نشرت الشرطة البريطانية صورة مروعة للشبان الأربعة الذين نفذوا تفجيرات في شبكة قطارات لندن في السابع من يوليو تموز ويظهرون فيها وهم يتجهون إلى محطة قطار أنفاق في صباح اليوم الذي نفذوا فيه هجومهم. وقالت صحيفة إن مسؤولين بريطانيين تحروا عن أحد المفجرين المشتبه بهم العام الماضي ولكنهم خلصوا إلى أنه لا يشكل خطرا. ومع استمرار التحقيقات في باكستان ومصر نشر محققو شرطة سكوتلانديارد الصورة في محاولة لتنشيط ذاكرة الناس والحصول على مزيد من المعلومات منهم بشأن تحركات الرجال صباح يوم الهجمات. وتظهر الصورة التي أخذت من لقطة لتلفزيون (سي.سي.تي.في) الرجال وهم يدخلون محطة قطار سكك حديدية في لاتون إلى الشمال من لندن كي يستقلوا القطار المتجه إلى العاصمة. وارتدى الرجال ملابس عادية وبدوا مسترخين وأيديهم في جيوبهم. وكان كل منهم يحمل حقيبة ظهر يعتقد أنها كانت تحوي المتفجرات التي انفجرت في شبكة النقل في لندن خلال ساعة الذروة يوم الخميس الماضي وأسفرت عن مقتل 55 شخصا. وأظهر الوقت على الصورة أنها التقطت في الساعة 217 صباحا (0621 بتوقيت جرينيتش) أي قبل انفجار ثلاث قنابل بالتزامن في ثلاث محطات قطارات أنفاق بنحو 89 دقيقة. ووقع الانفجار الرابع في حافلة من طابقين بعدها بساعة تقريبا. قالت شرطة سكوتلانديارد انها لم تتوصل بعد إلى دليل قاطع على ان المفجرين المشتبه بهم كانوا ينوون الموت في اول تفجيرات بغرب اوروبا رغم ان الفرضيات البديلة تبدو غير محتملة. وقال المتحدث باسم سكوتلانديارد «لم نستخدم قط عبارة (مفجرون انتحاريون). كنا نعلم دائما ان من بين الاشياء التي نحتاج لتوضيحها الرأي القائل بان هؤلاء الاشخاص تعمدوا الموت بالاضافة إلى تفجير القنابل.» وكان المتحدث يعلق بذلك على تقرير نشرته صحيفة ديلي ميرور يشير إلى ان المفجرين الذين ماتوا جميعهم في تفجيرات السابع من يوليو - تموز ربما وقعوا ضحية خداع بايهامهم بانه سيكون لديهم متسع من الوقت للفرار بعد زرع العبوات الناسفة. وقالت صحيفة صنداي تلغراف إن الرجال الأربعة اشتروا تذاكر عودة بل دفعوا ثمن تذكرة موقف لسيارة تركوها في محطة لاتون. وتقول الشرطة انها تبحث عن شبكة دعم من المخططين وصانعي القنابل والممولين تقف وراء الرجال الاربعة. وتتوقع الشرطة العثور على صلات واضحة بتنظيم القاعدة المسؤول عن هجمات 11 سبتمبر - ايلول على الولاياتالمتحدة وتفجيرات اخرى في مناطق تمتد من اندونيسيا إلى العراق ومن افريقيا إلى اسبانيا. وذكرت صحيفة صنداي إندبندنت أن الشرطة توصلت إلى صلة بين أكبر المفجرين محمد صديق خان وتنظيم القاعدة. وأضافت أن أمريكيا من أصل باكستاني يعتقد أنه حضر «قمة» لتنظيم القاعدة في باكستان العام الماضي والذي أقر بأنه مذنب في تهم بممارسة الإرهاب في الولاياتالمتحدة في أعقاب اعتقاله تعرف على خان من الصور. ونقلت صحيفة صنداي تايمز عن مسؤول كبير في الحكومة البريطانية قوله إن المخابرات البريطانية أجرت تحريات عن خان العام الماضي ولكنها خلصت إلى أنه لا يشكل تهديدا. واستمرت الشرطة في مداهمة المنازل في ليدز والمناطق المحيطة بها. وداهمت الشرطة حتى الآن عشرة منازل في المنطقة وانتهوا من تفتيش ثلاثة منها. واضافت الصنداي تلغراف ان ايا من الرجال الأربعة لم يردد هتافات التكبير قبل انفجار عبوته خلافا لما يقوم به عادة الانتحاريون في الشرق الاوسط. من جهة اخرى فانهم كانوا يحملون القنابل في حقائب ظهر ولا يلفون بها اجسادهم، خلافا لما يقوم به عادة منفذو الاعتداءات الانتحارية ما يدفع إلى الاعتقاد بأنهم كانوا ينوون وضع قنابلهم في مكان ما، كما تابعت الصحيفة. وقال ضابط في الشرطة للصحيفة «من الممكن ان يكونوا تعرضوا للخداع وان يكونوا اعتقدوا بان لديهم مهلة» قبل انفجار القنبلة. واخيرا فانهم كانوا يحملون بطاقات هوياتهم وبطاقات اعتماد ما سهل التعرف عليهم في حين ان ذلك لا يعتبر امرا معتادا لدى الانتحاريين. لكن في المقابل اكدت الصحيفة ان احد الارهابيين على الاقل قطع رأسه من جراء انفجار عبوته وهو ما يميز عادة الاعتداءات الانتحارية. وقالت انه بالاضافة إلى ذلك فان المحققين لم يعثروا على اي جهاز توقيت ما يرجح كفة فرضية قيام الرجال الأربعة انفسهم بتفجير عبواتهم. إلى ذلك قال عم شهزاد تنوير احد الانتحاريين الأربعة الذين نفذوا اعتداءات لندن أمس في مقابلة مع صحيفة «نيوز اوف ذا وورلد» الاسبوعية «ان الانتحاريين اناس يائسون». واضاف بشير احمد ( 65 عاما) «انهم محرومون من حقوقهم .. يرون اخوانهم ايضا محرومين من حقوقهم فيرتكبون كل اعمال التطرف». وعن شهزاد تنوير قال «هذا الفتى صنع لنفسه اسما في العالم .. المسلمون يرون ذلك تضحية والاوروبيون يسمونه ارهابا». يشار إلى ان شهزاد تنوير هو الذي قام باعتداء محطة الدغيت للمترو وسط لندن الذي اوقع سبعة قتلى بينهم هو شخصيا. فيما بلغت حصيلة الاعتداءات كلها 55 قتيلا و700 جريح. وتحدث بشير احمد عن الحرب في العراق وعن الوضع في الشرق الاوسط ومعسكر الاعتقال في غوانتانامو فاتهم الغرب بعدم احترام حقوق المسلمين. وقال «بريطانيا والولاياتالمتحدة تقولان انهما ستفككان الارهاب. انا اقول ان الارهاب يمكن ان ينتهي خلال ثانية». واضاف «لماذا لا يعتذر (توني) بلير و(جورج) بوش على ما انتهكاه من حقوق المسلمين. عليهما ان يعتذرا .. عليهما ان يوقفا المظالم». على ذات الصعيد افادت صحيفة «معاريف» الاسرائيلية أمس ان احد المنفذين الأربعة لاعتداءات لندن محمد صديق خان قام بزيارة إلى (اسرائيل) للتحضير لعملية نفذت في حانة في تل ابيب في 30 نيسان - ابريل 2003. ونقلت الصحيفة عن مصدر امني اسرائيلي ان محمد صديق خان (30 عاما) البريطاني من اصل باكستاني كان احد منظمي هذا الهجوم الذي اوقع ثلاثة قتلى. وكان عاصف محمد حنيف المسلم الذي يحمل جواز سفر بريطانيا فجر نفسه ليلة 29-30 نيسان - ابريل 2003 في حانة في تل ابيب فيما قتل شريكه المفترض عمر خان شريف وهو ايضا بريطاني بعد فراره. وقد دخل الرجلان إلى (اسرائيل) عبر قطاع غزة قبل ايام من الهجوم. واعلنت الشرطة البريطانية ان محمد خان كان احد منفذي الاعتداء الذي وقع في المترو في ادجوير رود (7 قتلى). وقد اسفرت اعتداءات لندن عن سقوط 55 قتيلا و700 جريح.