فصل الشتاء على الأبواب والميكروبات تقف بالمرصاد لتنقض علينا وتنال من صحتنا، فما العمل؟ يملك الجسم"وزارة دفاع"تتمثل في جهاز المناعة الذي يتولى مهمة رد العدوان. يتألف جهاز المناعة في الجسم من عدد من الاعضاء هي الغدة الصعترية تقع في مقدم العنق، اللوزات، العقد اللمفاوية، صفائح باير، الطحال، النخاع العظمي، والخلايا البيضاء، ايضاً فإن الجلد والاغشية المخاطية تشكل جزءاً من الجهاز المناعي يعتبر خط الدفاع الاول في الجسم. وعندما يحاول المعتدي اقتحام دفاعات الجسم فإن اللعاب والدموع والمفرزات المخاطية تحاول اقتناصه ومنعه من التمادي في انتشاره، ولكن اذا حدث وأفلت فإن منها الكريات البيض والاجسام المضادة تقف لها بالمرصاد، وكي تكون مضادات الاجسام قوية متينة وصلبة لا بد من اتخاذ التدابير الصحية والغذائية التي تسهم في تعزيز امكانات الجهاز المناعي ليكون دوماً على أهبة الاستعداد للقيام بواجباته على احسن حال، ان التدابير الآتية تصب في هذا الاتجاه: - تناول اغذية كاملة ومتنوعة. ان وجبة الطعام يجب ان تحتوي على كل العناصر الاساسية من سكاكر وبروتينات ودهون وفيتامينات وأملاح معدنية لأنها تشكل الوحدات الاساسية اللازمة لصنع مضادات الاجسام المناعية. ويجب الابتعاد من الاغذية المكررة المصفاة التي تفتقر الى الكثير من العناصر الغذائية نتيجة المعاملات الطارئة وغير الطارئة التي طاولت هذه الاغذية. - الإكثار من استهلاك الخضار والفواكه الطازجة التي تعتبر ينبوعاً للعناصر المغذية المضادة للأكسدة التي تحث الكريات البيض أحد الاركان الرئيسة للجهاز المناعي. - التزود باللبن باستمرار لأنه صديق الجهاز الهضمي، وبالتحديد صديق الجراثيم المعروفة باسم"الفلورا"المستوطنة فيه، فاللبن يحافظ على هذه الجراثيم مشجعاً على تكاثرها، فهي جراثيم مفيدة تعزز الترسانة المناعية للجسم. - تناول الادهان الجيدة، التي توفر للجسم الاحماض الدهنية الاساسية التي لا يقدر البدن على تصنيعها، من هنا يتوجب توفيرها في الطعام، شئنا ام أبينا ان هذه الاحماض تعمل على صيانة الخلايا وتساعدها على انجاز المبادلات الكيماوية والفيزيولوجية الضرورية. وتتوافر الادهان الجيدة في الزيوت النباتية والأسماك المدهنة. - استهلاك القنبيط وأمثاله بانتظام لأنها تعج بالفيتامين ومضادات الاكسدة التي ترفع من امكانات الجهاز المناعي كما انها تفيد في ابعاد شبح الاصابة بالسرطان. - أكل الثوم يومياً فهو مضاد حيوي طبيعي فاعل جداً في اجهاض الجراثيم والفيروسات. - الاكثار من الفاكهة ذات اللون الاحمر مثل الفراولة والتوت والعنب والكرز، فهي معروفة بغناها بمركبات معقدة ذات تأثيرات بيولوجية نافعة للميكروبات والالتهابات لأنها تحفز على زيادة نشاط الخلايا المناعية لمواجهة الخطر المحدق بالجسم. - شرب السوائل بكمية كافية للحد من حدوث جفاف في الجلد والاغشية المخاطية، فالجفاف في هذه الانسجة يجعل الطريق سالكة لعبور الميكروبات من فيروسات وجراثيم وطفيليات. ويجب ان تكون رطوبة المنزل وافية لأن قلة الرطوبة تؤدي الى جفاف الاغشية المخاطية، خصوصاً في الفم والطرق التنفسية العليا، فتقل مقدرتها في اقتناص العوامل الممرضة وايقافها عند حدها. - التزود بما يؤمن للجسم احتياجاته من الفيتامين C والفيتامين A والفيتامين E، فالاول يعد بحق ملك الفيتامينات والصديق الوفي للجهاز المناعي، والجسم يحتاج اليه لمواجهة مرض الرشح وآثاره المزعجة. اما الفيتامين A فهو يضمن سلامة الجلد والاغشية المخاطية كي تكون في افضل حال لحماية الجسم من الاعتداءات المسببة للالتهابات. اما بخصوص الفيتامين E فإنه يزيد من طاقة الخلايا على مقاومة وصد الميكروبات التي تحاول اقتحامها. - استنشاق الهواء الطلق وممارسة التمارين الرياضية والتعرض للشمس، فهذه كلها تدعم المنظومة المناعية في الجسم. - أخذ اقساط كافية من النوم الذي يعتبر ضرورة لا غنى للانسان عنها، فالنوم يسمح باعادة التوالد البيولوجي للخلايا كي تسترد قوتها ونشاطها لتواجه من جديد الاعباء الملقاة على عاتقها. ان نقص النوم يجعل صاحبه"واقفاً على اعصابه"فتقل ردود فعله بما فيها ردود فعل الجهاز المناعي، فيصبح الجسم اكثر عرضة لهجوم الميكروبات التي تتربص به شراً. - تحاشي التدخين لأنه يشحن الجسم بالسموم الكيماوية التي تثبط الجهاز المناعي. عدا هذا فالتدخين يحدث شللاً في الاهداب المتواجدة داخل القصبات الرئوية فتعجز هذه عن طرد المفرزات المعشعشة بالميكروبات. - تفادي التوتر العصبي لأنه يخلق مضايقات فيزيولوجية عدة لها وقعها على اجهزة الجسم بما فيها جهاز المناعة. الشيء المعروف علمياً ان هناك اتصالات مباشرة بين المخ والجهاز المناعي من طريق الهرمونات والنواقل العصبية والمناعية من هنا، فإن كل ما يؤثر في الدماغ يمكن ان يترك آثاره على المناعة. ان التوتر العصبي الناجم عن مشكلات الحياة اليومية ومنغصاتها يؤثر سلباً في الجهاز العصبي وبالتالي على"وزارة الدفاع"في الجسم أي جهاز المناعة. لقد كشفت الابحاث ان التوترات العصبية تحرض على افراز بعض الهرمونات مثل الكورتيزول والأدرينالين التي تملك فعلاً هداماً لجهاز المناعة لذا يجب العمل على تفادي التوتر العصبي قدر المستطاع او على الاقل تطويقه من اجل وضع حد له ولآثاره المدمرة التي لا ترحم. - الضحك، لقد اظهرت الابحاث ان الضحك يعمل على اطلاق آليات عدة في الجسم من شأنها ان تزرع الأمان والطمأنينة فيه، فالضحك يزيد من كمية الاوكسيجين الداخلة للجسم وهذا ما يفيد في تجديد الخلايا التالفة ومن بينها خلايا الجهاز المناعي. - والضحك ايضاً يقلل من افراز هورمونات الغضب الضارة بالخلايا المناعية، كما انه يثير افراز مورفينات المخ المسماة بپ"الأندورفينات"التي تملك فوائد كثيرة من بينها شحذ دفاعات الجسم، وعدا هذا وذاك، فالضحك ينشط نوعاً من الخلايا المناعية التي يطلق عليها اسم الخلايا القاتلة الطبيعية التي تتولى مهمة الدفاع عن الجسم ضد الميكروبات والخلايا الورمية. - أخيراً، اذا أردتم ان تقووا جهازكم المناعي فما عليكم سوى ان تغنوا، وهذه النصيحة ليست من بنات افكاري بل من الباحثين الألمان في جامعة فرانكفورت الذين بينوا من خلال دراسة أجروها على بعض الهواة ان الغناء يساعد على اطلاق بعض العناصر الكيماوية المناصرة للجهاز المناعي. المغنون انشدوا قطعة للموسيقار موتسارت لكن السؤال الذي يطرح نفسه هو: ماذا لو غنى هؤلاء مقطوعات لاليسا ومروة ونانسي وهيفاء؟