخليجي تتوسط بين الولاياتالمتحدةوايران حول الملف النووي قائلاً: "ان الاميركيين لا يحتاجون لوساطة خليجية مع ايران". وكشف العطية النقاب عن "مبادرة خليجية ستعلن قريباً لابرام اتفاق بين دول مجلس التعاون الخليجي مع كل من ايران والعراق واليمن لضمان ابقاء هذه المنطقة خالية من الاسلحة النووية واسلحة الدمار الشامل والتفاعل بشكل ايجابي مع الاسرة الدولية التي تكافح ضد انتشار اسلحة الدمار الشامل".