يتألف الجهاز المناعي من خلايا متعددة لكل منها وظيفتها الخاصة لتخليص الجسم من السموم والميكروبات التي تفتك به. فهناك الخلايا اللمفاوية البائية «B-cell» وهي مسؤولة عن انتاج الأجسام المضادة، والخلية اللمفاوية التائية (T-cell) وهي متعددة الأغراض، فمنها الخلايا المساعدة (T-helper cells) التي تمثل قيادة الجهاز المناعي النوعي وتقوم بتنبيه الخلايا البائية لإنتاج الأجسام المضادة، وهناك الخلايا القاتلة (cytotoxic) التي تلتحم مع الأجسام وتدمرها. ثم هناك الخلايا الكابحة (T-suppressor cells) التي تلجم النشاط الزائد للجهاز المناعي بعد القضاء على الجسم الغريب، وهناك الخلايا الأكولة (macrophage) التي تتعرف إلى تركيب الخلايا والأجسام الغريبة بعد تدميرها. وهذه الخلايا قاطبة تتواجد معظمها في الجهاز الهضمي إما في الأوعية الدموية أو الأغشية المخاطية أو في الغدد اللمفاوية. ونظراً لأهمية الجهاز المناعي، فهو يتأثر بعدة عوامل خارجية، كالبيئة المحيطة به (نسبة التلوث) والحالة النفسية والنشاط البدني ونوع الغذاء وكميته حتى يقوم بمهامه على أكمل وجه. بالحقيقة نقص بسيط في أي من العناصر الغذائية قد يؤدي إلى ضعف كفاءة الجسم في محاربة الأمراض أو العدوى. ومن أهم هذه العناصر التي تبين أن لها دورا أساسيا في بناء الجهاز المناعي وأداءه هو البروتين، فيتامين «أ-ج- ه-ب-6- الفولاسين» وبعض آثار المعادن مثل الزنك والسيلينيوم والحديد والنحاس. أما البروتين والأحماض الأمينية فهي مهمة لصناعة كريات الدم البيضاء ومضادات الأجسام ولنمو وانقسام الخلايا.كما تكون البروتينات الأنزيمات التي تقوم بتخليص الجسم من المواد السامة، لذلك تقل قدرة الأفراد الذين يتناولون غذاء قليل بالبروتين على طرد السموم خارج الجسم وتقل مقاومتهم للتأثير السام لبعض الأدوية والكيماويات. البروتينات المنشودة هي ذات قيمة بيولوجية عالية وهي موجودة في الحليب والأجبان والبيض والسمك والدجاج واللحوم. ويحتاج الفرد البالغ إلى 6-7 حصص يوميا والحصة تعادل 1 كوب من الحليب أو 30 غرام من اللحوم والجبن. أما الفيتامينات بصورة عامة تكسب جدار الخلايا القدرة على محاربة الفيروسات ومساعدة للإنزيم في تخليق الهرمونات فالفيتامين أ : يحافظ على سلامة الخلايا الطلائية الموجودة في الطبقة الخارجية الواقية للجلد وفي الخلايا المبطنة للجهاز التنفسي والهضمي والتناسلي. وتتميز هذه الخلايا بأنها في حالة مستمرة من التجديد. والفيتامين أ متوفر في منتجات الألبان والزبدة وصفار البيض والكبد وبعض الأسماك المدهنة. وتوجد الكروتينات (التي تتحول إلى فيتامين أ) بكثرة في النباتات وخاصة في الخضار الخضراء متحدة مع صبغة الكلوروفيل مثل الخس، الجرجير، السلق، الكرنب. كما يوجد بوفرة في البروكلي والبطاطس والجزر والكانتلوب والمشمش. أما فيتامين ه : فهو من أهم مضادات الأكسدة في الجسم. يساعد الخلايا على التنفس ويدخل في العمليات الحيوية التي تؤدي إلى انطلاق الطاقة من الكربوهيدرات والدهون والبروتينات. كما يساعد على عدم تكسير كريات الدم الحمراء. يوجد هذا الفيتامين بكثرة في الزيوت النباتية - نواة القمح - والمكسرات «كاللوز و البندق» صفار البيض، الخضار الورقية الخضراء. تكمن أهمية هذا الفيتامين في مقدرته على حماية فيتامين أ، ج من التأكسد. أما الفيتامين ج فله دور كبير في رفع مناعة الجسم والتئام الجروح والحد من الحساسية، كما يثبط عمل المسرطنات في الجسم، ويدخل في إفراز هرمونات الغدة النخامية ويسهل تصنيع الكريات الدم البيضاء وصناعة (Immunoglobulin) والإنترفرون والبروستاجلندن، له خاصية مضاد للفيروسات وطارد للسموم. ويوجد فيتامين ج في الأطعمة النباتية المصدر في الخضر الورقية الطازجة والطماطم،الفلفل الرومي ،الملفوف، البطاطس، والحمضيات (البرتقال، اليوسف أفندي)، الجوافة، الفراولة، الأناناس، والكيوي. أما الفيتامين ب6: فهو من الفيتامينات المهمة لأداء الجهاز العصبي، صناعة الهيموجلوبين ونمو كريات الدم الحمراء. وتعتبر الخميرة وجنين القمح والكبد والحبوب الكاملة والبقول والبطاطس والموز من أغنى المصادر. أما حمض الفوليك فله دور هام أيضا في تكوين خلايا الدم البيضاء والحمراء في نخاع العظم. ويوجد الفولاسين في الكبد والكلاوي والبقول والخضر الورقية الخضراء الداكنة وخاصة السبانخ والهليون و البروكلي . كما تعتبر اللحوم البقرية الحمراء والبطاطس والخبز الأسمر والبقول الجافة من المصادر الجيدة للفيتامين. أما السيلينيوم فهو معدن متوفر في التربة يعمل كمادة مضادة للأكسدة للوقاية من سرطان الجلد وأمراض الشرايين التاجية، ومضاد للفيروسات، يرفع نشاط الخلايا اللمفاوية التائية والخلايا القاتلة (Natural killer cells) فهو يعزر عمل الفيتامين ه . يمكن للفرد أن يحصل على كمية وافية من السيلينيوم بتناول حصص غذائية من الحبوب الكاملة يوميا مع الكرنب أو الجزر أو الكرفس والخيار والثوم والعدس والبصل وفول الصويا والسبانخ وبذور القمح. أما الزنك يعتبر عنصر أساسي لضمان أفضل مستوى لكفاءة الخلايا اللمفاوية التائية وتكوين الأجسام المضادة. وتعتبر اللحوم العضوية كالكبد والكلاوي والأسماك والبقوليات والحليب وخبز البر من أفضل مصادره الغذائية. ينصح بالتقليل من الأغذية التي تزيد من حموضة الدم مثل القهوة والشاي الأسود والسكريات والحلويات واللحوم الحمراء لأن حموضة الدم تجعله وسطا مناسبا لنمو الفيروسات. ويفضل تناول الأسماك والبقوليات كبديل جيد للحوم. ويفضل زيادة تناول الماء وشرب الشاي الأخضر. وأخيراً و ليس آخراً بإتباع غذاء متوازن تتوافر فيها جميع الأطعمة المذكورة سابقا ممكن أن نحصل على جهاز مناعي سليم. * قسم التغذية العلاجية