جاءنا من الباحث نجدة فتحي صفوة تعليق على مقالة الزميل عبده وازن عن ترجمة رواية جرجي زيدان"فتاة القيروان"الى الفرنسية. "اطّلعت - بعد غياب قصير عن لندن - في عدد الحياة الغراء الصادر في 13 تشرين الثاني نوفمبر 2005، على مقالة بعنوان:"جرجي زيدان يترجم للمرة الأولى بعد 90 عاماً على رحيله"بقلم عبده وازن. وقد جاء في هذه المقالة:"... انها المرة الاولى التي يترجم فيها الى لغة اجنبية هذا الروائي الذي يعد أباً للرواية التاريخية العربية الحديثة". قد يكون القول بأنها المرة الأولى التي يترجم فيها أحد اعمال جرجي زيدان الى اللغة الفرنسية صحيحاً، ولكنها ليست المرة الأولى التي يترجم فيها الى لغة أجنبية. فقد ترجمت احدى روايات تاريخ الاسلام لجرجي زيدان، وهي"العباسة أخت الرشيد"الى اللغة التركية ونشرت في آخر العشرينات، أي قبل نحو ثمانين سنة. وقد ترجم هذه الرواية الى اللغة التركية، مع كتاب آخر من مؤلفات جرجي زيدان، الكاتب التركي المعروف زكي مغامز 1871-1932، وهو من الأدباء الاتراك المعروفين. ولد في حلب وأكمل دراسته الثانوية فيها، ثم رحل الى اسطنبول في نحو العشرين من عمره، ومارس الكتابة في الصحف التركية وراسل بعض الجرائد المصرية ومنها"اللواء"و"المؤيد"وانتخب عضواً في المجمع العلمي العربي في دمشق. وله مؤلفات وترجمات عدة من اهمها ترجمته القيّمة لكتاب جرجي زيدان"تاريخ التمدن الاسلامي"في خمسة اجزاء، ورواية"العباسة أخت الرشيد"احدى روايات التاريخ الاسلامي لجرجي زيدان. وقد نشرت هذه الترجمات في آخر العشرينات. سيرة زكي مغامز في"الاعلام"للزركلي، الجزء الثالث، ص82. وتفضلوا بقبول فائق احترامي وتقديري ردّ على التعليق قبل كتابة المقال، سعى الزميل عبده وازن الى البحث عن اسم جرجي زيدان في الموسوعات العالمية، كتباً ومواقع الكترونية ولم يجد أي ترجمة لأعماله. ولم تغب اللغة التركية عن هذا التحقيق، من خلال بعض الملمين بالثقافة التركية. ولكن يبدو ان ترجمته لم يعد طبعها، فباتت من الاعمال المفقودة أو المجهولة.