إذا حاول لاعب تنفيذ مراوغة صعبة أو التسديد من مسافة بعيدة أو إحراز هدف بطريقة فنية وفشل فيها يقول له زملاؤه"انت فاكر نفسك بوشكاش"، هذه العبارة ذاعت في العالم كله منذ الستينات، وانتشرت في كل مكان لعشرات السنوات، وهي تعكس اقتناع كل لاعبي وممارسي كرة القدم في العالم بأن النجم الهنغاري فرانز بوشكاش هو النموذج الأول للمراوغة والتسديد والأهداف الجميلة. ريال مدريد الإسباني - نادي القرن عالمياً - لا ينسى الدور البارز لبوشكاش في العصر الذهبي للنادي من 1958 إلى 1967، وقدم له أول من امس في العاصمة الهنغارية بوادبست هدية متواضعة، ذهب الفريق الأول لريال مدريد المرصع بأشهر وأحسن لاعبي العالم، زيدان ورونالدو وأوين وراؤول وبابتستا، لأداء مباراة ودية ضد منتخب هنغاريا على ملعب بوشكاش في بودابست. وخصص دخلها بالكامل لمصلحة النجم المريض الذي عجز عن مغادرة الفراش والذهاب إلى الملعب، وذهبت زوجته المخلصة، وجلست في المقعد المخصص له في مقصورة الشرف بجوار الوزراء وكبار المسؤولين. وحرص نجوم الجيل الذهبي في ريال مدريد وزملاء العمر لبوشكاش على السفر إلى بودابست والذهاب إلى منزل بوشكاش، وضمت الكوكبة دي ستيفانو وامايسو وسانتاماريا وانفوسيو روير ومعهم المدير الحالي لفريق بوتراغينو، وقدموا هدية ثمينة وشكرًا جزيلاً للهداف الأول في تاريخ كرة القدم العالمية وريال مدريد. ولغة الأرقام التي لا تكذب تقول إن بوشكاش الذي لعب مباراته الأولى مع ريال مدريد ضد سبورتنغ خيخون في 21 أيلول سبتمبر 1958، وأحرز فيها ثلاثة أهداف، أنهى مشواره في ربيع 1967، وخلاله حقق لريال مدريد بطولات الدوري الأسباني خمس مرات، والكأس مرة، ودوري أبطال أوروبا ثلاث مرات، وكأس اندية العالم مرة، وخاض 261 مباراة، وسجل خلالها 236 هدفاً، بينها أربعة أهداف - رقم قياسي - في المباراة النهائية لدوري الأبطال عام 1960 في مرمى اينتراخت فرانكفورت الألماني في غلاسغو، وفاز ريال مدريد 7-3، ورصيده الدولي يشمل 83 هدفاً في 48 مباراة مع المنتخب الهنغاري حتى عام 1956، ولو شاءت الأقدار استمراره مع هنغاريا حتى نهاية مشواره لزاد عدد مباراياته إلى الضعف، وزادت أهدافه إلى رقم أسطوري، ولكن غزو الاتحاد السوفياتي لهنغاريا في تشرين الثاني نوفمبر 1956 حال من دون عودته، واضطر إلى الهجرة الدائمة، وأوقفه الاتحاد الدولي لكرة القدم عامين، غاب خلالهما عن كرة القدم، وفقد فرصة هائلة في زيادة رصيده وعطائه في أحسن سنوات عمره، ولكنه عاد أفضل وأقوى، ويكفي أن نعرف أن دي ستيفانو قال عنه بعد المران الأول له في ريال مدريد عام 1958 إن بوشكاش يتحكم في الكرة بقدمه اليسرى أحسن من قدرته الشخصية على التحكم فيها بيده. ونال بوشكاش عام 1969 من وزير العمل الاسباني خوسيس سوليس ميدالية الاستحقاق الرياضي من ملك اسبانيا، ونال عام 1997 من اللجنة الأولمبية الدولية وسام الشرف، غير عشرات الميداليات والأوسمة من حكومة هنغاريا والاتحادين الدولي، والأوروبي لكرة القدم. بوشكاش المولود في 2 نيسان ابريل 1927 لعب مع ريال مدريد بعدما تخطى الحادية والثلاثين، أي في التوقيت الذي يعتزل فيه معظم النجوم، وحقق نجاحاً فائقاً لمدة تسعة أعوام على رغم بعده الكامل عن كرة القدم من 1956 إلى 1958، وهو لعب دوليًا للمرة الأولى في آب أغسطس 1945، ووضع شارة الكابتن على ذراعه في 56 مباراة دولية، وتوج بذهبية دورة هلسنكي الأولمبية 1952 وفضية كأس العالم 1954. ورصيده الشامل وصل إلى 511 هدفًا في 533 مباراة محلية مع كيبشت وهونفيد الهنغاريين وريال مدريد. وأسفرت المباراة الودية عن فوز ريال مدريد على منتخب هنغاريا 3-1 تحت إدارة الحكم الألماني ماركوس ميرك، وسجل راؤول ورونالدو وأوين للضيوف وأحرز كينسي لهنغاريا من ركلة جزاء.