تتأثر أجهزة المناعة في الجسم بالعديد من العوامل في الجانبين الإيجابي والسلبي لذلك يجب معرفتها والتعامل معها على أساس علمي صحيح ونبدأ ب : @ الضغط والإجهاد النفسي: إن مصطلح التوتر والاجهاد النفسي يؤدي إلى المرض وهذا ليس خطأ في الشخصية لأن العديد من الدراسات أثبتت بوضوح ان التوتر وشخصية الفرد والوضع الجسماني والانفعالات والأحاسيس هي عوامل مسببة للكثير من الأمراض. وردود الفعل للتوتر هي في الأصل حالة فردية وهذا يعزز ويقوي الحقيقة بأن الناس يختلفون في أحاسيسهم وتجاوبهم للأحداث المختلفة والاختلاف في التجاوب يساعد في التنوع الكبير للتوتر الذي يؤدي الى الأمراض. هذا التوتر يسبب زيادة في هرمونات الغدة فوق الكظرية وتشمل الكورتيزون والكاتيكولامين فهذه الهرمونات تمنع كريات الدم البيضاء وتؤدي الى انكماش الغدة الزعترية وبالتالي الى هبوط وظائف المناعة والذي يؤدي الى العدوى والسرطان والأمراض الأخرى. إن وظائف النظام المناعي تكون أفضل إذا كان النظام العصبي في وضع الباراسمساوي والذي يعتقد انه يسيطر على جميع وظائف الجسم خلال فترة الراحة والاسترخاء والتخيلات والتأمل والنوم فخلال النوم العميق فإن المركبات التي تحفز المناعة تفرز وهذا يؤدي الى زيادة الكثير من وظائف المناعة بكثافة. فنعمة النوم الجيد وتقنيات الاسترخاء للقضاء على تأثير التوتر وزيادة نظام المناعة لا يمكن ان تعد فوائدها. العوامل الغذائية ان سوء التغذية يعتبر من الأسباب المتكررة لنقص المناعة في العالم. تاريخيا ان عمل وظائف المناعة مرتبط بحالات سوء التغذية الشديدة مثل الكواسيكور والمراسمي وهذا أكدته الأبحاث المتعلقة بالحالات الغذائية ولكن الانتباه اتجه الآن الى نقص نوع او عدة انواع من الغذاء بل حتى في زيادتها. هناك دلائل قوية تدعم هذه النتائج والتي تقول إن نقص نوع واحد من التغذية يستطيع ان يضعف نظام المناعة. ان نقص التغذية ليس محددا بدول العالم الثالث ففي سنة 1965 م اخذت عينات من الشعب الأمريكي لتحليل مستوى الفيتامينات وبالرغم من التوصيات باستخدام الغذاء المسموح به كمصدر ثابت للجرعة المناسبة فإن المساحة أثبتت أن 88 % من المجموعة لديها واحد يعاني النقص ونسبة 59 % لديهم على الأقل اثنان أو أكثر. هذه الدراسة ونتائجها تؤكد ضرورة استمرار الدراسة لكافة الشعب ويجب أن تعمل باشراف قسم الزراعة الأمريكية. عدة دراسات خمنت ان 19 66 % من كبار السن في بعض مناطق أمريكا الشمالية يستهلكون حوالي ثلثين أو أقل من الكميات المسموح بها لأنواع الأغذية. وأهمية هذه النتائج حقيقي وواقعي كما أثبتت بواسطة الفحوصات تأثير الأغذية على نظام المناعة. الأعشاب هناك العديد من الأعشاب لديها تأثير كمضاد حيوي ضد البكتيريا والفيروسات والفطريات وأيضا تأثير واضح لتحفيز عمل المناعة. ان الأبحاث الحديثة التي أجريت وتجرى للعديد من الأعشاب المعروفة بالممارسين للعلاج بالأعشاب لآلاف السنين وجدت أنها تعمل مع أجهزة الجسم لتؤثر على الصحة. وربما ان الأعشاب الثلاثة التي تستخدم بشكل واسع للأطباء باستخدام الطبيعة لزيادة وتحفيز المناعة هي الايكينشيا والجولدن سيل وعرق السوس. الايكينشيا ECHINACEA هذا النبات نبت طوال السنة في الولايات الغربية بأمريكا واستخدم بواسطة قبائل الهنود والأمريكان كمصف للدم ومهدئ للألم ومعقم وعلاج للدغ الحية وحاليا وجد ان له نشاطا لزيادة المناعة. إن مستخلص جذور الايكينشيا أثبت أن لها شبيها للانزرفيرون ونشاط محدد مضاد الفيروس الخاص بالأنفلونزا والهربز والتهاب المعدة ويمنع انتشار الجراثيم لمقدرته على منع انزيم هايلو بورنيراز والذي يفرز بواسطة الجراثيم ويزيد نفاذية الأنسجة الضامة المحيطة. وباختصار فان الايكينشيا لديه نشاط تحفيز المناعة عبر تنشيط الخلايا اللمفاوية نوع ( ت) وخلايا الدم البيضاء الأخرى ويحفز انتاج وافراز الانترفويوون وله نشاط ضد الفيروس والمقدرة للتحصن ضد عدوى الجراثيم. جولدن سيل ينبت هذا العشب طوال السنة ومستوطن في الولاياتالشرقية من أمريكا واستخدم بواسطة الهنود الأمريكان للعديد من الحالات المرضية والتي تشمل العدوى. والنشاط الدوائي له يرجع بشكل كبير لاحتوائه على مادة الكوليدز النشط والبربرين والهيدراستين والكانادين. وأثبتت الأبحاث التي نشرت بالنشرات الطبية ان مادة الكوليدز تعمل كمضاد حيوي وأن مادة البربرين مضاد حيوي ضد مجموعة كبيرة من الجراثيم. وهو يزيد من تدفق الدم الى الطحال ويفز مركبات زيادة المناعة. والبربرين عامل نشط لخلايا المكا ووخاج والمسئولة عن التهام وتدمير البكتيريا والفيروسات والفطريات وخلايا الدم. عرق السوس ينبت هذا الشعب طوال السنة في المناطق الحارة واستخدم كدواء لكلا المجتمعين الشرقي والغربي لآلاف السنوات وأثبتت الأبحاث انه مؤثر لعلاج عدوى الجهاز التنفسي مثل التهاب الشعب الهوائية والحنجرة وعلاج العدوى وأن مركباته الرئيسية تحفز إنتاج الانتفريون الذي يؤدي إلى مقاومة الفيروسات لأنه يحفز صنع البروتين الذي يمنع الالتهاب الفيروسي. وفي المعامل الطبية أثبتت أنه يمنع مباشرة نمو العديد من الفيروسات عند زراعة الخلايا وتسمى الهربز نوع(1). ومستخلص عرق السوس له نشاط مضاد حيوي ضد الستافيلوكوكس والستربتوكوكس والكانديرا. الفيتامينات والمعادن فيتامين (أ) وبيتاكاروتين. يلعب دورا رئيسيا في صيانة اتحاد وقوة أسطح الأغشية المخاطية والأنسجة وإفرازاتها. هذه الأنظمة تحتوي بشكل رئيسي على العمل الدفاعي غير المحدود فيتامين (أ) وجد انه يحفز ويزيد من عمل وخطوات المناعة وتشمل تحفيز الخلايا المناعية ضد الخلايا السرطانية ونشاط الخلايا القاتلة والمونوسايت الالتهامية واستجابة المناعة. وهذه التأثيرات تحفز بشكل أكبر بإعطاء جرعة زائدة من معدل فيتامين (ا) بالإضافة إلى أن فيتامين ( أ ) يمنع ويعيد انكماش الغدة الزعترية بسبب التوتر وأيضا يستطيع ان يحفز نموها أيضا أثبت انه يزيد من نشاط المضاد للفيروسات . هناك عدة بحوث لمعرفة العلاقة بين فيتامين (أ) والكاروتين في ظهور سرطان الأغشية مثل سرطان الرئة والجهاز الهضمي والتناسلي البولي والجلد. والكاروتين هو صبغة نباتية لحماية خلايا النبات من التدمير خلال عملية التمثيل الضوئي للعمل كمضاد نشط للأكسدة. حوالي 30 من مجموع 400 من الكاروتين تتميز بمقدرتها على التحول إلى فيتامين (أ) بجسم الإنسان. والدراسات أثبتت أن هناك علاقة عكسية بين نقص الكاروتين وحدوث السرطان وأن استهلاك كمية كبيرة من الكاروتين يقلل من الإصابة بالسرطان ومعظم الابحاث تركز على فيتا كاروتين الذي وجد أنه بنشط التحفيز للانترفيرون في الجهاز المناعي بالإضافة إلى أنه أفضل مضاد للأكسدة بالمقارنة بفيتامين (ا) وربما هناك مميزات أكثر في حماية الغدة الزعترية لأنها معرضة للشوائب الشاردة والتدمير بسبب الأكسدة. والدراسة التي أجريت على أشخاص متطوعين عاديين أثبتت أن استخدام البيتار كاروتين عن طريق الفم بمعدل 80 ملغ باليوم أي حوالي 300000 وحدة يزيد من عدد خلايا (ت) المساعدة بنسبة 30% بعد سبعة أيام وكل خلايا (ت) بعد 14 يوما. أيضا هو مفيد لزيادة المناعة ضد مرض السرطان بمساعدة العلاجات الأخرى . وباختصار هناك شواهد على أن فيتامين (أ) والكاروتين يؤثران على عمل وظائف المناعة ويمكن ان يستخدما كوقاية وعلاج لتحسين حالة النظام المناعي . والمصادر الجيدة للكاروتين تشمل كل الخضار ذات الأوراق الخضراء والجذور الملونة مثل: الجزر والبطاطا الحلوة واليام والمشمش والشمام والبطيخ والكوسة والقرنبيط . فيتامين (ج) هناك عدة تساؤلات عن دور فيتامين (ج) وزيادة نظام المناعة خاصة الوقاية وعلاج نزلات البرد . ولكن بالرغم من النتائج الإيجابية الاكلينيكية والتجاربية للأبحاث والدراسات لا يزال هذا التأثير تحت النقاش فمن ناحية الكيمياء الحيوية فإن هناك شواهد معقولة على أن فيتامين (ج) يلعب دوراً هاماً في عمل المناعة . وزيادة التركيز لفيتامين (ج) في كريات الدم البيضاء خاصة ان الخلايا اللمفاوية تنخفض بسرعة خلال العدوى وبالتالي فإن النقص يحدث إذا لم يعوض بانتظام . بالرغم من أن فيتامين(ج) أثبت أنه مضاد للفيروسات والبكتيريا فإن التأثير الأساسي هو خلال التحسن في المقاومة. إن تأثير زيادة المناعة لوحظت في وظائف المناعة المتعددة ويشمل وظائف كريات الدم البيضاء ونشاطها وزيادة مستوى الإنترفيرون ومستوى استجابة الأجسام المضادة وإفرازات هرمون الغدة الزعترية واتحاد الأنسجة . إن فيتامين (ج) لديه تأثيرات كيمياء حيوية مشابهة جداً للإنترفيرون. إنه من الضروري لأن يعطى الفلافينوير في نفس الوقت مع فيتامين (ج) لأنها تزيد من تركيزها في بعض الخلايا بل حتى في تأثيرها. الزنك ربما يعتبر العنصر الغذائي الحاسم للمناعة لأنه ضروري للكثير من عمل المناعة مثل الخلايا الوسطية والأجسام المضادة المناعية وعمل وظائف الغدة الزعترية مثل الهرمونات. فعندما يكون معدل الزنك منخفضاً فإن عدد خلايا (ت) تنخفض أيضا وكذلك هرمونات الغدة الزعترية وكذلك العديد من وظائف كريات الدم البيضاء وبالتالي تؤثر على استجابة المناعة وتؤدي إلى انخفاضها بشكل خطير وحساس . فكل هذه التأثيرات تعود بشكلها الطبيعي عند تعاطي وامتصاص الكرية المناسبة للزنك والجرعة المناسبة مهمة جدا خاصة لكبار السن والأطفال الصغار. فإن تزويد الزنك للكبار يؤدي إلى زيادة عدد خلايا (ت) ويزيد من استجابة وفعالية الخلايا الوسطية . فالأطفال الذين يعانون عدوى الجهاز التنفسي العلوي فإن ذلك بسبب انخفاض مستوى الزنك والمعادن النادرة الأخرى . ان الزنك يمنع نمو العديد من الفيروسات مثل الهربز . وان تركيز الزنك بكمية مناسبة يؤدي إلى منع تكاثر الفيروس المسبب لنزلات البرد ويحمي الأشخاص منها. فيتامين (ب6) ان نقص هذا الفيتامين يؤدي إلى انخفاض المناعة بسبب نقص عدد وكفاءة إنتاج المضادات الحيوية وانكماش الأنسجة اللمفاوية وتشمل الغدة الزعترية نقص هرمونها، وأيضا نقص في عدد ونشاط الخلايا اللمفاوية . والعوامل التي تؤدي إلى النقص قلة الأكل واكل البروتين بكثرة واستخدام الكحول وحبوب منع الحمل . الحديد إن نقص الحديد شائع ويعتبر نقصا غذائيا ويسبب اضطرابا في وظائف المناعة لعدد كبير من المرضى. إن نقص الحديد الهامشي لا يقلل نسبة الهموجلوبين ولكن يستطيع أن يؤثر على نظام المناعة . إن انكماش الأنسجة اللمفاوية وتعطل وظائف البنتروفيل والماكروفاج ونقص تناسب نسبة خلايا (ت) و(ب) من اشهر الظواهر كنتيجة لنقص الحديد . إن الحديد غذاء مهم للبكتيريا والإنسان وخلايا العدوى فإن إحدى عمل دفاع الجسم لتحديد نمو البكتيريا هو انخفاض الحديد بالبلازما وهناك الكثير من الشواهد العلمية لدعم هذا الاستنتاج بأن التزود بالحديد ليس ضروريا خلال العدوى الحادة خاصة في الأطفال الصغار ولكن في المرضى الذين يعانون خللا في وظائف المناعة أو العدوى المزمنة أو انخفاض مستوى الحديد فإنه من الضروري التزود بنسبة كافية من الحديد وذلك يعتبر ضروريا جداً . 5 العوامل العامة البروتين إن أهمية أخذ البروتين بشكل مناسب لعمل وظائف المناعة قد درست بعناية. إن أكثر تأثير سئ لسوء التغذية لسعرات البروتين هو على الخلايا المناعية ولكن بالرغم من أن كل العوامل لوظائف المناعة تتأثر بشكل أساسي فإن سوء التغذية بسبب سعرات البروتين لا تتغير لأنه نقص نوع واحد من التغذية . فهو بشكل طبيعي مرتبط بعدة أنواع من نقص التغذية وإن بعض خلل المناعة لسوء التغذية ولسعرات البروتين هو سبب هذه العوامل . إن النقص الجزئي لغذاء الفيتامينات ينتج عن انخفاض في وظائف المناعة بالمقارنة مع النقص الجزئي للبروتين . ولكن الجرعة المناسبة للبروتين ضرورية لعمل وظائف المناعة بكل طاقتها. السكريات إن أكل 100 غم من جزئيات الكربوهيدرات مثل الجلوكوز والفركتوز والسكروز والعسل وعصير البرتقال كلها تخفض إمكانية النيتروفيل لإلتهام وتدمير البكتيريا وبالمقابل فإن أكل 100غم من النشويات ليس له أي تأثير . وهذه التأثيرات تبدأ في أقل من 30 دقيقة بعد الأكل وتستمر خمس ساعات وتؤدي إلى انخفاض نشاط النيتروفيل بمعدل 50% بعد ساعتين من الأكل . وبما أن النتيروفيل يحتوي على 60- 70% من كمية خلايا الدم البيضاء فإن الخلل في نشاطها يؤدي إلى انخفاض المناعة. بالإضافة إلى أن أكل 75 غم من الجلوكوز يؤثر على انخفاض نشاط اللمفوسايت والمعايير الأخرى لوظائف المناعة لهذا لا داعي للشك في أنها تتأثر باستهلاك السكر. ومن الواضح خاصة أثناء العدوى أن استهلاك السكريات البسيطة حتى لو كان عصير الفواكه يعتبر ضارا بالصحة والمناعة بالإضافة إلى أن الصوم يجب أن يشجع خاصة خلال 36- 60 ساعة الأولى من الأمراض المعدية الحادة لأنها تؤدي إلى زيادة تأثير التهام البكتيريا بمعدل أكثر من 50% ولكن لا يجب أن يستمر الصوم لفترات طويلة. السمنة إنه مرتبط بحالات أخرى مثل تصلب الشرايين وارتفاع ضغط الدم وداء السكري وأمراض المفاصل وفي حالة انخفاض المناعة فإنه يسبب تقليل النشاط وقتل البكتيريا للنتيروفيل ويزيد من الإصابة والموت بسبب العدوى. يجب على المصابين بالسمنة تقييم مستوى الكوليسترول والدهون باستمرار التي ربما تفسر وجود خلل في وظائف المناعة. الدهون زيادة مستوى الكوليسترول بالدم والأحماض الأمينية والدهون الثلاثية وأحماض العصارة المرارية يمنع عدة وظائف للمناعة مثل إمكانية الخلايا اللمفاوية للتكاثر وإنتاج الأجسام المضادة وقابلية النتيروفيل للهجرة إلى مناطق العدوى والتهام وتدمير جراثيم العدوى. لذا فإن وظائف المناعة القصوى تعتمد على التحكم في تركيبات البلازما ومركب إل- كارئيتين حتى في التركيز القليل وأثبت أنه يعادل الدهون التي تؤدي إلى تقليل المناعة والسبب ربما أن عملها هو إزالة الدهون من الدم. الإدمان على الكحول إنه يزيد الإصابة بالعدوى والدراسات أثبتت أن النتيروفيل تنخفض بشدة بعد شرب الكحول حتى في الأشخاص العاديين والأصحاء.