كشفت صحيفة"ذي اندبندنت"البريطانية ان اثنين من الانتحاريين الأربعة الذين نفذوا تفجيرات لندن التي أسفرت عن سقوط 56 قتيلاً و700 جريح في 7 تموز يوليو الماضي، كانوا موضع تحريات من جانب جهاز الاستخبارات الداخلية البريطاني، لكن لم يعتبروا خطرين على الأمن. وذكرت الصحيفة ان شهزاد تنوير 22 عاماً الذي فجّر القنبلة في محطة أولدغيت لمترو الأنفاق في لندن كان يعتقد بأنه يرتبط في شكل غير مباشر ب"مؤامرة مزعومة لصنع قنبلة في عام 2004". وتحقق بالفعل ان الرأس المدبرة لتفجيرات 7 تموز هو محمد صديق خان 30 عاماً كان معروفاً لأجهزة الأمن البريطانية. غير ان الذي كشف الحقيقة كان شخصاً آخر من هؤلاء الانتحاريين لفت انتباه جهاز الاستخبارات الداخلية"ام أي 5"، ما يرجح زيادة الضغوط الهادفة الى ضرورة اجراء تحقيق عام في هذه الهجمات الانتحارية الارهابية والكشف عن أي اخفاقات لأجهزة الامن في هذا الشأن. وكان وزير الداخلية شارلز كلارك أكد انه سيعد تقريراً"يسرد"فيه الوقائع والملابسات الخاصة بهذه الهجمات. وأفادت الصحيفة ان هناك عدداً كبيراً من المشتبه في علاقتهم بالارهاب لفتوا انتباه أجهزة الامن البريطانية وقسم مكافحة الارهاب،"لكن المشكلة عدم توافر ضباط أكفياء للتحقيق في أمر هؤلاء الاشخاص". وسبق ان خضع تنوير، كما يعتقد،"لتقويم روتيني"من جانب جهاز الاستخبارات الداخلي. ولكن لم يتخذ أي اجراء آخر بحقه باعتبار ان هناك مشتبهاً فيهم آخرين يجب تركيز الاهتمام عليهم بدلاً منه. وكان قرار التغاضي عن نشاط اثنين من الانتحاريين الأربعة، الذي اتخذته أجهزة الأمن، يستند الى التقويم القائل بأنهم لم يكونوا على شبكة"رادار"وكالات الاستخبارات البريطانية، أي انه ليست هناك معلومات قاطعة حول أي نشاطات لهم او أنهم على صلة غير مباشرة بأي مشتبه فيه. وترى الصحيفة ان المعلومات الجديدة تكشف عدم توافر معلومات الاستخبارات وأجهزة الامن حول عدد متزايد من المسلمين الذين ولدوا في بريطانيا وأصبحوا"راديكاليين"اثناء وجودهم على أراضيها، وكذلك الارتباطات القائمة مع النشاطات الارهابية في باكستان وأفغانستان وشمال أفريقيا.